قره سو: يجب على جميع الأحزاب الكردية أن تتحد من أجل الوحدة الوطنية ـ 2 ـ تم التحديث

صرح عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK، مصطفى قره سو بأنه لا ينبغي للناس أن يتوقعوا أن ينضم الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتعاون مع الدولة التركية، إلى الوحدة الوطنية، وقال: "يجب على جميع الأحزاب الكردية أن تتحد من أجل الوحدة الوطنية".

قيّم عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK، مصطفى قره سو، من خلال برنامج خاص تم بثه على قناة مديا خبر، التطورات الحالية، وهذا هو الجزء الثاني من حديثه:

يجب لعن العمالة في كردستان

أحيي موقف الشاب من رها أيضاً بكل احترام وإجلال، حيث إن إحدى الطرق الرئيسية التي تستخدمها الدولة التركية لقمع النضال التحرري للشعب الكردي هو جعل الناس عملاء، وشرائهم بحفنة من الأموال وتهديدهم بأفراد العائلة، والقول سوف أقوم بمداهمة مكان عملك، وسوف أقوم بسجنك، ولن تستطيع الخروج مرة أخرى، حيث أن العمالة هي السياسة الأساسية للحرب الخاصة أو عداوة الدولة التركية ضد الكرد، وأكبر عداوة هو أن يقوم المرء بجر شعب نحو العمالة ويمارس الضغوط عليه من أجل العمالة، وأكبر عداوة أيضاً هو فرض هذا العمالة على الشعب الكردي، وجعلهم أداة في مواجهة النضال الشعبي، وهذا يعني في سياق العداوة ضد الكرد.

 لقد سمعنا البارحة: يقولون لأحد الآباء إما أن تصبح عميلاً، وإلا لن نسمح بخروج ابنتك، حيث جعل هؤلاء هذا الأمر كمنهج متبع لشن الاعتداءت، حتى أنهم يفعلون ذلك أيضاً، ويقومون بذلك في جنوب كردستان، حتى أنهم قاموا بقتل بعض وطنيينا الذين لم يقبلوا القيام بهذا الأمر، وينبغي على جميع الكرد أن يكونوا حساسين في هذا الصدد، حيث لا يوجد شيء أسوء من العمالة، ولا يوجد نذالة أعظم من هذا ، ولا يوجد شيء أكثر دناءة من هذا ، ولا يوجد ظلمٌ أعظم من هذا، فمن يكون عميلاً، هو أسوء إنسان في الدنيا، وأكثر شخص ملعون، أي أن من يقبل بالعمالة هو إنسان ميت، وليقبل بالموت ولا يرضخ للعمالة، وليقبل بعقوبة 30 عاماً في السجن ولكن لا يقبل بالعمالة، هل لديه محل؟ ربما يفلس، ولكن ينبغي عليه عدم قبول بالعمالة، فالعمالة تعني أنك تلوث أبنائك وأخواتك وإخواتك، وتعني الاعتداء عليهم جميعاً، وتعني إهانتهم جميعاً، فالعميل لا يبلغ فقط عن حزب العمال الكردستاني أو المناضلين، فعندما يصبح عميلاً فهو يصبح عدواً لإخوته وأخواته، ويصبح عدواً لأبنائه أيضاً، ويقوم بتلويث الجميع، وفي هذا الصدد، يجب إدانة العمالة في كردستان، وينبغي الحديث عنها في كل اجتماع و خطاب، ويجب دفن العمالة تحت الأرض، بحيث إن تم خلق ذهنية كهذه في المجتمع بأنه أسوء شيء، فلن يكون من السهل أن يصبح عميلاً، حيث كان الرفاق قد أعلمو عن شخص كنيته توب باش وينحدر من إيله، وينتمي لبيئة وطنية، كيف لأمر كهذا أن يحصل؟ إنه شخص عديم الإنسانية، يبيع نفسه من أجل المال، و هذا الأمر بحد ذاته هو أسوء شيء لدى الرأسمالية، بحيث تطورت الرأسمالية كثيراً مع المادية ، كما رسخت الفردية كثيراً، حيث أنه من السهل جداً أن تُباع في ظل الرأسمالية، فقبل الرأسمالية، لم يكن الناس يبيعون أنفسهم بهذه السهولة، فحتى لو تعرضوا للموت، كانوا لا يبيعون أنفسهم، والآن، يبيعون أنفسهم من أجل المال، ولهذا السبب، ينبغي على المجتمع الكردي أن يكون حساساً حيال ذلك، فهذا يعني بمثابة إهانة للكرد.

وليرى المجتمع الكردي هذا الأمر؛ إن هذه الدولة هي عدوة للكرد، و عدو ملعون، حيث انه لا يضع الكرد في خانة الإنسانية، أي أن الكردي بإمكانه أن يكون عميلاً ويخون الدائرة المحيطة به، بحيث ينظرون بهذه النظرة للكرد ويعرفونه هكذا، وفي هذا الصدد ، أصبحت سياسة العمالة شائعة للغاية ويتم استخدامها، وينبغي إدانتها في المجتمع، وعدم القبول بها في المجتمع، وإنه أسوء شر في العالم بأسره، فمهما قلت من أنه نذالة وخسة، فإنه قليل ما يُقال للعملاء، ولذلك، ندعو المجتمع إلى التحلي بالحساسية حيال ذلك، نعم، إن الدولة تقوم بممارسة الضغوط، ولكن ليتجنبوا الاستسلام والرضوخ، فإن كان لا بد منه، فليموتوا أفضل من يكونوا عملاء، فهل هناك شيء أسوء من العمالة؟ وإن قاموا بذلك حتى الآن، فليذهبوا للاستسلام للشعب، ويلجأوا إلى مكان آمن، وليقولوا لقد فعلنا ما فعلنه حتى الآن، لكن لن نقوم على فعل ذلك بعد الآن، لربما يتطهرون هكذا ويعودوا إلى سويتهم البشرية، فكما يُقال، أينما تراجعت عن الخسارة، فهو مكسب بحد ذاته.

وإن هذا الجانب في الحقيقة أمر في غاية الأهمية، وأتوجه بدوري، بالتحية لذلك الشاب، نعم، يجب إظهار ذلك الموقف، وينبغي على الجميع إظهار ذلك الموقف، فلا يمكن لأحد إهانة الكرد، ولا يمكن لأحد أن يجبرنا لكي نصبح عملاء، فنحن لسنا شعبٌ من هذا القبيل، بل نحن من أقدم الشعوب على مر التاريخ، حيث أننا شعب خلق الإنسان وثقافته، وينبغي على جميع أبناء الشعب الكردي أن يعبروا عن موقفهم تجاه العملاء الذين يريدون تجريدنا من الإنسانية.

الإبادة الثقافية والجسدية  

عندما نقول الإبادة الجماعية في الواقع الكردي، فإن الأمر الرئيسي هو الإبادة الثقافية، ولا يعني أنهم سوف يقطعون رؤوس الكرد ويقتلونهم جميعاً، ولا يعني أنهم سيقضون عليهم جسدياً، بل هي إبادة ثقافية، حيث أن الإبادة الثقافية هي الإبادة الاجتماعية الأكبر، وهي مجزرة بحد ذاتها، حيث يمكنهم قتل 50 ألف شخص بالمجازر الجسدية وحتى قتل 100 ألف، ولكن بإمكانهم إبادة الملايين من الأشخاص عبر الإبادة الثقافية.   

ولقد قمتُ في أحد الأوقات بتعريف الكرد الذين يترجمون الأغاني الكردية إلى التركية ويغنونها باللغة التركية ويعرّفون أنفسهم على أنهم فنانين كرد، على أنهم بمثابة مستبدين، حيث إنهم مذنبون أكثر من أولئك الذين قتلوا 100 شخص، وفي الصدد، ينبغي على جميع الكرد أن يكونوا حساسين حيال ذلك، كما يجب على الشباب أيضاً يكونوا حساسين، ويجب أن نرى أن الإبادة الجماعية الحقيقية المتمثلة بالعداء الكردي، قد ارتُكبت على المستوى الثقافي، وفي الوقت الحالي، هناك مساعي جدية بشكل أساسي لإبادة الكرد على المستوى الثقافي، حيث يسعون للقضاء على الكرد تماماً، وفي الصدد، يجب على الكرد بأسرهم وجميع الشعوب اتخاذ موقف حيال ذلك، ويجب على الفنانين والكتّاب والمثقفين الكرد على وجه الخصوص أن يكون لديهم موقف حيال ذلك، ومن الضروري وصف أولئك الذين يشاركون في مثل هذه المهرجانات كشركاء في الإبادة الجماعية بحق الكرد، سواءً كان فناناً تركياً أو كان فناناً كردياً أو حتى يسارياً، فهو مستبد، فهذه المهرجانات تُقام لإبادة الكرد، فهم لا يقومون بهذه الأشياء من أجل تقديم الثقافة للشباب وللشعب الكردي وإشراك الشبان ضمن المجتمع، بل إنها حرب خاصة بحد ذاتها، فلا فرق بين شن هجوم بالقنابل النووية على الشعب الكردي وشن هجوم ثقافي عبر مهرجانات كهذه، فالأمر سيان، ويجب أن نكون حذرين من هذه الأمور، حيث يبدو البعض منهم بريئين جداً، لكنهم ليسوا كذلك، فهذا الأمر أخطر من الأسلحة الفتاكة وأسلحة الدمار الشامل، ويجب على الجميع أن يتحلوا بالحساسية تجاه هذه القضية وأن يتخذوا موقفاً صارماً ضد هؤلاء، ويجب عدم الذهاب إلى مهرجانات كهذه، كما ينبغي إدانة أولئك الذين يذهبون إلى مهرجانات من هذا القبيل، ويجب القول لهم، إنكم شركاء في إبادة الكرد، ويجب عزل وفضح أولئك الذين يُقدمون على فعل مثل الأمر.  

التمسك بالإيزيديين هو بمثابة تعليمات صادرة عن القائد

استذكر جميع الإيزيديين الذين استشهدوا في هجمات مرتزقة داعش بكل احترام وإجلال وتقدير، حيث حاولوا ارتكاب جريمة من أكثر الجرائم وحشية عبر التاريخ، وأرادوا إبادة الإيزيديين بأسرهم، كما أن اقتلاع أي إنسان عن أرضه، فحينها يُعد هذا الأمر بمثابة إبادة جماعية، فكل ثقافة تنشأ وتزدهر على أرضها، كما أن كل زهرة تضفي أجمل ألوانها ورائحتها من عبق ترابها، حيث كان سيتم تطهير شنكال بالكامل من الكرد، وكان سيُجبر الإيزيديين نحو التهجير من ديارهم، وسيُرتكب بحق الإيزيديين الإبادة الجماعية، وفي مواجهة هذا الأمر، اتخذ مقاتلو ومقاتلات كريلا قوات الدفاع الشعبي (HPG) تدابير احترازية، حقيقةً، كانوا مجموعة صغيرة، وانتفضوا على الفور ضد داعش، ولاحقاً، جاء مقاتلو وحدات حماية الشعب (YPG) ومقاتلات حماية المرأة (YPJ) وعملوا على فتح ممر آمن، ولهذا السبب، تحرر الإيزيدييون من هذه المجزرة والإبادة الجماعية.     

بالطبع، ينبغي على الإيزيديين أن يكونوا على يعلموا هذا الأمر، وكان القائد أوجلان قد حذرنا في السابق؛ وقال احموا الإيزيديين، حيث أن القائد كان قد حذرنا قبل شن داعش الهجوم، كما أن حماية الإيزيديين هي نوع من تعليمات القائد، وإنها مهمة أوكلها القائد إلينا، وقد قام كل من كريلا مقاتلي قوات الدفاع الشعبي (HPG) ومقاتلات وحدات المرأة الحرة-ستار، وكريلا مقاتلي وحدات حماية الشعب (YPG) ومقاتلات حماية المرأة (YPJ)بأداء واجبهم على أكمل وجه.  

والآن، ها قد عاد الإيزيديون إلى ديارهم، ولكن بعد هذه الإبادة الجماعية وهذه الهجمات، يجب أن يعيش أبناء هذا الشعب أحراراً ومستقلين، حيث أن الهويات والثقافات المختلفة في العالم لا يمكنها حماية وجودها وحريتها إلا من خلال من الاستقلالية الذاتية، ولا يمكن للهويات والثقافات المختلفة البقاء على قيد الحياة بدون الاستقلالية الذاتية والإدارة الذاتية، وبهذه المناسبة، ينبغي على جميع شعوب العالم وكذلك القوى الديمقراطية والإنسانية والايزيدية حماية هذا النضال القائم على الحرية والديمقراطية والوجود، حيث أن الصداقة مع الإيزيديين تعني محبة الإيزيديين ودعم نضالهم الساعي للإدارة الذاتية، وكل من لا يؤيد إدارتهم الذاتية وإدارة أنفسهم بأنفسهم، فهو ضد تطلعات الإيزيديين، كما أن الطريق إلى محبة الإيزيديين تتمثل في قبول إدارتهم الذاتية، وخلاف ذلك، لا يمكن للإيزيديين البقاء على قيد الحياة، وسيكونون حاضرين اليوم وغائبين غداً، ففي ظل ظروف الحداثة الرأسمالية على وجه الخصوص، لا يمكن للثقافات والهويات والمعتقدات الاستمرار في وجودها إلا من خلال الإدارة الذاتية، وعلى العكس من ذلك، فإن مصير كل الهويات والمعتقدات في عصر الحداثة الرأسمالية وفي عصر الدولة القومية، هو الإبادة الجماعية.

يجب على جميع الإيزيديين التوجه نحو الإدارة الذاتية

بالطبع، كانت هناك مقاومة في هذا الصدد، وقد مُنّي داعش بهزيمة نكراء وتم صده ولجمه، لكن المهمة التي تقع على عاتق الجميع الآن، هي وجوب حصول الإيزيديين على الإدارة الذاتية لحماية وجودهم، وإننا نلاحظ بأن الإيزيديين مصممون على هذه القضية، كما أنه من الضروري أن يكون الإيزديون في جميع أصقاع العالم منخرطين في هذا الأمر، ويجب على الإيزيديين المتواجدين في أوروبا وضع هذا الأمر نصب أعينهم، كما ينبغي على الإيزيديين المتواجدين في كل من أوروبا وروسيا وروج آفا أيضاً وضع هذا الأمر نصب أعينهم، ويجب على جميع العالم الإيزيدي أن يكون مع حصول الإيزيديين على الإدارة الذاتية، فإذا لم يحصل الإيزيديون على إدارتهم الذاتية، فإنهم سيعانون من الإبادة الجماعية ويُمحون من على وجه التاريخ.

لوزان معاهدة لإبادة الكرد

لوزان مهمة جداً ليس للشعب الكردي فحسب، بل لجميع شعوب الشرق الأوسط، لوزان معاهدة لإبادة الكرد، في الحقيقة، عُقدت مؤتمرات في أرضروم وسيواس في تركيا قبل معاهدة لوزان، تم الإعلان عن الميثاق الملي (Mîsak-i Millî) هناك وكان سيتم تأسيس دولة مشتركة بين الكرد والأتراك، كان سيكون لديهم دولة مشتركة وإدارة مشتركة، لهذا، دعم الشعب الكردي الأتراك لبناء دولة حرة ومستقلة، ماذا حدث؟ في دستور عام 1921، تم قبول وجود الكرد مرة أخرى، ولكن في دستور عام 1924، تم إنكارهم تماماً، أساس هذا الأمر يستند على معاهدة لوزان.

هذه هي معاهدة لوزان، فرض البريطانيون ما يلي على الأتراك؛ عليكم التخلي عن الموصل وكركوك لنا، قالوا إنه إذا تركتم الموصل وكركوك تحت سيادتنا، فيمكنكم تنفيذ إبادة جماعية ضد الشعب الكردي داخل حدودكم، قبلوا الإبادة الجماعية للكرد مقابل السيطرة على الموصل وكركوك، كانت كل من الدولة التركية والإدارة الكمالية في ذلك الوقت قد تركتا الموصل وكركوك للبريطانيين مقابل إبادة الكرد، أي أن لوزان هي معاهدة إبادة الكرد، يجب النظر إلى هذه الحقيقة بهذه الطريقة.

بالطبع، إنكلترا وفرنسا مسؤولتان عن ذلك، حتى ذلك الحين، كانت الأمم المتحدة مسؤولة أيضاً، بالتخلي عن الموصل وكركوك، كسبت الحكومة التركية حق إبادة الشعب الكردي وحصلت على الموافقة من إنجلترا وفرنسا، وافقت بريطانيا وفرنسا على الإبادة الجماعية للكرد من خلال السيطرة على الموصل وكركوك، ولكن هنا توجد حقيقة يجب على الجميع رؤيتها، ألا وهي حقيقة الدولة القومية التي أوجدت الحداثة الرأسمالية، هي حقيقة الإبادة الجماعية، الدولة القومية تعني نظام الإبادة الجماعية، وفي تاريخ الدول القومية في العالم، تعرضت العديد من الشعوب الثقافات للإبادة الجماعية.

ومن هذه الناحية أيضاً، بالطبع، عندما نقف في وجه لوزان، عندما نقف في وجه سياسة الإبادة الجماعية، يجب علينا أيضاً أن نقف ضد حقيقة الدولة القومية، فمهوم الدولة القومية يجلب اليوم الإبادة الجماعية للكرد، اليوم، يريد الأتراك والفرس والعرب بناء دولهم القومية وتنفيذ إبادة ثقافية بحق الأمم الأخرى، والمثال الأكثر وضوحاً هو الدولة التركية.

الدولة التركية هي بالفعل الرائدة فيما يخص معاداة الكرد، لا يمكن لأحد أن يقول بأنه كردي وطني أو يقول إنه كردي دون أن يرى حقيقة الدولة التركية في ريادة عداء الكرد، أولئك الذين يسمون أنفسهم كرداً سيرون هذا أولاً، سيقول إن هذه الدولة التركية هي الرائدة في عداء الكرد، وهي عدو كافة أبناء الشعب الكردي. حصلت الدولة التركية على حق إبادة الكرد في لوزان، والآن أيضاً، ترتكب إبادة جماعية ضد الكرد، إنها غير راضية عن ذلك وتسعى لتدمير حركة الحرية الكردية، بهذه الطريقة، تسعى لجعل المنطقة الكردية، التي تعتبر أنها ووفقاً للميثاق الملي، منطقة ذات سيادة تركية، تريد إخضاع كل من روج آفا وجنوب كردستان تحت سيادتها ونشر القومية التركية هناك، عندما نقول لوزان، يجب أن نرى هذه الحقيقة.

الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يريد الوحدة الوطنية

نعم، انعقد مؤتمر لوزان، تابعناه، انه مهم، نوقشت قضية الوحدة الوطنية، لأن لوزان قسمت الشعب الكردي إلى أربعة أقسام، لكن عندما نقول الوحدة الوطنية، يجب أن نكون واقعيين، بدون النظر إلى الوضع الحالي للحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، فإن مصطلح "الوحدة الوطنية" يعني الفشل في تحقيق الوحدة الوطنية، لأنه عائق، هناك مفهوم لدى البعض مفاده أن الوحدة الوطنية لا يمكن أن تتحقق بدون الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، نعم، يجب أن يأتي هو أيضاً، لكنه لا يأتي، لا يريد الوحدة الوطنية، يريد السيطرة على كافة الشعوب والقوى السياسية، يقول، "سأكون الحاكم الوحيد"، لا رغبة لديه في الوحدة الوطنية، متى أتى؟ كان هناك وقف لإطلاق النار بين عامي 2012-2013، لقد أعلنا عن وقف لإطلاق النار مع تركيا، كان هناك هدنة، في ذلك الوقت أتى، عندما بدأت تركيا الحرب ضدنا، انسحب الحزب الديمقراطي الكردستاني على الفور، الوحدة الوطنية مهمة في هذا الصدد، يجب أن تتحد كافة الجماعات والأحزاب الكردية. لكن هذه حقيقة، إلى أن يتخلى الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK عن محاولات فرض هيمنته وكلمته، لن تحدث مثل هذه الوحدة الوطنية، بل هو في الحقيقة عقبة في طريق الوحدة الوطنية، الوحدة الوطنية مذكورة دائماً. كل الكرد يريدون ذلك، كلنا نريد ذلك، لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK يشكل عقبة في طريق الوحدة، يجب رؤية هذه الحقيقة.

لماذا نقول الوحدة الوطنية؟ هذا يعني أننا لا نستطيع فعل ذلك، نحن دائما نشكو، لكن ما هي العقبة؟ يجب أن ينظر إلى هذا أيضاً.

سيسد الكرد الطريق أمام روح الإبادة الجماعية لمعاهدة لوزان

لقد أبرمت معاهدة لوزان، وأصبحت كردستان أربعة أجزاء منقسمة، لكن الكرد سوف يسدون الطريق أمام الإبادة الجماعية بحق الكرد، التي هي روح معاهدة لوزان ويعملون على عرقلتها، نعم، سوف لن يكون هدفهم المنشود الدولة القومية، لكنهم سوف يمنعون ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الكرد ويعملون على ضمان وجود الكرد، وسيسعون إلى ضمان تحقيق الإدارة الذاتية في الأجزاء الأربعة من كردستان، في الواقع، لقد اتخذوا خطوات مهمة للغاية في هذا الصدد، وحصلت تطورات، حيث هناك تطور مهم للغاية في روج آفا، كما هناك تطور أيضاً في جنوب كردستان، ووصل الشعب الكردي في شمال كردستان إلى مستوى من النضال، والحال أيضاً كذلك في شرق كردستان، والإنجاز الرئيسي هو: هناك حقيقة حاضرة للنضال الكردي وحقيقة اجتماعية للكرد في كل من الشرق الأوسط والعالم، ويبرز الشعب الكردي حقيقة وجوده بشكل قوي للغاية، وهذا هو الإنجاز الرئيسي بحد ذاته، وهذا ما يجري تنفيذه و ضمان تحقيقه من خلال النضال في الأجزاء الأربعة من كردستان.

ثورة روج آفا هي ثورة عظيمة على الرغم من كل نقاط ضعفها

أحيي ثورة روج آفا التي لديها قرابة 20 ألف شهيد، واستذكر الشهداء بكل احترام وإجلال وامتنان، كما أستذكر بكل احترام وإجلال وامتنان الشبيبة الـ 33 الاشتراكيين من تركيا، و المعروفون باسم مسافرو الأحلام، والذين جاءوا لتقديم الدعم والقوة لثورة روج آفا. في الحقيقة، إن ثورة روج آفا هي ثورة عظيمة بحد ذاتها، حيث أن هناك قضايا شائكة في الشرق الأوسط؛ وقضايا قومية وقضايا اعتقادية وثقافية ونسائية وديمقراطية، حيث إنها ثورة تخلق حلولاً حقيقة لجميع هذه القضايا، فهي من جهة، ليست ثورة تحل القضية الكردية فقط أو تجد حلاً لقضية الكرد، ولكنها ثورة تقدم نموذجاً لحل قضايا الشرق الأوسط بأسره، وهذا الأمر في غاية الأهمية، حيث هناك مفهوم الأمة الديمقراطية والديمقارطية،4 وهناك تعايش للمعتقدات المختلفة، كما أنه هناك حضور لمفهوم المرأة الحرة، وترك النزاعات الطائفية والصراعات القومية جانباً، وتجنب محاربة السلطة الحاكمة، فبدلاً من محاربة السلطة الحاكمة للحصول على حقوقها في الديمقراطية، حلت القضايا دون الخوض في مفهوم السلطة والدولة... لأن مفهوم الدولة والسلطة هو الذي يجعل من كل القضايا في طريق مسدود وغير قابلة للحل، وبمجرد الدخول والخوض في مفهوم الدولة والسلطة، لا يمكن إيجاد حلول لقضية كل من الهوية والمعتقد والمرأة وكذلك الديمقراطية.

وقد أفرزت روج آفا ثورة عظيمة من خلال هذا الذهنية، بالطبع، كان هذا تحولاً حدث من خلال منظور القائد أوجلان و خط القائد أوجلان، وقد لوحظ ذلك بشكل ملموس في روج آفا.

ولكن، أودُ التأكيد على هذا الأمر، لا يمكن القول من خلال هذه المقولة بأن خط القائد أوجلان قد تحقق في جميع أرجاء روج آفا، لكن الجميع يرى مدى أهميتها وقيمتها، على الرغم من التقصير الحاصل في القيام بها، وعلى ما يبدو، أن ثورة روج آفا في هذا الصدد، قد أصبحت ساحة للحرية وجوهرها ونموذجها في الشرق الأوسط بهذه البيئة المشبعة بالضغوط والقمع.

ونحن على يقين بأن ثورة روج آفا والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ستصبح نموذجاً، ففي الوقت الحاضر، مثلاً سيكون هناك حل في سوريا، هل ستُبنى سوريا جديدة بمفهوم هؤلاء المرتزقة والجماعات المرتبطة بتركيا؟ ليس بمقدورهم بنائها، وكذلك أيضاً، هل يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا دون تغيير مفهوم النظام الحالي؟ لا يمكن تحقيقه، فالنقطة المشتركة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في سوريا هي المبادئ التي تطرحها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فهي مبادئ سياسية ومبادئ اجتماعية، بمعنى آخر، سيكون هناك إجماع توافقي على أساس المبادئ التي وضعها.

ويمكن للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن تتوصل إلى توافق، ولكن كيف سيكون بمقدورها إجراء توافق مع من هم تحت نفوذ المرتزقة أو تركيا؟ بالمحصلة، ليس بإمكان النظام التوصل لتوافق، ولا الكرد ولا حتى الآخرون، وما لم يغير النظام من نفسه، فلا يمكنه توفير الاستقرار والحل، ولهذا السبب، فإن الاستقرار والحل الرئيسيين سيتشكلان حول شمال وشرق سوريا، ونعتقد أن هذا له تأثير كبير، كما شكلت تأثيراً على سوريا والشرق الأوسط أيضاً.

ومن الناحية الأخرى أيضاً، لعبت دور توحيد قوى الديمقراطية في الشرق الأوسط، كما أن الدولة التركية تُعتبر من أكبر الدول الرجعية في الشرق الأوسط، وقد كشف التحالف العربي-الكردي ضد رجعية الدولة التركية في سوريا، كما كشف موقف التحالف العربي-الكردي ضد الدولة التركية في الشروق الأوسط، وفي الواقع، هذه تطورات مهمة ليست فقط من أجل سوريا فحسب، ولكن أيضاً للشرق الأوسط بأسره، وبهذه المناسبة، أتوجه بالتحية لهذه الثورة، ونحن على يقين بأن الشعب الكردي والعربي والسرياني والشركسي سيحمون هذه الثورة في مواجهة جميع أنواع الهجمات من خلال ذهنية الأمة الديمقراطية، فهذه الثورة هي ثورة جميلة جداً، ربما يعتريها بعض التقصيرات والعيوب، وبالطبع هناك شيء من هذا القبيل، حيث لم يتم التقيد بخط القائد أوجلان بشكل كامل، لكنها حتى في شكلها الحالي، هي ثورة ستحتضنها جميع الشعوب وستصبح مثالاً للشرق الأوسط، وأحيي بكل احترام وامتنان كل من لديه جهود ومساهمات في هذه الثورة.  

ينبغي على الناتو ألا يصبح شريكاً في الإبادة الجماعية بحق الكرد

يرزح الكرد تحت وطأة تهديدات الإبادة الجماعية، ليس فقط في شمال كردستان فحسب، بل يرزحون أيضاً تحت التهديدات في كل من غرب وجنوب وشرق كردستان، وفي الوقت الراهن، تقوم تركيا بالابتزاز لاستكمال الإبادة الجماعية، حيث تستخدم اللاجئين كورقة ابتزاز، كما تستخدم عضوية الناتو أيضاً كورقة ابتزاز، وكذلك علاقاتها مع روسيا أيضاً كورقة ابتزاز، فهي دولة مبتزة بحد ذاتها وإدارة قائمة على الابتزاز، وتقول، كيفما أتعامل مع الكرد، فيجب عليكم أيضاً التعامل معهم بالمثل، كما تقول أوروبا أيضاً، نحن دولة ديمقراطية، أي بعبارة أخرى، هل الدولة التركية دولة ديمقراطية أما دولة استبدادية؟ ألا تقوم بممارسة كل أنواع القمع بحق الكرد؟ والآن، تطالبهم تركيا بهذا الأمر، وهم بدورهم يتصرفون، في الحقيقة، هذا هو النفاق والكيل بمكيالين بحد ذاته، فماذا يمكننا أن نقول عن هذا الأمر؟ إنها وقاحة بحد ذاتها، ولا يمكن لأي دولة أن تتفاوض مع تركيا بشأن نضال الشعب الكردي والنضال التحرري، وينبغي عليها عدم القيام بذلك، ماذا تفعل الدولة التركية؟ وماذا فعلت بهذا الابتزاز؟ وكان من المفترض ألا تعطي السويد وبعض الدول الأسلحة لتركيا، حيث كانوا يقولون للأتراك بأنكم لا تستخدمون الأسلحة بشكل صحيح، وإنكم تستخدمونها ضد الكرد، حسناً، ماذا حدث الآن؟ يقولون سوف نعطيكم الأسلحة، في الواقع، إن الهدف الرئيسي للدولة التركية هو شراء هذه الأسلحة، وحتى أنها حصلت عليها، أو أنها كانت ستقوم بتسليم بعض الكرد لها، نعم يطالبون بهذا الأمر أيضاً، وتريد ممارسة ذلك الضغط أيضاً، فهي بالأساس، تسعى للحصول على دعم سياسي للقيام بالإبادة الجماعية، فهي تريد الاستحواذ على تلك الأسلحة لارتكاب الإبادة الجماعية، كما أن حلف الناتو يمنحها أيضاً.

وينبغي على الكرد الآن، أن يكونوا على دراية بهذه الحقيقة، كما يجب على العالم أيضاً معرفة ذلك، حيث أن الدولة التركية لديها كل أنواع التحالفات والعلاقات والمؤسسات؛ إنه حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، فالسبب الوحيد الذي يكمن خلفه هو ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الكرد، كما أنها انضمت إلى حلف الناتو وكذلك الاتحاد الأوروبي ولا زالت مستمرة في ذلك للحصول على الدعم في ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الكرد، فلتقل في يوم ما أنها قد تخلت عن إبادة الكرد، فلن تبقى ليوم واحد حتى ضمن حلف الناتو وكذلك أيضاً ضمن الاتحاد الأوروبي.

والآن، تقول الدولة التركية، قوموا بضمي إلى أوروبا، فالدولة التركية لا تسعى للدخول إلى الاتحاد الأوروبي، بل تريد فقط الاستفادة من بعض الإمكانيات المتاحة للاتحاد الأوروبي، حينها، متى ستقول لننضم إلى الاتحاد الأوروبي؟ عندما تنتهي من إبادة الكرد، فهي لن تدخل الاتحاد الأوروبي حتى تستكمل إبادة الكرد، لأن الاتحاد الأوروبي لديه معايير وتدابير ولديه متطلبات الحكم الذاتي المحلي، فلو قالت أوروبا الآن، سنقبل بانضمامكم إلى الاتحاد الأوروبي، فلن تنضم تركيا إليه، وسوف تقوم بالابتزاز وتقول لماذا لا تقومون بضمي للاتحاد الأوروبي؟ فعندما تنضم إلى الاتحاد، سيتوجب عليها التخلي عن سياستها القائمة على إبادة الكرد، هل ستتخلى الدولة التركية عن هذا الأمر؟ على العكس من ذلك، فهي تسعى إلى استغلال الاتحاد الأوروبي في الإبادة الجماعية بحق الكرد تحت مسمى مرحلة العضوية في الاتحاد الأوروبي، ففي الوقت الحالي، ليس لديها أي مخاوف بشأن عضوية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولا ينبغي لأحد أن يخدع نفسه في هذا الصدد.

ويجب على أوروبا ألا تعتقد بأن الدولة التركية تريد ذلك، أو أنه لا ينبغي لأحد في تركيا أن يعتقد أن الدولة التركية تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولا يوجد شيء من هذا القبيل، كما أن أوروبا لا تريد ضمها في الوقت الراهن، ولكنهم يحاولون الاستمرار في هذه العلاقات حتى مستوى معين، حيث تسعى تركيا لاستغلال أوروبا بعض الشيء، كما تريد أوروبا أيضاً استغلال تركيا قليلاً، هناك علاقة مشتركة كهذه.

وفي هذا الصدد، أصبح كل من الناتو والاتحاد الأوروبي مؤسسات تستغل الدولة التركية عبرها القضية الكردية، ونحن بصفتنا ككرد، نحذر من ذلك، حيث ينبغي على الناتو ألا يكون شريكاً في هذه الإبادة الجماعية، فمقولة نتفهم حساسية تركيا تأتي في أي معنى وسياق؟ حيث أن تركيا تشن الهجمات بشكل يومي على روج آفا، أي حساسية؟ فالدولة التركية لديها سياسة متبعة في شمال كردستان حيال الكرد، حيث أن جميع السياسيين الكرد موجودون في السجون، أي حساسية؟  

باختصار، كان هذا الاجتماع للناتو بمثابة اجتماع تاريخي مخزٍ، حيث جرت مساومات على حساب الكرد وحزب العمال الكردستاني.

هناك علاقة قائمة بين كل من الناتو والحزب الديمقراطي الكردستاني -PDK، حيث أن العلاقة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني لا تعني العلاقة مع الكرد، فتركيا تقوم باستغلال الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيما يقوم الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتعاون للاستحواذ على السلطة في كلتا المدينتين، فهو لا يمثل كل الكرد، وعلى الرغم من ذلك، فإن كلتا المدينتين ليستا ممتنتين له. لقد تحولوا الى عائلة. عائلة البارزاني. عن اي كرد يتحدثون؟.

وفي هذا الصدد، يتوجب على جميع الكرد في الواقع، التعبير عن موقفهم ضد حلف الناتو وكذلك ضد هذا الموقف للاتحاد الأوروبي، ويجب تحذيرهما، وينبغي على كل من دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي ألا يصبحوا شركاء في الإبادة الجماعية بحق الكرد، ففي الوقت الراهن هم شركاء، ففي السابق، كانوا شركاء في الإبادة الجماعية للأرمن، حيث أدت سياسات تلك الحقبة والنزاعات والصراعات والتوازنات فيما بينهم إلى وقوع الإبادة الجماعية بحق الأرمن، والآن أيضاً مجدداً، يتورطون في حالة من الشراكة بإبادة القضية الكردية في هذه البيئة من التوازنات وفي خصم هذه السياسة، وينبغي عليهم التخلي عن هذا الأمر على الفور.