قره سو: لولا دعم الناتو لما استطاعت تركيا الاستمرار في حربها

صرح عضو المجلس الرئاسي لمنظومة المجتمع الكردستاني مصطفى قره سو، أن بريطانيا وأمريكا والناتو يقدمون كافة أنواع الدعم للدولة التركية من أجل تصفية حزب العمال الكردستاني وقال" لو لم تتلقى تركيا الدعم والمساندة، لما استطاعت الاستمرار في الحرب.

وجاءت تصريحات‏ عضو المجلس الرئاسي لمنظومة المجتمع الكردستاني (‏KCK‎‏) مصطفى قره سو‏، من خلال حوار خاص مع وكالة فرات للانباء .

وفيمايلي نص الحوار:

يعيش العراق في الوقت الحالي حالة من الفوضى والفراغ السياسي، كما أن هناك هجمات على شنكال ومناطق الدفاع المشروع، ما معنى ذلك...؟

الآن في العراق هناك إدارات لا تمثل إرادة الشعب، لذا فهي ضعيفة جداً، بجانب ذلك، تستغل الدولة التركية هذا الضعف، مستخدمة بذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK، وبالمثل فأن الأخير يستخدم الدولة التركية كأداة ضغط على العراق الذي تسير سياسته تحت تهديد وابتزاز الدولة التركية و الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK.

 لذلك، فهو صامت تجاه هجمات الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع، كما أنها ترضي خطواتهما في شنكال، على الرغم من أن العراق يقف أحيانًا في وجه الدولة التركية، إلا أن هذه الاعتراضات لا تؤخذ على محمل الجد، كان المالكي قد وجه بعض الانتقادات للدولة التركية عندما كان رئيساً للوزراء، وكان ذلك ملحوظاً، قال له طيب أردوغان: من أنت ما هو وجودك ومستواك؟  وطالب العراق مرارا الدولة التركية بسحب قواتها العسكرية من بعشيقة، ومع ذلك، فقد رفضت الدولة التركية طلب العراق بقولها "لقد توصلت إلى اتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK" أو ربما لأنها أبرمت اتفاقًا معها بالفعل، يجب معرفة هذا الوضع عند تقييم حالة العراق.

 تستغل الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK قلق الولايات المتحدة بشأن إيران، وتتلقى الدعم من الولايات المتحدة في سياستها تلك تجاه العراق، كما أن الكاظمي لايزال أيضًا رئيسًا للوزراء تحت تأثير الولايات المتحدة باسم الحفاظ على العلاقات مع الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK يبقى صامتاً أمام هجمات الاحتلال التركي، فضلاً عن قتالهم للكريلا تحت مسمى الوحدات الحدودية.  على الرغم من صمته على هجمات الدولة التركية على شنكال، يقود الكاظمي جيشه وبدعم من الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK، ويشن الهجمات ضدها.  باختصار، الوضع الحالي في العراق أصبح فرصة مناسبة للاحتلال التركي وتواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي لا يبني سياسته على العلاقات مع العراق ولكن على العلاقات مع الدولة التركية.  هذه السياسة تضر الكرد والعراق، المساهمة في دمقرطة العراق من جهة تتزايد التوترات في العراق.  يقوي قوى معادية للديمقراطية والحرية، حيث لا توجد قوة تدير السياسة باسم العراق، تعمل كل قوة سياسية تحت تأثير قوى مختلفة، يجب أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار عند تقييم الوضع في العراق ونضال الشعب الكردي من أجل الحرية.

 في البداية ما هو دور الناتو والدول الغربية في هذه الحرب وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا؟  في وقت تواجه فيه المنطقة والعالم رسم الحدود من جديد بما في ذلك حرب الطاقة، ما الذي يتوجب فعله؟

أن الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي الناتو تدعم الدولة التركية في سعيها للقضاء على حزب العمال الكردستاني، كما أن قراراتهم باستهداف واعتقال رفاقنا جميل بايك ومراد قره يلان ودوران كالكان يظهر أنهم يريدون استكمال المؤامرة الدولية بحقهم، أولئك الذين أصدروا تلك القرارات حتما سوف يدعمون الدولة التركية بكل الطرق الممكنة، لا يوجد جانب غير مفهوم لهذه القضية، يستخدم الجيش التركي كل إمكانيات الناتو، بهذا المعنى، حربنا هي حرب ضد الناتو، تنتقد الدولة التركية أحيانًا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لتظهر أنها تشن حربًا كهذه، لكن في حقيقة الأمر، فأنها تقاتل ضد الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني والكريلا وتريد أن تنضم تلك القوى والدول لحربها هذه. وإلا فكيف لها أن تشن تلك المعارك حيث أنها كانت ستهزم في وقت قصير، وهنا تستمر الطبيعة الاستبدادية والمتخلفة والقاتلة والعدائية للدولة التركية بدعم من هذه القوى التي بدونها لن تصمد وستنهار أمام مقاومة قوى الديمقراطية والنضال من أجل حرية الشعب الكردي.

تؤثر الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي على الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في تركيا منذ عقود، من ناحية أخرى، تتمتع تركيا بعلاقات مع أوروبا منذ 150 عاماً، هذا هو السبب في أنهم يعطون تركيا دورا تلعبه في الشرق الأوسط وفق مصالحهم.  لا شك أن دور تركيا ليس بمستوى الحرب باردة، كما إنها تريد متابعة مصالحها في الشرق الأوسط من خلال الانخراط مع قوى دولية مختلفة، في هذا السياق هم على اتصال مع العرب، اعتمدت إسرائيل، التي لها تأثير كبير على علاقات تركيا مع الغرب، على الدولة التركية وأجرت بعض التغييرات في استراتيجية صنع السياسة في الشرق الأوسط، حيث بدت تولي أهمية للعلاقات مع العرب، الآن يتحدثون عن السلام الإبراهيمي. بالطبع الكرد هم قوة مهمة في الشرق الأوسط.  كما أنه باختصار بالنسبة للناتو وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية رغم أن تركيا ليست بقدر أهميتها كما كانت خلال الحرب الباردة، فأن تلك الدول مستمرة بعلاقتها معها، وتدعمها حتى لو لم تكن مصالحها في الشرق الأوسط على نفس المستوى الذي كانت عليه في السابق.

 لا يُتأمل من الحداثة الرأسمالية أن يصبح لديها أخلاق وضمير وعدالة في السياسة، دون أن يقال، "لماذا يفعلون هذا؟"، يجب أن يستمر النضال بقوة ويجب قطع تلك العلاقات، كون ظروف ومقومات الحرب العالمية الثالثة لا تتشابه والظروف خلال الحرب الباردة، إذا استمر الكفاح، ومهما كان الدعم المقدم للدولة التركية، فإن النضال الكردي سينتصر، يمكن إنشاء كردستان حرة وشرق أوسط ديمقراطي، ومن الواضح أن الكرد أحرزوا تقدمًا كبيرًا في كسب دعم شعوب أوروبا والعالم، هذا الدعم يفرض ضغوطا على الدولة التركية اليوم، كما تواجه صعوبات مع أوروبا وحلف شمال الأطلسي لتلبية رغباتها.

لا شك في أن أهمية الطاقة في العصر الحديث تتزايد، إذ لا يمكن للحياة اليومية أن تستمر بدون وجود الطاقة، حيث تستخدم بشكل متزايد في مجال الزراعة والاتصالات وغيرها من نواحي الحياة واحتياجات المجتمع، كما أن بلدان الحداثة الرأسمالية التي تستثمر في الطاقة البديلة لازالت تحتاج إلى احتياطيات الطاقة الكلاسيكية، هذا هو السبب في أن الشرق الأوسط لا يزال أهم مصدر للطاقة في العالم، كما تريد تركيا استخدام موقعها الجغرافي بين الشرق الأوسط وأوروبا لتصبح خط تلك طاقة بينهما، الدولة التركية تريد الاستفادة من هذا الوضع، بالمقابل فإن أوروبا أيضاً استخدمت تركيا كعضو في الناتو ولها علاقات مع الاتحاد الأوروبي، لكن هذا الأمر ليس بالسهولة التي تظهر كإمضاء على ورقة، أو بعبارة أخرى، "في هذه الحالة، ستكون يد تركيا أقوى" لا بل ستكون نقطة ضعف، كون تركيا ليست مفترق الطرق الوحيد حيث خطوط إمداد الطاقة، يمكن لتركيا استخدام موقفها، لكن من الصعب قبول موقفها، كما أن أوربا للحفاظ على خطوط إمداد الطاقة إليها تعتمد نوعاً على تركيا والتي سوف تستغله تركيا بدورها، ونحن بدورنا يجب أن ندرك ونتابع جيداً تلك المقايضات القذرة، وفضح خيوطها، كون هذه الأمور لن تكون أبداً في صالح تحقيق حرية الشعب الكردي.

أردوغان الفاشي جدد تهديداته على روجافا،لأي غرض ستطلق فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية MHP-AKP ، التي احتلت بعض مناطق شمال وشرق سوريا ، غزوًا جديدًا؟

 أن سلطة فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية  الحاكمة ترى في حرية الكرد في روجافا خطراً على ذهنيتها الاستعمارية والإبادة الجماعية،  إنها تخشى من تحرر كرد سوريا ، وأن يعيشوا حياة ديمقراطية وحرة ، حيث سكونون قدوة لشمال كردستان،  هذا هو السبب الوحيد للهجوم.  لا يوجد شيء اسمه قضية أمنية. فروجافا لا تشكل  تهديدًا لأمن تركيا،  بل أن تركيا هي التي  أضرت بأمن روجافا وسوريا،  تركيا هي المسؤولة في المقام الأول عن عدم حل الأزمة السورية، كما أن السلطة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لاتهدد أمن سوريا،و روجافا فحسب ، بل تهدد الاستقرار السياسي للشرق الأوسط بأكمله،  وهي تعلم جيداً أنه  إذا  ما حلت الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط ، فأن نظامها الحالي في تركيا سيتشتت، روجافا لا تشكل تهديدًا لأمن تركيا ، لكنها تهدد عقلية الإبادة الجماعية الفاشية.

إن مقاربات الناتو والولايات المتحدة وأوروبا بقولهم "نحن نتفهم مخاوف تركيا الأمنية" هي مفهوم سياسي قذر ومخزي،  الناتو يأمل في إيجاد طريقة مشتركة لمعالجة مخاوف تركيا!  سيكون هدفهم المشترك هو دعم تركيا في حربها ضد الكرد،  مثل هذا النهج من قبل الناتو للتهديد التركي هو انعكاس للواقع،  العالم كله يرى أن تركيا تدمر أمن وحياة الناس بمهاجمة روجافا وسوريا،  لقد شرد الاحتلال التركي مئات الآلاف من الأشخاص،  الدولة التركية تغير التركيبة السكانية هناك،  ترتكب الإبادة الجماعية،  وبدلاً من رؤية الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأوروبا وروسيا ،  هذه الأمور والتعبير عن مواقفهم ضد تركيا ، فأنهم يشدون على يدها من خلال تبريرهم لاحتلالها وفقا لمصالحهم الخاصة مع تركيا بقولهم "نحن نتفهم مشكلة تركيا الأمنية"،  وتردد هذه القوى صدى مزاعم تركيا بشأن الأمن الخارجي الكاذب. أنهم يشاركون تركيا هذه التناقضات، وهنا من يصدق أقوال هذه الدول!  أولئك الذين لا يتخذون موقفًا ضد الجرائم والهجمات اللاإنسانية للدولة التركية يتحدثون عن حقوق الإنسان في أوكرانيا وأماكن أخرى ؛  يقولون إنهم يقفون في وجه الغزاة،  من يصدق هذه الكلمات!  فالجناة في هذه الهجمات هم الولايات المتحدة وأوروبا وحلف شمال الأطلسي في المقام الأول،  كما أن احتلال عفرين  بالأساس سببه روسيا.

تدرك الولايات المتحدة وروسيا ضعف الدولة التركية تجاه الكرد و روجافا ، فأنهما مستمرتان بسياساتهم تجاه تركيا في نفس الوقت على حساب الكرد في روجافا.

يوصف الأسلوب السياسي الذي يتبعه أردوغان بأسلوب الثعلب في تاريخ الدبلوماسية،  إنه يلهث يومياً وراء الفرص ،  ومن هذا يمكن أن يحقق بعض الإنجازات في بعض الأحيان، لكن هكذا سياسات والبعيدة عن الاستراتيجية  يمكن أن يكون لها  تأثير معاكس على الدوام ؛ وغالبا ما يحدث العكس،  كما أن أردوغان يعتقد أن الولايات المتحدة وروسيا ستلتزمان الصمت في خضم ظروف حرب أوكرانيا،  أي تغيير في الميزان السياسي في سوريا وشمال شرق سوريا يؤثر أيضًا على الولايات المتحدة وروسيا،  فكما أن الولايات المتحدة وروسيا تتبعان بعضهما البعض ، كذلك تفعل كل قوة سياسية،  لذلك ، في حالة وقوع هجوم ، يجب محاسبة الولايات المتحدة وروسيا، إذ أن سعي حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إلى تحقيق انتصار في الخارج سيكون له تأثير على السياسة والمجتمع التركي،  ففي عام 2021 هاجمت مناطق  الدفاع المشروع ميديا لكنها لم تتمكن من تحقيق النتيجة، كما ان الهجمات منذ 17 أبريل / نيسان لم تكن حاسمة، حيث أنها تتلقى ضربات حاسمة على أيدي مقاتلي الكريلا ، ولهذا أصبحت هجماتها تلك محط مسألة وتحقيق في تركيا، رغم أنها غير مكشوفة إلا أنها قائمة.

إن أردوغان ، الذي لم يحقق النصر هناك ، يريد الآن استغلال أزمة أوكرانيا للوصول إلى روجافا،  ويسعى للقضاء على مكتسبات الكرد في روجافا  استغلالها في سياسته الداخلية،  المعارضة نفسها تقول إن الجانب الرئيسي من هجمات الاحتلال هو بقاء سلطة حكم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية،  من ناحية ، يقولون للرأي العام  إنهم يدعمون هذا الهجوم ، ومن ناحية أخرى يقولون إن هذا الهجوم يهدف إلى حماية الحكومة،  إن هكذا مواقف من قبل المعارضة تظهر أيضًا أن السلطة قد ضعفت، وفي هزيمة هذه الهجمات، فإن المعارضة ستقول بأنهم  إرسلوا جنودنا للموت من أجل البقاء في السلطة.

حزب العدالة والتنمية يريد احتلال مناطق جديدة في روجافا وبالتالي إجراء انتخابات،  لكن سكان روجافا وشمال وشرق سوريا سيواصلون القتال حتى النهاية من خلال عدم تكرار ما جرى من احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي، أن أي هجوم جديد لا يعني حربا دائمة وبنتيجتها ، سيفقد حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية السلطة ، وأولئك الذين سينتصرون سيكونون شعوب روجافا وشمال شرق سوريا ، وجميع شعوب تركيا والشرق الأوسط،  سيتم طرد الحكم الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية من الأراضي المحتلة الأخرى، بالتأكيد ستكون هذه النتيجة أمام اي هجوم جديد قد يشن.

بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، اتجه حلف الناتو إلى سياسة تقوية نفسه، الدولة التركية الفاشية تسعى لاستغلال هذه كفرصة لها وتقف من خلال سياساتها الابتزازية واللا أخلاقية في وجه انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو، مالذي تحاول فعله بالأساس...؟

في الوقت الحالي، تريد من خلال انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو زعزعة استقرار روسيا، بالطبع لا يوجد تهديد روسي على السويد أو فنلندا، الآن ليس لديها القوة للقيام بذلك، من أجل الضغط على روسيا ووضع أوروبا بأكملها تحت مظلة الناتو، طرحوا موضوع انضمام البلدين للناتو على جدول الأعمال اليومية، يجعلون من الناتو تحالفاً لحماية أمن أوروبا، من المعروف أن هذه القضايا قد نوقشت بالفعل قبل الآن، بعد تدخل روسيا في أوكرانيا، أصبحت قضية انضمام البلدين إلى الناتو أكثر إلحاحاً.

ولأن قبول العضوية لحلف الناتو يستوجب موافقة كافة الأعضاء، فإن ثعلب السياسة أردوغان حاول الاستفادة من هذا الشيء، ولكن هناك تقليد أنه إذا وافق أغلبية الأعضاء فإن ذلك لا يمنع من انضمام البلد إلى الحلف، في وضعٍ كهذا، على العضو الذي يرفض ذلك أن يخرج من هذا الحلف، طبعاً لا يجوز أن يبقى الحلف تحت رحمة بلدٍ ما، ولكن تركيا تقول إنهم لا يستطيعون التخلي عنا ولذلك تبتزهم، تركيا تفرض عليهم تقديم تنازلات، كيف أفكر وكيف أمارس السياسة، على دول الناتو أن يفعلوا مثلي، وتفرض هذا الشيء

تركيا تقول، امنع الأعمال القانونية التي يقوم بها الكرد، تريد أن تفعل الدول الاوروبية ما تفعله تركيا في الداخل ولأنها اعتقلت آلاف السياسيين واكثر، عندما يخرج ثلاثة اشخاص الى الشوارع، تهاجمهم وتعتقلهم بذريعة سياسية وتزجهم في السجون، هل هذه الدول تستطيع فعل ما تفعله تركيا في الداخل...؟ لو فعلوا ذلك سوف يصبحون في ذلك الوقت إلى تركيا بقيادة سلطة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، ولذلك لا يستطيعون أن يفعلوا كل ما تطلبه تركيا منهم، طبعاً الدول الأوروبية ومن ضمنهم السويد يضغطون على الكرد والمؤسسات الديمقراطية، وهذا يأتي من أجل إرضاء تركيا، من الممكن أن يزيدوا من هذه الضغوط ولكنهم لن يستطيعوا فعل كل ما تطلبه تركيا.

تركيا تحاول الحصول على نتائج بهذا الشأن، ولكن الموضوع الأساسي الذي تسعى للحصول على نتائج فيه، هو الحظر من قبل الدول الأوروبية ومن بينهم السويد على بيع بعض المعدات العسكرية لها، لأن تركيا تستخدم هذه المعدات من اجل سياساتها الهجومية والضغط والقمع على الشعوب، ومن جهة أخرى تحاول الحصول على الأدوات الحساسة والكاميرات التي تُركّب على الطائرات المسيرة التي تنتجها وتفتخر بها، وهذا هو السبب الرئيسي في ابتزازها لموضوع انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو، كما انها تطالب ليس فقط السويد وفنلندا، بل الدول الأوروبية وأمريكا وكندا برفع حظر بيع الأسلحة لها ومنها حظر بيع طائرات الـ إف ـ 16، يفهم من ذلك، أن هناك ميول لتقديم تنازلات، طبعاً يقومون بمزاودات قذرة والتي تعتبر أقذر المزاودات في العصر الحالي، يجب الكشف عن هذه الحقيقة، وان تتحرك القوى الديمقراطية في أوروبا وأمريكا والدول الأخرى، يجب ألا تصبح الدول الأوروبية والبلدان الأخرى شريكة لحكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية في إبادة الشعب الكردي ومعاداة الديمقراطية من خلال بيع الأسلحة لتركيا، بالنسبة لنا فإن الناتو قوة حرب، ومعادية للشعوب وللقوى الثورية والديمقراطية والقوى الاشتراكية التي تناضل ضد الحداثة الرأسمالية، بالطبع تأسست من اجل الوقوف في وجه الاشتراكية ولمعاداة الفكر الاشتراكي والبرنامج الاشتراكي، الان لا توجد قوة اشتراكية محضة، لقد خرجت من محتواها الاشتراكي، ولكن الناتو لا زال قائما، نحن ضد وجود الناتو، ولكن لا يجب أن تقبل أية قوة سياسية ابتزاز الدولة التركية الحالي لها، تركيا تحاول أن تشرك كافة الدول الأوروبية في جرائمها، ولذلك يقول الشعب الكردي لهذه الدول وللناتو، لا تصبحوا شركاء لجرائم تركيا.

تشن الدولة التركية الفاشية حرباً كبيرة في الداخل وفي الخارج، ونتيجة لذلك حدثت أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية خطيرة، كيف تقيمون موقف المعارضة التركية من ذلك؟ هل يمكنهم تحديد مصدر المشاكل؟

تركيا واقعة في أزمة من جميع الجهات، والسبب في ذلك هو الحرب ضد نضال الشعب الكردي من اجل الحرية، أية مشكلة يتم متابعتها، يتبين أن سببها هو القضية الكردية والحرب القذرة الخاصة ضد الشعب الكردي، حتى تظهر هذه الحقيقة، لا يمكن القيام بمعارضة حقيقية، طبعاً عندما ظهرت الأزمة الاقتصادية والغلاء، قال الزعيم الفاشي: " هل تعلمون كم هي سعر رصاصة واحدة" لا يمكن وصف الأزمة الاقتصادية بشكل أوضح من هذا الكلام، عندما لا يتم تحديد الأزمة وسبب المشاكل، فلا يمكن أن تقوم المعارضة بعملها بشكل فعال، يعني أن المعارضة المذكورة لن تكون لحل الأزمات، بل للجلوس في مكان السلطة، المعارضة تبدو كجزء من السلطة السيئة، ولكن لأنه لا يمكنها اظهار أسباب ذلك، فلا يمكنها ان تكسب ثقة الشعب، على المرء أن يسأل المعارضة، ما هي السياسة التي ستتبعها إذا وصلت إلى السلطة فيما يتعلق بالمسألة الكردية؟ إذا لم يكن هناك حل ديمقراطي للمسألة الكردية، فإن الحكام الجدد سوف يتبعون نفس السياسة، بلا شك، عندما تتم الإطاحة بحزب العدالة والتنمية الحاكم، يصعب على الحكام الجدد تنفيذ السياسات القديمة بالكامل، لأن الذين قلّبوا هذه السلطة ليسوا بمعارضة رسمية لا توجد طاولة مكونة من 6 أشخاص، هذه السلطة تنهار بنضال الشعب والقوى الديمقراطية الثورية، وهنا الدور الأكبر تلعبه حركة الحرية الكردية والساحة السياسية الديمقراطية الراديكالية.

اتخاذ المعارضة الازمات الاقتصادية فقط كأساس لها ليس اسلوباً صحيحاً، بالطبع الازمة الاقتصادية عميقة وتؤثر على الشعب، من هذه الجهة يمكن إظهار الأزمة الاقتصادية لفضح الحكومة، ولكن مالم تصبح تركيا ديمقراطية وما لم تحل القضية الكردية وقضايا الأمن والقضايا الأخرى على أساس ديمقراطي، يجب معرفة أن الأزمات الاقتصادية أيضاً لن تُحل، يعني من المهم أن تتوضح الديمقراطية والبرنامج الديمقراطي، عدا ذلك، لا يمكن أن تصبح المعارضة معارضة، قول" سأحل فقط الأزمة الاقتصادية و سأقضي على الفساد" هو خداع الشعب، عدا ذلك. لا معنى لهذا الشيء، لأنه مالم يكن هناك ديمقراطية، لن تُحل الازمة الاقتصادية ولن يتم القضاء على الفساد، بالطبع مثل الحياة السياسية، يجب أن تصبح الحياة الاقتصادية أيضاً ديمقراطية، هذان لا ينفصلان عن بعضهما البعض، الشيء الأساسي هو دمقرطة الساحة السياسية والاجتماعية، وحينما يتم ذلك فستصبح الساحة الاقتصادية أيضاً ديمقراطية، باختصار إذا أريد إيجاد حل للساحة السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليم والرياضة، قبل كل شيء يجب أن يتم دمقرطة الساحة السياسية والاجتماعية، حتى يتم إنشاء نظام ديمقراطي يستند إلى مجتمع ديمقراطي منظم، لا يمكن حل أي مشكلة، إذا كانت الديمقراطية هي التي تدير الشعب، حينها، يجب أن يكون الهدف هو إنشاء حكومة ديمقراطية اجتماعية يكون للناس فيها الحق في التحدث واتخاذ القرار.

ما هي العلاقة بين محاولات القوى العالمية من أجل توسيع احتلالها للشرق الأوسط وإتمام إبادة الكرد والهجمات على حزب العمال الكردستاني...؟ فهل حزب العمال الكردستاني وإيديولوجية القائد عبد الله أوجلان هما عائقان أمام مخططاتهم ولذلك يقومون بهذه الهجمات...؟

يجب أن نوضح قبل كل شيء أن هناك صلة مباشرة بين تصفية حزب العمال الكردستاني وإبادة الشعب الكردي، الذين لا يفهمون حقيقة العدو وحقيقة الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني يمكن أن يقيم هذا الشيء بأنه فكرنا الذي نتصف به، شخصية العدو الحالية والهجمات التي يقوم بها ومقاومتنا ضدها، هو الدليل الأكبر على هذه الحقيقة، ولذلك تعادي الدولة التركية حزب العمال الكردستاني على هذا المستوى، تسيّر كل سياساتها في هذا الإطار، تقدم التنازلات لكل القوى من اجل تصفية حزب العمال الكردستاني وتقدم لهم تركيا، ولذلك، فهي لا تستطيع ان تتحمل وجود الشعب الكردي واسم الكرد، واتخذت من العمالة الكردية كأساس له، لولا وجود قائد كالقائد آبو يدرك حقيقة العدو وحقيقة الشعب الكردي وحقيقة الشرق الأوسط والعالم، لما تم خوض نضال لانقاذ الشعب الكردي من المجازر، الجانب الأقوى للقائد آبو وحزب العمال الكردستاني هو أنهما يعرفان العدو بشكل جيد وهذا الذي يميز حزب العمال الكردستاني عن باقي الأحزاب والحركات الكردية، منذ اليوم الأول أظهر حقيقة العدو، وأن الدولة التركية تسعى لتحويل كردستان إلى ساحة لنشر القومية التركية وساحة لحكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية من أجل البقاء على أقدامها، لذلك تهاجم حزب العمال الكردستاني بهذا الشكل، وهذا يستند إلى سياسة الإبادة التي ينتهجها الأتراك، وإلا لما استطاعت تسخير كافة إمكانيات تركيا في هذه الحرب من أجل حماية سلطتها، ولكانت واجهت معارضة قوية، ولكنها تستند إلى سياسة الإبادة وتقليد الدولة وتقوم بهذه الهجمات، وبالرغم من ان المعارضة تدرك الأسباب اليومية لهذه الهجمات وهي من أجل إدامة سلطة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، عندما قال لهم أردوغان هل تؤيدون الهجمات خارج الحدود...؟ أجابوا بنعم، نحن ندعمها، إن دعم القوى الدولية للدولة التركية له علاقة مع التوازنات في القرن العشرين والتي تستند إلى إبادة الشعب الكردي، القوى الدولية لم تقم بأية تغييرات في هذا الصدد حتى الان، القوى الدولية التي تترأسها بريطانيا بدلاُ من ترك الموصل وكركوك للعراق، سمحت لتركيا بإبادة الكرد ضمن حدودها، الاتفاقية المسماة بمعاهدة لوزان تستند على هذا الشيء في الاساس، هذه السياسة لم تتغير حتى اليوم، والنتيجة الطبيعية لهذه السياسة هي القول للحزب الديمقراطي الكردستاني، لكي تبقى موجوداً، عليك ان تدعم إبادة الكرد في شمال كردستان، بدلاً من أن يكون الحزب الديمقراطي الكردستاني مسيطراً على مدينة أو مدينتين، أصبح داعماً أكبر لسياسة تركيا في إبادة الشعب الكردي، في دعم القوى الدولية لهجمات الإبادة الجماعية للدولة التركية، كان لسياسات تركيا والشرق الأوسط منذ القرن العشرين وما بعده تأثير كبير للغاية، هذه السياسة لم تتغير، لكن مع نضال حزب العمال الكردستاني، وُضعت عقبة أمام سياسة هذه القوى، ولذلك هم منزعجون من نضالنا، طالما أننا نناضل، فلن تتمكن تركيا من تنفيذ سياساتها في المنطقة، لديهم مشاكل مع تركيا، لذلك يطالبوننا بوقف إطلاق النار من جانب واحد، والتي لا معنى ولا جواب له، يفرضون لك بأشكال مختلفة، بالدعم الذي يقدمونه لتركيا يريدون الضغط علينا والتخلي عن النضال.

بلا شك يفكرون أن إيديولوجية القائد آبو ستكون عقبة امام سياساتهم في المنطقة، هم لا يريدون دمقرطة الشرق الأوسط، لأنهم لا يستطيعون في ظل الديمقراطية الحقيقة، تأمين العملاء حسب أهوائهم، الشرق الأوسط الديمقراطي يتطلب علاقة سياسية متساوية، لا يستطيعوا فرض كل ما يريدونه على المجتمع والدول الديمقراطية، ولذلك يقفون ضد نموذج المجتمع الديمقراطي والبيئي وحرية المرأة للقائد آبو، الكونفدرالية الديمقراطية التي تستند إلى المجتمع الديمقراطي المنظم وحرية المرأة، تهزم نظام حياتهم الاجتماعية والسياسية، وهو النظام الديمقراطي البديل، ولذلك يساندون الدولة التركية ضد القائد آبو وحزب العمال الكردستاني، ولأجل ألا ينتشر فكر القائد آبو بين الشعب الكردي، يدعمون قوة غير ديمقراطية كالحزب الديمقراطي الكردستاني، ولكن لا الوضع الراهن للشرق الأوسط في القرن العشرين ولا النظام التركي الحالي ولا الحزب الديمقراطي الكردستاني يستطيعون البقاء على أقدامهم بهذا الشكل، حتى لو قدمنا تضحيات كبيرة، فإن نضالنا سيحبط هجمات ومخططات هذه القوى، وسيحقق الحرية لكردستان والديمقراطية للشرق الأوسط.