الحزب الديمقراطي الكردستاني يهدد مستقبل الكرد في كركوك والمناطق المتنازع عليها

يقترب موعد اجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية وجميع الأحزاب والمشاركين في الانتخابات يجرون استعداداتهم لها، فيما لايزال الكرد في المناطق المتنازع عليها وخاصة في كركوك في حالة فوضى.

ومن المزمع اجراء انتخابات المجالس في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023، بما في ذلك كركوك حيث ستكون هذه الانتخابات المحلية للشعب الكردي في محافظات كركوك ونينوى (الموصل) وديالى وصلاح الدين، انتخابات مصيرية وتحدد مصير الكرد ووضعهم المستقبلي وهويتهم الوطنية في هذه المناطق.

وفيما يلي عدد مقاعد المجالس البلدية في هذه المحافظات الأربع (كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين): نينوى 26 مقعداً وكركوك 15 مقعداً وديالى 15 مقعداً وصلاح الدين 15 مقعداً. في انتخابات مجالس المحافظات هذه، سيتنافس الكرد مع الأقليات والمكونات الأخرى للفوز بأغلبية المقاعد.

اتخذت الأحزاب الكردستانية في المناطق المتنازع عليها خطوات مهمة لكي يشارك الكرد في الانتخابات معاً وبقائمة واحدة. لكن خارج هذه الأطراف والأحزاب الكردية يعمل الحزب الديمقراطي الكردستاني بكل قوته لتدمير وحدة الكرد وتقسيمهم، لذا فهو يحاول الدخول في الانتخابات مع العرب السنة والتركمان.

تمنح انتخابات مجالس المحافظات، الكرد فرصة ذهبية وتاريخية للفوز مرة أخرى بمناصب عليا في كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها وهي فرصة عظيمة للفوز بتلك المناطق تحت إدارة رئيس كردي مثل ما حدث في انتخابات 2003 و 2014.

بعد الفشل التاريخي لـ “استفتاء الاستقلال” وأحداث 16 تشرين الأول/ أكتوبر، عادت سياسة التعريب واحتلال الممتلكات والبيوت الكردية في المناطق المتنازع عليها والتي توقفت عام 2003، بشكل كبير. لذلك إذا شارك الكرد في هذه الانتخابات بقائمة واحدة فإنهم سينجحون في الانتخابات وسيكونون قادرين على تولي زمام المبادرة في مناطق كردستان المعربة والمحتلة من قبل العرب الشوفينين.

وإذا فاز الكرد في كركوك وصلاح الدين وديالى بثمانية مقاعد في مجلس هذه المحافظات فانهم سيحصلون على منصب المحافظ وأغلب المناصب الأخرى. وخلافاً لهذه النتائج، لا يمكنهم الحصول على هذه المناصب إذا حصلوا على أقل من 8 مقاعد.

يقول الديمقراطي الكردستاني: “إذا لم يكن منصب محافظ كركوك من نصيبي، فلن أسمح أن يكون للاتحاد الوطني YNK أيضًاً”. وقد طبق الحزب الديمقراطي الكردستاني قوله بالأفعال والممارسات في الماضي، حيث لم يسمح لمرشح الاتحاد الوطني YNK المدعوم من الأحزاب الكردية بأن يصبح محافظاً لكركوك، فاضطروا لتسليم المنصب لشخص آخر ليكون محافظاً لكركوك.

بقي الحزب الديمقراطي الكردستاني بمفرده خارج الاتفاق السياسي للأحزاب الكردية ولم يشارك معهم في انتخابات مجالس المحافظات ويريد إقناع الأحزاب الكردية والعرب والتركمان بأنهم لا يستطيعون تشكيل قائمة واحدة من خلال توزيع الحصص ومنح الامتيازات.

في إقليم كردستان وبعد الاستفتاء الفاشل، خسر الكرد 51٪ من أراضي إقليم كردستان في يوم واحد، من ضمنها كركوك ومناطق متنازع عليها أخرى حيث هرب الآلاف من بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني باتجاه هولير بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة ولم يعودوا حتى الآن إلى كركوك ومراكزهم ومقراتهم مازالت فارغة، كما يعقدون اجتماعاتهم في هولير ويريدون الآن المشاركة في انتخابات كركوك ليكون منصب محافظ كركوك لهم.

وباستثناء الحزب الديمقراطي الكردستاني، فإن جميع الأحزاب الكردية تتواجد في كركوك ولديهم مؤسساتهم ومكاتبهم ومقراتهم، كما يقومون بنشاطات سياسية بشكل يومي.

بالإضافة إلى خطط PDK ومؤامراته ضد كركوك وضد وحدة الشعب الكردي للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات العراقية، يقوم الحزب الديمقراطي الكردستاني الآن بمزيد من الضغط على الحكومة العراقية ليعود إلى شنكال قبل انتخابات مجالس المحافظات وكأنه لم يكن سبباً في مجازر 3 آب/ أغسطس الذي حل بالشعب الإيزيدي، وبهذه الطريقة يريد إخراج شنكال من أيدي الإدارة الذاتية ويعود إليها مرة أخرى، وقد أظهر للعرب أنه يستطيع أن يقدم الامتيازات في أي موضوع.

 

المصدر: روج نيوز