مركز الدفاع الشعبي: الحرب في زاب وصلت لذروتها وستحدد مستقبل شعبنا وشعوب المنطقة - تم التحديث

أكدت قيادة مركز الدفاع الشعبي (NPG)، في بيان لها، أن الحرب في زاب قد وصلت لذروتها أكثر من أي وقت مضى وستحدد مستقبل الشعب الكردي وجميع شعوب المنطقة، لهذا أنظار الجميع موجهة لها، ودعت شعبنا للقيام بواجبهم الوطني.

وجهت قيادة مركز الدفاع الشعبي (NPG)، رسالة بمناسبة حلول شهر أيار الذي يعد شهر الشهداء لدى حزب العمال الكردستاني، مشيرة الى ان الحرب التي يخوضها مقاتلي الكريلا في ارض المقاومة زاب واهميتها لتحديد مستقبل شعبنا الكردستاني وجميع شعوب المنطقة.

وهذا هو بيان قيادة مركز الدفاع الشعبي (NPG):

" لشهر أيار مكانة خاصة في نضالنا، حيث أن هذا الشهر هو شهر الشهداء، يوم 18 أيار هو عيد الشهداء، في شخص الشهيد حقي قرار وخليل جاوغون وفرهاد كورتاي ومحمد قره سونغور وشيرين الأمهولي وأوزان مزكين و آزاد سيسر وجكدار آمد، نستذكر جميع شهداء شهر أيار وشهداء الثورة الكردستانية بكل تقدير وامتنان وننحني اجلالاً لذكراهم، كما نجدد عهدنا لهم مرةً أخرى بمناسبة شهر الشهداء بالمضي على دربهم لتحقيق آمالهم وأهدافهم وتصعيد نضال الحرية.

كما أن شهر أيار هو شهر مهم بالنسبة للشعب التركي والثوار الاتراك، حيث استشهد كل من دنيز كزميش وإبراهيم كاباك كايا في هذا الشهر، في الوقت ذاته هو شهر مهم بالنسبة للشعب العربي، حيث قتل نظام الاتحاد والترقي العديد من الوطنيين والمثقفين العرب عبر اعدامهم في دمشق، وهكذا ارتقوا الى مرتبة الشهادة، بهذه المناسبة نستذكر شهداء الشعب التركي والعربي أيضاً بكل تقدير واحترام.

إن خوض نضال الحرية والديمقراطية في كردستان ليس شيئاً عادياً، لأن وطننا قد تم انكاره وسُلِّطَ على رقبته سكين الإبادة، إن خوض نضال الحرية في وقت لم يستطع المرء حتى النطق باسمه وذكر اسم كردستان، كان بحد ذاته بطولة، في وطن كهذا حيث يتعرض لسياسة الابادة والإمحاء، فإن خوض النضال من أجل حرية القائد آبو هو نضال الوجود والحرية، أو كان علينا في البداية أن نمنع الانكار والإمحاء وأن نضمن وجودنا وان نسير في طريق الحرية، كان هذا هو حال وطننا، حيث تم خوض نضال الحرية بالكامل بجهود ومقاومة الشهداء.

شعبنا الكردستاني ضمن وجوده بجهود ومقاومة الشهداء

إن الشهداء مهمون في كل بلد، وفي قيم كل بلد، الشهداء لهم مكانة خاصة، في كردستان وحدها لا زال هذا الشيء مختلفاً، أو أن شعبنا الكردستاني قد ضمن وجوده بجهود ومقاومة الشهداء، كل شهيد تحول إلى شجرة حياة، أصبح قوة النضال وفتح طريق هذا النضال، كل حلقة شهادة أصبحت أساساً للحملات الثورية وتعظيمها.

بالأخص منذ البداية لقيادة القائد آبو، كان تعزيز الروح الرفاقية والعلاقة بين الرفاق والارتباط بالشهيد أملاً في حركتنا، وأصبحت أساس الحركة ومنبعاً للقوة، اليوم منبع قوتنا هم شهداؤنا، إن وعد وعهد الرفاقية والشهيد هو أقدس وعد وعهد، إن وعدنا وعهدنا مع شعبنا وقائدنا ومع الإنسانية، قد تغلغل الى الأعماق على أساس الارتباط بالشهداء، ذاك الوعد هو شرف، شرف الإنسانية، إن قوة وإرادة حزب العمال الكردستاني مبنية على هذا الاساس، أي أن الوعد الذي قطعناه هو شرف بالنسبة لنا وأداة لحياتنا، على هذا الأساس، فإن وعدنا الذي قطعناه لشهدائنا الأبطال، لن نتخلى عنه أبداً، هذا هو أهم ما يميزنا، وما يميز كل مقاتل في حزب العمال الكردستاني، إن الارتباط بالقيم الإنسانية، والارتباط بمستقبل حر، والارتباط بأعماق التاريخ والثقافة والكرامة يستند على العهد، إن الوعد الذي قطعناه للشهداء، على هذا الأساس، هو أساس إرادتنا وشجاعتنا وتصميمنا على النصر، نعلم أن الوعد الذي قطعناه للشهداء هو وعد النصر العظيم.

إن شهداؤنا لعبوا هكذا دور في تاريخ نضالنا، أصبحوا منبع قوة لنا، وأساس تصميمنا وشجاعتنا، اليوم أيضاً لنا شهداء وأبطال، فمنذ شهر هناك حرب كبيرة ومقاومة تاريخية لا مثيل لها في إيالة زاب وفي منطقة من إيالة آفاشين في وجه كافة أنواع التكنولوجيا المتطورة ووحشية الحداثة الرأسمالية والعقلية القاتلة للنظام التركي الفاشي. هذه الحرب تشهد أكبر بطولة، في هذه الملحمة التاريخية الجديدة في زاب، نستذكر كافة ابطال هذه المقاومة في شخص الشهيدة القيادية الرفيقة مزكين روناهي والرفاق روهات وباهوز ورومت وارمانج وريبر وشارستان وفيان بكل تقدير واحترام، هؤلاء بمقاومتهم حتى اليوم، وضعوا أساس انتصار الثورة وأساس هزيمة النظام الوحشي والفاشي، المقاومة التي تم خوضها في الشهر الماضي بجهود وبطولة الشهداء، وضعت أساساً لنصر عظيم.

الحرب والمقاومة في زاب ليس شيئاً عادياً

هجمات الاحتلال التركي التي بدأت في 14 نيسان عبر التقنية وفي 17 نيسان بشكل عام على إيالة زاب، ليست كمثيلاتها، المقاومة التي يتم خوضها الآن في زاب ليست عادية وإنما هي مقاومة تاريخية كبيرة وذات معنى، لقد قلناها سابقاً ايضاً " إن هذه الحرب هي حرب الوجود واللاوجود، يتم خوض المقاومة ضمن هذا الإطار، وهي مقاومة تاريخية بالنسبة لقائدنا وحركتنا ومستقبل شعبنا وشعوب المنطقة".

لماذا هكذا...؟ من المعلوم أن الدولة التركية رفضت اتفاق دولمة بهجة قبل 7 سنوات وأعلنت الحرب علينا، بعد عام أو 6 سنوات، اجتمعت قوات الدولة التركية على مفهوم جديد، من أجل تحكيم سياسة الإبادة الجماعية على كردستان وتوسيع حدود تركيا، شكلت جميع الأفرع في تركيا فيما بينها تحالفاً وطنياً، على هذا الأساس شنت هجوماً شاملاً على قائدنا وحركتنا وشعبنا، بدايةً وقف القائد آبو في إمرالي موقفاً ذو معنى ضد هذه الهجمات، وهي رسالة مهمة لنا جميعاً، على مدى 24 عاماً، قاوم القائد آبو بإرادة واصرار كبيرين ضد القمع والتعذيب في إمرالي ولم يتراجع، جميع السجون تقاوم، اليوم، كما يقوم العدو بظلم كبير ضد السجون يشبه أعوام الثمانينات، ومقابل ذلك هناك مقاومة للرفاق، حيث تتواصل الإبادة السياسية ضد شعبنا وضد السياسة الديمقراطية للشعب الكردي وضد الاشتراكيين اليساريين من قبل السلطات الفاشية التركية. فالى جانب الهجمات على مقاتلي الكريلا، تزداد هجمات الفاشيين والضغط.

أهالي شمال وشرق سوريا وشنكال يردّون بشكل مناسب على العدو

من جهةٍ أخرى وبنفس الأسلوب، فإن الهجمات الاحتلالية للدولة التركية على روج آفا ما تزال مستمرة، ومقابل ذلك تردّ شعوب شمال وشرق سوريا وشعبنا في روج آفا وفي شنكال بشكل مناسب ونظموا مقاومة كريمة وطويلة الأمد. العدو حاول تحقيق نتائج هناك ايضاً، ولكن وقفة شعبنا والثورة ردّت بالشكل المناسب على ذلك.

لم يبقى أمام العدو سوى عام واحد

في الوقت نفسه، حاولت القوى الأجنبية تطوير التعاون مع الخط الكردي، وعدم معارضة هذا المفهوم، وحتى اتخاذ موقف بجانب هذا المفهوم، وفي هذا الصدد، تم تحريك الجزء الكردي من المفهوم أيضاً، وعلى هذا الأساس غيّرت الدولة التركية من استراتيجيتها الحربية وذلك بتنفيذ الهجمات خارج البلاد، في هذا السياق، هاجمت واحتلت جرابلس في 26 آب 2016، وفي 31 آب 2016 شنت هجوماً على منطقة أرتوش التابعة لمناطق الدفاع المشروع، لكن على الرغم من هذا الدعم التكنولوجي والسياسي، واستخدامها لجميع وسائلها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، إلا أنها لم تتمكن من الانتصار في الحرب التي طورتها ضدنا، الآن لم يتبق لها سوى عام واحد، لذلك هي في المرحلة الأخيرة، لكن النظام قد ضعف جداً، وقد أنفقت اقتصادها بالكامل على هذه الحرب. الآن شعب تركيا جائع، ومستوى الفقر مرتفع للغاية في شمال كردستان وتركيا، لماذا؟ لأن اقتصاد تركيا بأكمله كان ينفق على الحرب، لكن الآن يريد النظام الفاشي القاتل أن يجرب حظه مرة أخرى هذا العام.

الدولة التركية تستخدم كل قوتها الخارجية والداخلية في هذا الهجوم

يريد أردوغان استغلال جميع إمكانات الدولة التركية هذا العام، ومرة أخرى، يريد الاستفادة من الوضع السياسي الحالي، خاصة مع تصاعد حرب أوكرانيا، تعمق الصراع بين روسيا وحلف الناتو، وفي غضون ذلك، يريد اللعب والاستفادة من هذا الوضع، لذا فهو يريد تطوير مثل هذا الهجوم الشامل ضدنا، ومن المعروف أيضاً يريدون تفعيل قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني أكثر من ذي قبل، كركيزة لهذه الخطة، من خلال العديد من اللقاءات والمفاوضات التي جرت مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، كما يريدون استخدام التعاون الكردي على أكمل وجه في كردستان، وإشراك جميع حراس القرى في كردستان في هذه الحرب، ويريد نظام الإبادة الفاشي استغلال كل إمكانيات الدولة التركية داخل البلاد وخارجها لتحقيق نتيجة في حربها ضدنا، وفي هذا الصدد، حظي استخدام مرتزقة داعش الإرهابي وجبهة النصرة بمكانة خاصة، وفي تحقيق حلمه العثماني، يريد أردوغان استخدام خط القاعدة والإخوان المسلمين، ومن أجل وضع أساس لذلك، تم التحضير لهذه الحرب في 17 نيسان ضد زاب، ونحن نعلم أنهم قاموا باستعداداتهم السياسية والعسكرية والدبلوماسية لهذا الأمر في الشتاء، وتابعنا هذه العملية، لا يعني أننا لم نكن على علم بها، هذا مفهوم شامل، يتم إعداد نفسه داخلياً وخارجياً.

لا تستهدف هذه الخطة مناطق الدفاع المشروع في جنوب كردستان ومخمور وشنكال وروج آفا فحسب، من الواضح أنهم يريدون الحصول على نتائج سريعة في زاب ثم الانتقال سريعاً والمضي قدماً، رأينا أنه بالإضافة إلى الهجوم على زاب، شن الجيش العراقي أيضاً هجوماً على شنكال، كما تم استهداف مناطق كثيرة من روج آفا بهذه التقنية، فمن الواضح أنه إذا لم تقدم وحدات مقاومة شنكال (YBŞ ) و شعبنا الإيزيدي الرد اللازم لتدخل الجيش العراقي، لكانوا قد استولوا على المناطق المحمية ونزعوا سلاح وحدات مقاومة شنكال (YBŞ ) وبالتالي تسليم شعبنا الإيزيدي، لكن المقاومة التي ابداها مقاتلو وحدات مقاومة شنكال أفشلت جميع جهود الجيش العراقي، ولم يتضح الوضع بعد، لكن الهجوم على شنكال هو أيضاً جزء من المفهوم العام.

لم ينتصر العدو في مواجهتنا حتى الآن

العدو لم ينتصر علينا في أي مكان حتى الآن، هذا صحيح! ربما احتل بعض المناطق، لكن أهدافه كانت مختلفة، كان هدفهم القضاء على حركة الحرية برمتها، والآن مرة أخرى، يريدون التطوير والنجاح في مثل هذه الخطوة الشاملة بأفضل ما لديها من قدرات، لهذا بدأوا الحرب على زاب أولاً وأطلقوا عليها اسم "مخلب القفل" لذلك يقولون، إذا ضربنا زاب وحصلنا على نتائج، فسيتم فتح القفل ويمكننا ضرب جميع المناطق، فهذه هي حساباتهم. بالطبع هذه الحرب بالنسبة لحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هي حرب الوجود واللاوجود، في الوقت نفسه، هي حرب الوجود واللاوجود لسياسة الإبادة الجماعية للدولة التركية، فإذا هُزموا في هذه الحملة أيضاً، فلن يعود بإمكانهم البقاء في السلطة، لم يعد بإمكانهم مواصلة هذه السياسة، لذلك، فإن الحرب التي تدور الآن هي حرب مهمة للغاية بالنسبة لهم، ويريدون تحقيق النتائج والقضاء على حركتنا وكل مكاسب شعبنا، لكن الشيء نفسه ينطبق علينا، وهذا يعني، إنها بالنسبة لنا حرب الوجود واللاوجود، لأن هذا العدو يريد أن يبني وجوده على تدميرنا، كما إنه يريد القضاء علينا وإدامة النظام الفاشي القاتل، أو سنقوم بهزيمته، فإذا فشلوا، فلن يتمكن النظام الفاشي من الاستمرار وسيتم تقديم المسؤولين إلى العدالة، بسبب هذه الحقيقة فإن الحرب مهمة لكلا الجانبين على المستوى الحياتي.

 الحرب في زاب وصلت لذروتها

وعلى هذا الأساس، الحرب التي تشهدها زاب هي حرب وصلت لذروتها، وكمقاتلي الكريلا هناك نضال بطولي منذ 38 عاماً وقد وصل هذا النضال إلى الذروة، وهو كذلك بالنسبة للعدو ايضاً، حيث استجمع كل امكانياته وفرصه ويخوض حرباً وصلت للذروة وفقاً لحساباتهم، لكن فرص نصرنا في هذه الحرب ما زالت عالية، وقبل كل شيء، فإن قضيتنا مشروعة وهي حقيقة راسخة، طريقنا أو خط القائد اوجلان مشروع وحقيقي، ومنظورنا للحرب الشعبية الثورية في مكانه، ويمكن أن يقودنا إلى تحقيق النصر، لقد أدى نضال القائد اوجلان المستمر منذ 50 عاماً إلى خلق علم اجتماع وديمقراطي جديد في كردستان على خط المرأة الحرة وروح الشبيبة، بالإضافة إلى ذلك، لدينا سنوات من الخبرة والتجارب النضالية وشعبنا اليوم يقود الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط، وقد عززت قوة الإرادة والحرية اسس النصر.

 نريد تعميق وتحديث طبيعة استراتيجية حرب الشعب الثورية وتطوير الابتكار والعمق فيه، حيث هناك حرب الكريلا في استراتيجية حرب الشعب الثورية، كما هناك حرب شعبية، والحماية الجوهرية، أي أن هناك حركة للحماية الجوهرية والنهضة الشعبية وحرب الكريلا، لكننا اليوم نطّور هذه الأشياء بشكل أكبر، ففي حرب الكريلا نخلق الحداثة كإصلاح أو ثورة، نريد بناء كريلا العصر، كريلا القرن الحادي والعشرين، حيث يتم تطوير طرق الفرق المتحركة الخبيرة في حرب الكريلا، وفي نفس الوقت يتم تعميق الخبرة في الحرب في مجال الأيديولوجيا والثقافة العسكرية وتطوير أداء حرب كريلا العصر، أي أن الكريلا قد أثبتت وجودها على أساس حرية المرأة، وعلى أسس الحرية والمساواة، وكنساء ورجال ، فقد أوجدنا اليوم طاقة جديدة وتآزراً قوياً للغاية، لقد كشف عن العمق الذي خلقه فكر وفلسفة  القائد اوجلان، وعلى هذه الاسس نريد تطوير التكتيك بشكل معمق وغني، وعلينا ان نحارب ضد التكنولوجيا العصرية ليس فقط براً، وانما القتال تحت الأرض ايضاً، وفي هذا السياق نريد خلق عمق في حرب الكريلا، خوض الحرب تحت الأرض وفوق الأرض، حرب الشعب، وحرب الحماية الجوهرية بطرق متخصصة، وبالتالي إظهار القدرة والإرادة والتقنية البشرية، ضد التكنولوجيا، إن العدو يتخذ من المادة أساساً له، ويريد تحقيق النتائج من خلال استخدام التقنية، وفي المقابل نحن نتخذ من الروح المعنوية والفدائية أساساً في نضالنا وحربنا، وعليه نريد تطوير وتعميق تقنية الأخلاق البشرية، وبالتالي هزيمة تقنية العدو والتغلب عليها، العدو كون جيشه على أسس المال، اما تجييش كريلا حرية كردستان فقد تمت على أسس وارضية معنوية، وهذا الاختلاف يشكل اساساً  لنصرنا.

مفتاح العدو استعصى في الباب، لا يمكنه فتحه ولا يمكنه اخراج المفتاح

العدو يستهدف زاب حالياً، وهذا امر خاطئ من أساسه بالنسبة له، لأنه أراد الوصول إلى النتيجة بسرعة، يعتقد أنه اذا ضرب زاب سيتمكن من استهداف كارى والمناطق الأخرى، لهذا السبب، يشن هجمات شرسة ومتتالية منذ البداية ضد كوري جارو، وورخليه، والشهيد شاهين والشهيد برخدان، حيث أراد الوصول الى نتائجه المرجوة بشكل سريع وعليه اطلق على العملية اسم "مخلب القفل"، لكن الآن يبدو الآن ان المفتاح بقي في مكانه، أي أنه استعصي، لا يمكنه فتح الباب ولا الخروج من مكانه، وعليه فقد وقع في مستنقع لا يمكنه الخروج منه، والآن يريد محاصرة إيالاتنا واحدة تلو الأخرى وقطع الطرق في وجه قواتنا وذلك بمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK واحتلال الايالات تدريجياً، يريد العدو الإسراع في تنفيذ خططه الاحتلالية لان الوقت لم يعد يسعفه، الاستراتيجية التي يتبعها العدو الآن هي بهذا الشكل.

وفي هذا السياق، تم القيام بسلسلة من العمليات ضد العدو في منطقة جودي في بوطان خلال الأيام القليلة الماضية، وكانت هذه العمليات ناجحة، كما نفذت وحدات الانتقام التابعة للشهيد بدران كوندك رمو سلسلة من العمليات، وكانت ناجحة، كما شنت قوات تحرير عفرين مجدداً سلسلة من العمليات، وكانت ذات تأثير بالغ في الأهمية، وعليه نحيي جميع الرفاق الذين نفذوا هذه العمليات القيمة، لذا يجب على الجميع في جميع أنحاء كردستان أن يتخذوا موقفاً ضد هذه الهجمات الشاملة للعدو، وأن يطوّروا من أساليب المقاومة وفقا لظروف مناطقهم.

اليوم، ومن الآن فصاعداً، يمكن أن يكون شعبنا في شمال كردستان أكثر نشاطاً، الرفاق حققوا انتصارات جمة خلال فصل الشتاء، حيث أفشلوا العديد من العمليات التي أطلقها العدو في المنطقة ولم يسمحوا له بتحقيق النتائج المرجوة، في بداية الشتاء، أي في الخريف، قدمنا شهداء في باكوك وديرسم، لكن مع دخولنا فصل الشتاء، ذهبت جهود العدو سدى، لعدة أيام يتحدث العدو عن جبل آغري ويقول "لقد أفقدنا مقاتلو الكريلا خسائر جمّة"، لكن لا نسمع عنه شيئاً، ومن الواضح انه قد تعرض لخسائر فادحة في مارينوس، تأتينا معلومات عديدة بهذا الشكل، لكن الرفاق لم يعطونا التكميل بعد، وبشكل عام يخوض مقاتلو الكريلا في شمال كردستان مرحلة جديدة، وهذا يعني، كما في السنوات السابقة، أن المقاتلين لم يتلقوا ضربات في شهري آذار ونيسان، لكن في هذا العام، حقق مقاتلو الكريلا نصراً عظيماً ليس فقط في فصل الشتاء، وانما في فصل الربيع ايضاً، إنهم يخلقون فرصة مهمة للغاية لأنفسهم، وهذا يعني أنه يمكن للرفاق ان يكونوا أكثر فعالية ونشاطاً في عام 2022 ضد هجمات العدو الشاملة ويتخذون الإجراءات اللازمة.

مقاومة زاب ستحدد مصير شعبنا وباقي شعوب المنطقة

لا شك ان مقاومة زاب تقود المرحلة. فزاب ليست إيالة عادية. لها تاريخها وتأثيرها الخاصين. والرفاق يسيطرون عليها. وهذا ما نؤمن ونعتقد به. فنحن نؤمن ان الرفاق في زاب سيقودون المرحلة بكل عزيمة.

 ولكن على كل الإيالات ان لا تترك زاب لوحدها. فمقاومة زاب، مقاومة وطنية وديمقراطية وليست مقاومة إيالة بحد ذاتها. فهي مقاومة كل كردستان وشعوب الشرق الأوسط. لماذا..؟ نحن نعلم ان العدو يلعب على الوتر الطوراني. يريد ان يحيي ويهيمن نهج الاتحاد والترقي من جديد. يريد بالتزامن مع مئوية الجمهورية ومئوية اتفاق لوزان ان يجعل من نفسه مرة أخرى مهيمناً، وان لا يبقى ضمن الحدود الحالية لتركيا. فهم يقولون: "هذه الحدود ضيقة ولا تناسبنا، اذا بقينا ضمن هذه الحدود الحالية سوف نتعرض للتقسيم. ستبقى القضية الكردية وستجزئ تركيا. وحتى لا يتحقق ذلك، علينا ان نجهض القضية الكردية. يجب ان نتبع سياسة الابادة بموجب نهج الاتحاد والترقي ويجب ان نتوسع" فكما ابادوا الشعوب الأرمنية والأشورية والسريان ومارسوها ضد الشعب الكردي لفترات طويلة، الآن يريدون ان تهيمن سياسة الابادة ويمارسوها ضد الشعب الكردي من جديد. فهذا هو نهجهم. يريدون خلق حقبة جديدة في مئويتي الجمهورية ولوزان. حقبة لا تصغر فيها الدولة التركية، تصبح فيها تركيا دولة امبريالية وكبيرة في المنطقة. هذه العقلية الطورانية تشكل خطراً كبيراً على الشعب الكردي.

فهي تشكل خطراً كبيراً على الكادحين الترك والعرب والأشور والسريان والأرمن والشعب الفارسي وكافة شعوب المنطقة. لذلك، مقاومة زاب ومحيطها والمقاومة التي تبديها ثورتنا في كل ارجاء كردستان، مقاومة وطنية وديمقراطية. مقاومة مستقبل الشعب الكردي وكافة شعوب المنطقة. ولهذه الدرجة هي مهمة واستراتيجية. وقبل الجميع على الرفاق في زاب ان يعوا ذلك. وعلى الثوار في كل كردستان ان يتصرفوا بمسؤولية اتجاه هذه المرحلة.

مشافي العدو مليئة بالقتلى والجرحى

بالرغم من بعض النواقص، إلا ان الوضع في زاب جيد. هكذا يستطيع المرء ان يصف الوضع هناك. وخاصة في اليوم الأول، اراد العدو تنفيذ العديد من الانزالات معاً ويربك الرفاق، ويتمركز في بعض الاماكن ويسيطر عليها. لكن الرفاق بروح ويقظة كبيرة استطاعوا إدارة تلك المرحلة وردوا عليهم بما هو مناسب. يمكن ان نكون قد قدمنا العديد من الشهداء الابطال، ولكن الرفاق افشلوا المخطط الأولي للعدو، لأن اول 2ـ 3 أيام كانت ناجحة.

سابقاً نوهنا لذلك، واليوم اكملنا الشهر، فالعدو بعد 33 يوماً لم يستطع ان يحقق اية نتيجة مهمة. هذا بالنسبة للعدو يعتبر هزيمة. فشل مخططه هنا. مسؤولو الدولة يعون هذه الحقيقة بشكل جيد. وعلى الرغم من ذلك، وعبر الحرب النفسية يظهرون انفسهم منتصرين ويقولون: "أكملنا المرحلة الاولى بنجاح" هذه كذبة كبيرة. فهم لغاية الآن لم يحققوا اية نتيجة. فعلى الرغم من ان عدد قتلاهم تجاوز الـ 400 قتيل، إلا انهم لم يعترفوا سوى بعشرة قتلى. ولكنهم لن يستطيعوا الاختباء حتى النهاية. فكل يوم يُعلم من مكان ما ان هناك عدداً كبيراً من القتلى الغير معلنين. فمشافيهم مليئة بالقتلى والجرحى. فحكومة الحرب الخاصة تحجب هذه الحقيقة عن الشعب والرأي العام. لذلك، لغاية الآن هم مهزومون وليسوا منتصرين. ويبدو انهم لن يعترفوا بهذه الحقيقة بسهولة وسيصرون على ما هم فيه. علينا ان نعلم ذلك وان يتصرف الرفاق وفق ذلك.

هناك احتمال كبير ان العدو كان يخطط لأن يستولي على زاب خلال ثلاثة اسابيع وبعدها يوسع نطاق سيطرته الى ان يصل لمتينا. وبعدها يستهدف اماكن اخرى. فلماذا يستهدف بشكل دائم مرتفعات هكاري وجودي وباهار؟ لأن تلك الأماكن اساساً هي ضمن مخططاتهم. فكيفما استطاع السيطرة على شرق زاب، سيريد العبور الى غرب زاب. ولكنه لم يعبر، لأن مخططه لم ينجح هناك. على المرء أن يرى ماذا سيفعل الآن؟

لم يبقى بين ايديهم سوى الكيمياوي الذي اضحى بلا حيلة امام اساليبنا

بات مفهوماً اليوم، انه لم يتبقى الكثير من الفرص في يد العدو. فهو استخدم كل تقنياته. لم يتبقى سوى الكيمياوي بين يديه. بالأساس استخدام الكيمياوي ضد الأساليب التي تتبعها الفرق على الارض وتحت الارض، اصبح غير مجدياً. ذاك السلاح لن يستطيع ان يجلب له النصر. لا، نحن نقول ان الرفاق سيتعمقون في ابداعهم وسيتحركون بحكمة وسيعملون بخطة. الرفاق ينَمُون روح الرفاقية فيما بينهم ويكملون بعضهم البعض، هكذا اهزموا العدو.

انظار الشعب الكردي واصدقائهم وطالبي الديمقراطية متوجهة الى زاب

نحن الآن في عصر تاريخي. الرفاق على مسرح هذه المرحلة التاريخية وامام انظار كل الشعب الكردي. اليوم تتوجه انظار الشعب الكردي واصدقائه وكافة طالبي الديمقراطية الى زاب. لذلك على الكل ان يتحمل مسؤولياته التاريخية. لا يسمح بالخسائر، ولا يسمح للعدو بالاستفادة من الأخطاء. هذا مهم جداً. وخاصة بما يتعلق بحرب الأنفاق والخصاص التي برزت، اذا يجب على الرفاق ان يتعمقوا وفق تلك الأسس. وان يتحركوا بإبداع وتضحية، فحتماً سيدحرون العدو. وفي المكان المطلوب كل واحد يصبح قائداً للمرحلة. فإذا تحركنا على هذا الشكل، فنحن واثقين من ان الرفاق سينتصرون وسيبنون تاريخاً جديداً.

دفاعنا هو اسلوب الدفاع الهجومي. أي انه الهجوم. الرفاق المتواجدون في الأنفاق يستطيعون التحرك بهذا الاسلوب الهجومي والقيام بالعمليات. وخاصة الفرق المتحركة، يجب عليهم، في كل منطقة، ان يقوموا بدورهم المناسب. على الفرق المتحركة، التنقل بسرية تامة. ان يكونوا مثل الظل. يظهرون متى ما أرادو ولكن يختفون متى تطلب ذلك. فكما يجب على الرفاق ان يتعلموا حماية أنفسهم في وجه طائرات الكشف وكل تقنيات العدو، بنفس الطريقة يجب عليهم توجيه ضربات قاسية للعدو عبر اساليب التفخيخ والقنص والمداهمة والإغارة والكمائن. فكثير من الاحيان يمكن لرصاصة واحدة ان تؤثر بشكل كبير على العدو. على هذا الاساس يجب على الفرق المتحركة ان تزيد تعمقها على هذه الاساليب، وخاصة التفخيخ والقنص. يجب ان يكون هناك تعمق في نصب الكمائن للعدو.

تحت كل شجرة وتحت كل حجر هناك مقاتل للكريلا...

كلنا ايمان انه في حال تم تطبيق اسلوب تحرك الفرق الاختصاصية بشكل صحيح، لن تستطيع اية قوة ضرب هذه الفرق. هكذا سنستطيع ان نحول كل مكان لجحيم بالنسبة للعدو. تحت كل شجرة وكل حجر كما لو كان هناك مقاتل للكريلا. حولوا كل مكان الى كريلا في وجه العدو. بالفعل اصاب هذا الخوف رحم العدو. لذلك، تزايد الخوف في صفوف العدو. ولكن لا يجب على المرء ان يهول كثيراً من ضعف العدو. صحيح، العدو الآن لا يمتلك ارادة القتال ضدنا. فهم جنود مرتزقة ومستأجرين بالمال. والمرتزقة قدموا بالمال وليست لديهم إرادة للقتال. فالخوف كالمرض منتشر بين صفوفهم. والرفاق يرون ذلك عملياً بأم اعينهم. ولكن لديهم جوانب قوة ايضاً. فالتقنية ووسائل المراقبة التي يستخدمونها قوية. لذا علينا ان نأخذ هذه الجوانب القوية وكيفية جعلها بلا تأثير بعين الاعتبار. كذلك لا تهولوا من الجانب الضعيف للعدو امام اعينكم. لا تقولوا "لا يستطيع العدو فعل اي شيء" لا، فحول هذا الموضوع هناك مقولة مهمة جداً لقائد الثورة الصينية ماو تسي تونغ يقول فيها "يجب على المرء ان يرى العدو من الناحية التكتيكية  كالنمر، ويجب ان ينظر اليه استراتيجياً كنمر من ورق" اذاً تكتيكياً يجب ان يتخذ تدابيره وينظر للعدو كأنه نمر حقيقي، وان ينظر اليه استراتيجياً على انه ورقة. على جميع الرفاق التصرف على هذا النحو.

قضية اخرى مهمة يجب على الرفاق التوقف عندها، وهي الصحافة. الحرب الدائرة اليوم هي حرب الشعب. علينا ان نجعل من هذه الحرب ملكاً للشعب. ولأجل ذلك علينا، طالما استطعنا، ان نوثق كل شيء بالكاميرات. كذلك على الرفاق من وقت لأخر التقاط المشاهد والتحدث والانضمام الى البرامج. هذا شيء جيد. نقول ان هذه الحرب ليست فقط في زاب، انما في كردستان بأكملها. عندها، نشاركها مع المجتمع الكردستاني ونجعلها ملكاً لهم. فقسم من الحرب هو الإعلام والدعاية. الشيء الآخر، العدو يقاتل ضدنا، ويعمل بأسلوب الحرب النفسية. يكذب وينكر كثيراً. يخفي خسائره عن مجتمعه ويعلن هزائمه على انها انتصار. لذلك علينا ان نشلَّ من تأثير الحرب النفسية عبر الدعاية الثورية. علينا ذكر الحقائق اثناء الدعاية الثورية.

الحرب التي تسيرها الفرق، تضع العدو في مأزق. وهذا لا يحدث بسهولة. فنحن نكد وندفع الثمن. على شعبنا ان يرى المشقة والصعوبات الحالية. بهذا المعنى، على الرفاق الذين يشاركون في وسائل الإعلام، ان لا يصغروا العدو ولا يضخموه. عليهم قول الحقيقة. فحقيقتنا تكفي لكل شيء. فالتطرق الى حقيقة الكريلا المتواجدين في زاب هي اعظم دعاية. ليس هناك حاجة لتصغير العدو وليس هناك حاجة ايضاً لتضخيمه. يجب على المرء ان يظهر هكذا بشكل عام. اننا نقاوم عدواً متوحشاً وضد الأسلحة الكيمياويّة والعصرية الحديثة. فنحن نثبت إرادة وذكاء وابداع الانسان امام سلاح العدو. هذا موضوع مهم وحقيقة كبيرة جداً.

كيف يستطيع الانسان المتعمق بفلسفة القائد آبو بالإرادة والإبداع وحكمته ان يبطل تأثير التكنولوجيا العصرية؟ بلا شك يتطلب هذا تعمقاً وتضحيةً وإرادةً وغيرةً. فهذا مثبت، وهكذا لا يستطيع العدو تحقيق النتائج.

لا يعني هذا ان العدو خائف ونحن نحقق النتائج عبر بعض الفرق القليلة، فحقيقة الحرب ليست هكذا. على المرء ان يذكر حقيقة الحرب الحالية. فهي حرب ثقيلة وجدية. صحيح ان العدو يواجهنا مادياً ولا يمتلك إرادة الحرب، ولكنه يمتلك في يده كل التكنولوجيا العصرية. حلف الشمال الأطلسي الناتو يزوده بكل شيء. يجمع كل مرتزقة المنطقة ضدنا. النصرة وبقايا داعش وحماة القرى وكل المرتزقة الذين يدفع لهم المال والاشياء ويأتي بهم إلينا. يحارب بالكلاب ويستبدل البشر بالكلاب، يستخدم كل الأساليب. أي انه ليس من السهل تطوير المقاومة ضد هكذا عدو. على مجتمعنا ان يعلم هذا الشيء ايضاً. علينا ذكر الحقيقة. فنحن حركة الحقائق. كل شيء على أساس الحقيقة. لذلك يجب ان تكون دعايتنا ايضاً بالحقيقة.

على شعبنا ان يؤدي واجباته، فالكريلا تستطيع ان تحمي نفسها

لا يتعين على الشعب ان يحمي الكريلا، فهم قادرون على حماية أنفسهم والكريلا قوة قيادية. فالشعب يجب ان يؤدي واجباته الوطنية. يعني انه وقت يتعين فيه على كل شخص ان يقوم بواجباته. ففي اطار الحرب الشعبية الثورية، هناك واجبات على الكريلا وواجبات تقع على عاتق الشعب. وفي هذا السياق يجب على الشعب ان يقوم بواجباته.

بالعموم، سنة 2022 لم تكن سنة اعتيادية. انها سنة استراتيجية. وبالفعل قيّمتها حركتنا كسنة استثنائية. أعلنا النفير العام هذه السنة. وهذا النفير العام ليس من اجل الشعب فقط. بلا شك ان شعبنا في اجزاء كردستان الأربعة وخاصة في خارج الوطن، يقدم جهداً كبيراً جداً. انهم كل يوم في الشوارع وكل يوم يرددون "عاشت مقاومة الكريلا وعاش القائد آبو". نيابة عن كل رفاق كريلا حرية كردستان نحي شعبنا ونتمنى لهم النصر. فنحن نؤمن وقبل اي احد ان المرأة الحرة وشبيبة كردستان وكل شعبنا سوف يلبون نداء النفير العام وسيؤدون مهامهم. وكذلك شعبنا العربي والأشوري والسرياني، وكادحي الشعب العربي والفرس وكل الشعوب التي تتبنى فلسفة الأمة الديمقراطية سيقومون بدورهم في هذا الوقت. بهذا الأمل والإيمان، نحي بكل احترام شعوب المنطقة وديمقراطييها.