وجاء في بيان الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) ما يلي:
”لقد سجل شهر كانون الأول في التاريخ باعتباره الشهر الذي شهد العديد من مجازر الدولة التركية المستعمرة المستبدة التي ارتكبتها، من مجزرة مرعش عام 1978، والهجمات على المعتقلين السياسيين عام 2000، ومجزرة روبوسكي عام 2011، ومجزرة باريس الثانية عام 2022، هي بعض من هذه المجازر، وإننا ندين مرة أخرى كل هذه المجازر التي ارتكبتها الدولة التركية، ونستذكر جميع شهداء الديمقراطية والثورة بكل احترام وامتنان في شخص جيهان بلكين وناظم داشتان الصحفيين في الصحافة الحرة اللذان تعرضا للاغتيال مؤخراً، ونجدد عهدنا للشهداء.
مجزرة مرعش
كانت مجزرة مرعش مجزرة نُفذت في نطاق خطة الإبادة الجماعية بحق الكرد لإخلاء غرب الفرات من الكرد، ولقد اتخذت الدولة التركية المستعمرة المستبدة من غرب الفرات خطاً استراتيجياً لتحقيق الإبادة الجماعية بحق الكرد وركزت توجهاتها هنا، لأن غرب الفرات يمثل حدود كردستان مع تركيا، ولذلك، حاولت الدولة التركية إبادة الكرد بدءاً من هنا وتعميمها على كل كردستان، ولهذا السبب، تعرض شعبنا الكردي العلوي الذي يعيش هنا إلى مجازر لا حصر لها وعانى من آلام كبيرة، وكما رأينا في مجزرة مرعش عام 1978، اضطر شعبنا الكردي العلوي الذي يعيش هنا إلى الهجرة بعد المجزرة وتغيرت التركيبة الديموغرافية للمنطقة، واليوم، تواصل السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية سياسة الإبادة الجماعية هذه وتحاول توسيعها لتشمل كردستان بأكملها، ويسلط الاحتلال في روج آفا وخطط الاحتلال الجديدة الضوء على تعميق هذه السياسة والعقلية واستمرارها.
مجزرة روبوسكي
ومن اﻷحداث التي تكشف حقيقة المجازر التي ترتكبها الدولة التركية المجزرة الوحشية التي تعرض لها سكان قرية روبوسكي بقصفهم بالطائرات الحربية، حيث كان غالبية هؤلاء الذين تعرضوا للقتل هم من الأطفال، وعلى الرغم من مرور 13 عاماً على مجزرة روبوسكي، إلا أن المسؤولين عن ارتكاب المجزرة لم يتم المساس بهم، بل إن طيب أردوغان، الذي أمر بارتكاب المجزرة والمسؤول الأول عنها، دافع علناً عن المجزرة، لدرجة أنه هنأ الطيارين والمسؤولين العسكريين الذين نفذوا القصف، وكما هو الحال في جميع المجازر التي ارتكبت في مجزرة روبوسكي فقد تبيّن مرة أخرى أن قتل الكرد ليست جريمة وأن هذه سياسة دولة.
مجزرة باريس الثانية
وأقدمت الدولة التركية المستعمرة المستبدة على اغتيال عضوة المجلس التنفيذي في منظومة المجتمع الكردستاني آفين غويي والفنان مير برور والوطني الكردي عبد الرحمن كيزل في باريس في 23 كانون الأول 2022، وسُجّلت هذه المجزرة في صفحات التاريخ باسم مجزرة باريس الثانية، ومن الواضح جداً أن مذبحة باريس الثانية، مثلها مثل مجزرة باريس الأولى، نُفذت بدعم من الدول الأوروبية وأجهزتها الاستخباراتية، ولولا دعم الدولة الأوروبية لما تمكنت الدولة التركية من تنفيذ هاتين المجزرتين، حيث يكشف التستر على كلتا المجزرتين هذه الحقيقة، ففي مجزرتي باريس، تتحمل الدولة الفرنسية المسؤولية الأكبر، ومع ذلك، لم تتخذ الدولة الفرنسية حتى الآن أي خطوات لتسليط الضوء على هاتين المجزرتين، وهذا يزيد تدريجياً من شكوك شعبنا تجاه الدولة الفرنسية، يجب على الدولة الفرنسية بالتأكيد أن تسلط الضوء على هذه المجازر من أجل التخلص من هذه التهمة، وهذا ما يتأمله وينتظره الشعب الكردي.
وفي الذكرى السنوية لهاتين المجزرتين، فإن دعوتنا لشعبنا وأصدقائنا والقوى الثورية والديمقراطية هي: لا يمكن المحاسبة على ارتكاب المجازر إلا برفع مستوى النضال، وعلى هذا الأساس يمكن المحاسبة من خلال إحباط مخططات العدو القاتل، لهذا، يجب أن نرفع من نضالنا ونعزز من مقاومتنا ضد هجمات الاحتلال والإبادة الجماعية وإفشال مخططات العدو القاتل، وعلى هذا الأساس، ندعو الجميع إلى خوض المقاومة في كل مكان ضد الهجمات التي تُشن ضد روج آفا".