وفي 18 أيلول، وقع هجوم مسلح على مبنى المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في مدينة هولير جنوب كردستان واستشهد في الهجوم، عضو وممثل المؤتمر الوطني الكردستاني KNK لإقليم كردستان دنيز جودت بولبون.
وتنحدر أصول دنيز جودت بولبون من قرية ديلزي التابعة لناحية كفر التابعة لجولميرك، ولد عام 1987 في عائلة وطنية، ورغم ضغوط دولة الاحتلال التركي درس في ثانوية، كفر ومن هناك التحق بجامعة Yuzuncî Yil في وان.
وفي كل هذه المدارس والجامعات، شهد دنيز فرض اللغة التركية والقيود على ثقافة مجتمعه ولغته ومعتقداته، ولم تستطع هذه القيود أن تعيقه من النضال بإحساس عظيم بل على العكس تماماً، استمر بإصرار كبير متمسكاً بثقافته ولغته وتاريخه، ولم يستسلم للحرب الخاصة التي تخوضها الدولة، وفي الوقت نفسه تمرّد ضد كل أنواع القسوة والظلم.
وقد أصبح مديراً لجمعية الطلاب الوطنيين وتحت ضغوط تعلم اللغة التركية والجهود المبذولة لنسيان اللغة الأم، أكد بإصرار على تمسكه باللغة والأدب والتاريخ الكردي.
وبسبب ضغوطات دولة الاحتلال دخل سجون الدولة التركية، حيث اعتقل عام 2011 بسبب كفاحه وجهوده في تعزيز لغة الأم، وقضى سنة ونصف في سجن ذو نموذج f في مدينة وان.
وبعد أن أنهى دنيز مدة حكمه عاد مرة أخرى للجمعية وعمل في مديرية “كردي دار” وهي جمعية بحث وتطوير اللغة الكردية فسعى بكل جهوده لتطويرها، وأصبح ذو خبرة أكثر فأكثر في قواعد اللغة والكتابة والقراءة بلغته الأم، وفي عام 2014 أصبح مدرساً للغة الكردية في مدرسة “دايكا أوفاشى” الابتدائية في كفر، وبذل الكثير من الجهود في سبيل تعليم الأطفال والشباب لغتهم الأم، ليكونوا قادرين على التحدث والقراءة والكتابة.
وأصبح التعليم في هذه المدرسة فرصة لتدريس تاريخ الكرد وكردستان في الأكاديمية السياسية في كفر بين عامي 2014-2016، ثم فيما بعد أخذ مقعداً في مجلس الشعب في كفر وكسب قلوب الناس وشارك بفعالية في أعمال وأنشطة المجلس ثم بدأت المقاومة في كفر لإدارة أنفسهم بأنفسهم.
“التنقل بين أجزاء كردستان”
وعلى الرغم من أن دنيز جودت بولبون كان من شمال كردستان، إلا أنه اضطر إلى مغادرة قريته ومدينته بسبب ضغوط الدولة التركية، وتوجه للمرة الأولى إلى غرب كردستان للاطلاع على النضال من أجل الحرية عن قرب، وشارك في كفاح ونضال الثورة لمدة 3 سنوات، وفي هذه الأثناء، عمّق عمله في مجال أبحاث الأدب الكردي وبدأ بتأليف كتاب حول هذا الموضوع، وانتقل دنيز جودت بولبون عام 2019 إلى هولير وبقي هناك منذ ذلك الحين.
“ممثلاً للمؤتمر الوطني الكردستاني”
كان أحد أحلام دنيز جودت بولبون هو بناء الوحدة الوطنية بين الكرد، لكي تنتهي الإبادة الجماعية والمجازر ويتمكن المجتمع الكردي من العيش بحرية، وكان يرى تشكيل الوحدة الوطنية للكرد شرطاً أساسياً، كما حدد لنفسه المؤتمر الوطني KNK كهدف لتحقيق هذه الوحدة، ومن أجل ذلك، تم عقد العديد من ورشات العمل والعديد من الاجتماعات الرسمية، واستمر في الإصرار على هذه القضية، كما رأى بولبون أن هذا المؤتمر بمثابة سقف لبناء وحدة الكرد وانضم إلى KNK بكل تصميم وأصبح عضواً فيها.
وفي السنوات الماضية، وبصفته ممثلاً عن KNK لإقليم كردستان، قام بالكثير من الأعمال والأنشطة في هولير وقد ترك الشهيد دنيز جودت بولبون خلفه إرثاً مليئاً بالنضال والمقاومة على أمل أن تتحقق أحلامه وأهدافه يوما ما، وبالطبع أحد هذه المطالب هو تحقيق الوحدة الوطنية بين الكرد.
المصدر: روج نيوز