تحدث عضو المجلس التنفيذي بجمعيّة الحرّية والديمقراطيّة في شرق كردستان، كوران شاهو، بمناسبة الذكرى السنوية الـ 23 للمؤامرة الدولية التي نفذت بحق القائد أوجلان في 15 شباط،1999 لوكالة فرات للأنباء.
مما لاشك فيه أن الشعب الكردي قدم تضحيات كثيرة على مر التاريخ من أجل نيل الحرية، العدالة والحق الإنساني، لكن عندما يبحث المرء عن تاريخ نضال الشعب الكردي ويقوم بتحليله، نرى أن أحد الأسباب والعوامل الرئيسية وعلى الرغم من النضال والتضحيات التي قدمها الشعب الكردي إلا أنه لم يتمكن حتى الآن من تحقيق أهدافه بشكل كامل، بسبب الافتقار إلى التوجيه والقيادة المناسبين اللذين يمكن أن يظهران الاتجاه الأمثل للوصول إلى الطريق الصحيح، فعندما يفتقر المجتمع إلى القيادة الحرة فهذا يعني أنه ليس لديه فكرة مستقلة وإيديولوجيا وفلسفة خاصة به.
كما أسلفنا فإن موضوع القيادة ليس مجرد مسألة شخصية، لأننا لا نتحدث عن شخصية أو فرد، وإنما نتحدث عن نظام فكري وأيديولوجيا وأسلوب حياة، فإذا ما نظرنا اليوم إلى الشعب الكردي الذي عاش في أعماق التاريخ، منذ بدء عملية بناء الدولة، على أيديولوجية الآخرين دوماً، أي عاش وفق تعريف الآخرين أو المحتلين، وبحسب التعريف الأوروبي أو تعريف تلك الدول السلطوية المحتلة التي فرضت الاحتلال على كردستان، لطالما اغتصب نضال الشعب الذي قدم التضحيات، بطريقة ما أصبحت تحت خدمة الدخلاء، لذلك نرى أن القيادة الحرة التي تمثل الأيديولوجيا ونظام الفكر وأسلوب الحياة وقيم المجتمع ضرورة أساسية للشعب الكردي.
في هذا السياق نرى أن ظهور القائد أوجلان ونضاله من أجل إرساء مفاهيم وتعريفات جديدة للشعب الكردي وللعدالة والحرية والديمقراطية والسياسة، كلها ضرورة أساسية لنيل حرية الفرد والشعب الكردي، حيث أن هذا التعريف لا يقتصر على الشعب الكردي فحسب، بل بإمكانها أن تصل ليس فقط إلى مستوى التعريف المحلي، ولكن إلى المستوى الذي يمكنه من اكتساب هوية عالمية.
إن رأينا اليوم أن الشعوب غير الكردية في البلدان المختلفة تدعم فكرة وفلسفة قائد الحرية، فهذا يدل على أن المفاهيم والتعريفات اللازمة لتحقيق العدالة والحرية يمكن أن تعبر حدود كردستان وتكتسب بعدا عالميا، لا يمكن أن نقوم به بمفردنا، بل يمكن القيام به من خلال نضال أيديولوجي، فكري، سياسي ووعي كبير.
إذا ما رأينا أن الشعب الكردي في كردستان قد وصل اليوم إلى مستوى من الإيمان بالذات، وإلى مستوى لا يخدم الأجانب، ولم يعد يستسلم لهذا المصير الذي لايزال مفروض عليه حتى يومنا هذا بأساليب أسطورية، دينية، طائفية مختلفة كما انها لا تزال مفروضة على الشعب الكردي من خلال الاستشراق الأوروبي، لقد اجتاز المواطن الكردي فلسفة الاتكالية ولم يعد يتوقع أي شيء من القوى الخارجية، ولا يتوقع الدعم من الآخرين، واليوم بفضل هذا النضال، تم تأسيس شخصية قادرة على الوقوف في وجه التحديات من خلال تكثيف نضالها من أجل الحرية للوصول إلى هوية حرة، لهذا نرى أن فرض العزلة على القائد عبد الله أوجلان والضغط على حركة الحرية للشعب الكردي تشير جميعها إلى حقيقة أن الشعب الكردي لم يعد أداة في يد أحد، بإمكان الشعب الكردي تحرير نفسه من هذا الوضع، وتحرير نفسه من كونه أداة في أيدي الغرباء ومن كونه حصنا لهم.
ولهذا فإن الضغط على الشعب الكردي وعلى نضاله من أجل الحرية و القائد عبد الله أوجلان،يأتي من أجل إخضاع الشعب الكردي وجعلهم أداة في يدها ولخدمة سياساتها ثانية، لكي يحققوا أهدافهم السياسية ومطامعهم الاحتلالية، لكن بفضل هذا النضال وجهود فكر وفلسفة ووعي القائد أوجلان ونضال حركة الحرية من أجل الشعب الكردي التي قادها إلى يومنا هذا، تم التغلب على هذه المسألة، حيث تم بناء شخصية كردية تؤمن بنفسه وقدراته وتشعر وترغب بالحرية وتريد أن يكون لها تأثير ليس فقط في كردستان وإنما في جميع أنحاء العالم، ولأجل هذا فإننا ككرد وثوار نقاتل من أجل نيل الحرية وتحقيق العدالة والمساواة لنا ولجميع المتعطشين للحرية والمساواة، كما يتوجب علينا الخروج بكل قوتنا وفرصنا ونطالب بالحرية الجسدية للقائد أوجلان كي نتمكن من اكتساب هويتنا الحرة، بمعنى ان القيادة الحرة تعني الهوية الحرة، وكما أسلفنا فإن موضوع القيادة ليس مجرد مسألة شخصية، ربما هناك هدف للنظام والوعي يرمز له في الإنسان، هذا هو السبب في أن حرية القائد يمكن أن تكون خطوة نحو الحرية العامة للشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان الأربعة واليوم نحن بحاجة إلى تصعيد النضال من أجل الحرية بكل ما أوتينا من قوة.