وتحدث عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، جمال شريك، لوكالة فرات للأنباء ANF بمناسبة ذكرى المؤامرة الدولية في 9 تشرين الأول.
وقال شريك: "في الذكرى الخامسة والعشرين للمؤامرة الدولية، في البداية، أحيي القائد آبو، الذي أبدى مقاومة عظيمة في ظل ظروف غير عادية لمدة 25 عاماُ في نظام العزلة في إمرالي، وسطر التاريخ بمقاومته، كما استذكر بكل احترام وامتنان جميع شهداء الثورة في شخص رفاقنا الذين أحرقوا أجسادهم وفقدوا أرواحهم تحت شعار "لا يمكنكم حجب شمسنا" ضد المؤامرة الدولية.
يعتبر 25 عاما ربع قرن، فهذا ليس وقتاً قصيراً، قضى القائد آبو معظم هذه السنوات الـ 25 في سجن انفرادي، رغم أنه في الآونة الأخيرة أخذوا بعض الرفاق إلى سجن الذي يحتجز فيه، إلا أن بسبب نظام العزلة المفروضة عليهم، يكرس كل لحظة من حياته للنضال، لذا أحيى هذه المقاومة التاريخية مرة أخرى، 25 سنة ليست فترة قصيرة، ونعلم أيضاً أن الثورات تحدث خلال هذه الفترة الزمنية، كما نعلم أن هناك ثورات مضادة على الثورات التي حدثت، وهجمات تحاول دحرها، كما يمثل ربع القرن نقطة تحول في تاريخ الشعوب، حيث حدثت تطورات مهمة، وفي هذا الصدد، لا ينبغي للمرء أن يرى 25 عاماً أعواماً عادية، يجب عليه أن ينتبه إلى الأحداث التي حدثت خلال هذه الأعوام الخمس والعشرين.
لقد نجح القائد آبو في إيصال الثورة الكردستانية إلى هذا المستوى دون انقطاع خلال هذه السنوات الـ 25، ولم تمنعه ظروف الأسر بأي حال من الأحوال من لعب هذا الدور، ومما لا شك فيه أنه لو لم يكن أسيراً وفي ظروف مختلفة، لكان لديه الكثير ليقدمه لشعب كردستان وللإنسانية جمعاء، لكن على الرغم من ذلك، فإن ما قدمه للثورة الكردستانية وشعوب المنطقة والإنسانية في العالم في ظل الظروف الحالية يتحدث عن واقع يمكن أن نعتبره في غاية الأهمية، إن النموذج الديمقراطي والبيئي ونموذج حرية المرأة، الذي نسميه النموذج الجديد، هو أحد هذه الإنجازات التي تم خلقها، إنه بمثابة ولادة جديدة، وإعادة تقييم للعالم بطريقة حقيقية.
ولهذا السبب ظل القائد آبو هدفاً للقوى المنظمة للمؤامرة الدولية منذ 25 عاماً، لأن الأشياء التي خلقها تعني تغييراً في نظام الحداثة الرأسمالية، وخوض النضال ضدها، وتنظيم الحداثة الديمقراطية ضد نظام الحداثة الرأسمالية، ولهذا المعنى فإن المؤامرة الدولية لا تقتصر على أسر القائد آبو، بل استمرت فيها حتى يومنا هذا.
الإنسانية تتبنى أفكار القائد
واستذكر جمال شريك الظروف القاسية التي عاشها في الأسر لمدة 25 عاماً، وقال: "على الرغم من قلة الفرص، إلا أنه يدافع عن نفسه بقوة الفكر، وبالتالي يصبح مثالاً للإنسانية جمعاء، وفي هذه المرحلة، تجاوزت مقاومة القائد آبو حدود إمرالي، وتتمثل في نضال شعب كردستان، شعوب الشرق الأوسط، ضد هذا النظام.
كما تتمثل في نضال الإنسانية جمعاء ضد هذا النظام، أي أنها تجاوزت حدود إمرالي، ووصلت إلى مستوى المقاومة المستمرة داخل حدود كردستان، تركيا، الشرق الأوسط والعالم، وهذه المقاومة لا تقتصر على القائد آبو وحده، إنما يتم تنفيذها من قبل البشرية جمعاء تحت قيادة القائد آبو، إن أفكار القائد أوجلان لن يتبناه شعب كردستان وكوادر حزب العمال الكردستاني فحسب، ولكن أيضاً الإنسانية بأكملها، والدليل الملموس على ذلك هو أن أفكار القائد آبو تترجم اليوم إلى لغات مختلفة، يجب على المرء تقييم 25 عاماً من المؤامرة الدولية ضمن هذا الواقع، وماذا تم في مواجهة المؤامرة الدولية وما تم تحقيقه؛ من الضروري تقديم كل هذه الأمور بطريقة واضحة للغاية".
وأشار جمال شريك إلى أن العديد من المنظمات التي اعتقلت قادتها تمت تصفيتها في غضون 25 عاماً، وقال: "على سبيل المثال، هذا كان وضع مقاتلي الدرب الساطع في البيرو، وفي ظل الهجمات العنيفة، واجهت العديد من الحركات التفكك والتصفية، ولا تزال هناك بعض التنظيمات التي لا تستطيع أن تتحد ضد مثل هذه الهجمات، لكن هذا لم يحدث في كردستان، والذي لم يسمح بحدوث ذلك هو القائد آبو نفسه، وقيّم كل فرصة من أجل تطوير الثورة الكردستانية، وقد انتشرت كل كلمة له في كل مكان مثل تأثير الدومينو، وله تأثير على هذا المستوى، وهذا يعني أن الثورة الكردستانية ستبقى صامدة رغم كل شيء، وسيواصل حزب العمال الكردستاني نضاله بإصرار رغم كل شيء، كما أنه يجعل أفكار القائد تنتشر بين أبناء كردستان والمنطقة والعالم أجمع، وما يضمن ذلك يحدث هو نضال ومقاومة القائد آبو في ظروف إمرالي، ولذلك إن الإنجازات التي خلقها في غاية الأهمية، وهذه الإنجازات دفعت الثورة الكردستانية إلى الأمام، لقد أتاحت الفرصة لتطوير هذا النضال بشكل أكبر بطرق وأساليب جديدة للنضال، لقد جعل من الممكن حل المشاكل الحالية بهذه الطريقة".
ونوه جمال شريك أن المؤامرة الدولية يمكن هزيمتها من خلال تصعيد وتيرة النضال وأخذ مقاومة القائد أوجلان على محمل الجد، وقال إن اتخاذ مقاومة القائد كأساس لا يعني القيام بما فعله القائد بالضبط.
وأشار جمال شريك إلى أن فهم مبادئ القائد يمكن تحقيقه من خلال فهم أفكاره وتنفيذ تلك الأفكار، وعلى هذا الأساس حيّا مرة أخرى مقاومة القائد عبد الله أوجلان في العام الخامس والعشرين للمؤامرة الدولية.