أفادت وكالة روج نيوز نقلاً عن مصادر محلية، بأن القصف التركي الذي تركز على قريتي مجّة وكفن مجّة (مژێ وكەفنەمژێ) لم يقتصر على نشوب الحرائق، بل تسبب أيضاً بنزوح سكان القريتين بعد تعرضهم لضغوط كبيرة من القوات التركية التي أجبرتهم على ترك منازلهم ومزارعهم، مخلفين وراءهم بساتين ومزارع أصبحت الآن عرضة لخطر الاحتراق الكامل.

وفي هذا السياق، أشار شهود عيان إلى أن الحرائق التي اندلعت نتيجة القصف التركي قد التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والغابات التي تعد مصدر رزق أساسي لسكان المنطقة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل بعض السكان المحليين لمحاولة السيطرة على النيران، فإن استمرار القصف وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة جعلت ذلك أمراً بالغ الصعوبة.

وأضافت المصادر أن الجهات الرسمية في حكومة جنوب كردستان لم تذهب إلى أماكن الحرائق، الأمر الذي زاد من تفاقم الوضع وأدى إلى اتساع رقعتها التي التهمت حتى الآن، جزءاً كبيراً من بساتين السكان المحليين.

يُذكر أن الهجمات التركية على المناطق الحدودية في إقليم كردستان أصبحت مشهداً متكرراً خلال السنوات الأخيرة، حيث أحرقت حتى الآن أكثر من 68 ألف دونم من الغابات والأراضي الزراعية في جنوب كردستان. وعلى الرغم من هذه الخسائر البيئية والإنسانية الفادحة، فإن المسؤولين في حكومة جنوب كردستان والحكومة العراقية لم يتطرقوا إلى هذه القضية خلال زيارتهم الأخيرة إلى أنقرة.

وقد أثارت هذه الأحداث استياءً واسعاً بين سكان المنطقة، الذين عبّروا عن غضبهم من استمرار الهجمات التركية وصمت السلطات المحلية والدولية إزاء ما وصفوه بـ "التدمير الممنهج" لبيئتهم وممتلكاتهم، مطالبين بوقف هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها.