تحدث حقي أرمانج، أحد قادة القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG)، لإذاعة "صوت الشعب" حول الوضع السياسي والعسكري في كردستان.
وقال حقي أرمانج الذي بدأ حديثه بتحية القائد عبد الله أوجلان وكافة المعتقلين داخل السجون أن "المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان مستمرة منذ 25 عاماً، ما هو الهدف من المؤامرة، ماذا أرادوا أن يفعلوا من خلال المؤامرة؟ بالتأكيد كانت هناك أهداف كبيرة لهذه المؤامرة، فمنذ بداية النضال، كشّف القائد أوجلان على الدوام الجوانب المظلمة من نظام الحداثة الرأسمالية وحقيقته وخطره على المجتمع والشعوب التحررية، ولم يكشف عنها فحسب، بل ناضل ضدها وأصبح الأمل للشعوب التحررية والمقاومة والمضطهدة، ولهذا السبب، شارك بعض الكرد الخونة والعملاء في هذه المؤامرة، وكان الهدف من المؤامرة الدولية هو القضاء على القائد أوجلان وتدميره جسدياً وتعميق الحرب في المنطقة من خلال الصراع بين الشعبين الكردي والتركي، ورأى القائد أوجلان ذلك وفهمه منذ بداية المؤامرة.
ولهذا السبب، غادر سوريا في التاسع من تشرين الأول 1998، لأنه كان هناك خطر، والاستعدادات كانت قد تمت، ولم تكن الدولة التركية فحسب، بل أيضاً القوى الإقليمية والدولية، أرادت إشعال الحرب من خلال مهاجمة سوريا، ربما كان سيُقتل ملايين الأشخاص هناك، ولم يقبل القائد أوجلان بذلك وضحى بنفسه، حتى لا يتأذى الشعب، ولا يُهدد الشعب ولا يقتل، تصرف بطريقة عاطفية كعادته، منذ بداية النضال، كان دائما يتخذ هذا كأساس، يجب ألا يكون هناك قتل، يجب حل مشاكل الكرد وكردستان من خلال الطرق الديمقراطية والسلمية، كان هذا دائماً المطلب الرئيسي للقائد أوجلان، توجه القائد إلى أوروبا وروسيا، ونتيجة لذلك، تم تنفيذ المؤامرة في كينيا في 15 شباط، وتعامل القائد مع المؤامرة بكل برودة أعصاب وهدوء.
ومع كل الممارسات الغير أخلاقية التي قام بها الفريق الخاص التابع للدولة التركية، تعامل القائد بكل هدوء ولفت الانتباه إلى هدف المؤامرة، وبهذه الطريقة أحبط المؤامرة عملياً وأغلق المجال أمامها، وخلال عملية المؤامرة، كما هو معروف، دخل شعبنا الوطني وكوادر حركتنا والمتعاطفون والأصدقاء ضمن الفعالية تحت شعار "لن تستطيعوا حجب شمسنا"، وأضرموا النار بأنفسهم ونفذوا فعاليات فدائية وتجمعوا حول القائد أوجلان، وحتى الآن خاض الملايين نضالاً عظيماً لدحر هذه المؤامرة وإحباطها".
"لم يتنازل القائد أوجلان عن موقفه، ولهذا تُفرض العزلة عليه."
وأشار حقي أرمانج إلى أن العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان تحولت إلى تعذيب في السنوات الأخيرة، وقال: "وهذا يظهر مدى خوف المتآمرين والقوى الحاكمة من القائد، فهم يرون في خطاب القائد تهديداً لأنفسهم، وتدرك هذه القوى أنها تعاني من انسداد في سياساتها تجاه شعوب الشرق الأوسط وكردستان، ولهذا السبب يصرون على سياسة العزلة، هذه العزلة التي تحولت إلى تعذيب، ليست فقط سياسة الحرب الخاصة التي تنتهجها الدولة التركية الفاشية، فهي جزء من هذه المؤامرة التي نُفذت من قبل القوى الدولية والإقليمية والعملاء من الكرد، ونحن نعلم أن عدونا سيفعل ذلك، لأن القائد أوجلان لم يتنازل عن موقفه، ففي الـ 25 سنة الماضية، كان يناضل ضد المتآمرين في أصعب الظروف، ولم يستسلم القائد أوجلان رغم كافة الهجمات، وبموقفه المُشرف لم يتراجع خطوة واحدة للوراء.
بالتأكيد، في الآونة الأخيرة، شعبنا يقف على قدميه في كل جزء من كردستان وفي أوروبا والعالم كله، ليس الشعب الكردي فقط، بل أصدقاؤه أيضاً يقفون على أقدامهم ويقاومون، وفي الآونة الأخيرة، أصبح المزيد من أصدقاء الشعب الكردي والأجانب يتبنون فلسفة القائد أوجلان وأفكاره، ويناضلون على هذا الأساس، يناضلون على نطاق واسع ضد المؤامرة من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان في العديد من البلدان، يناضلون مع الشعب الكردي، إذا كان الأجانب يفهمون القائد أوجلان بهذا القدر ويعتبرونه أملاً في الحرية، إذاً، يجب على الشعب الكردي أن يفهمه ويتبناه أكثر".
"الكريلا هي أمل مجتمعنا"
ولفت حقي أرمانج الانتباه إلى مقاومة الكريلا، وذكر أنه في السنوات القليلة الماضية، هاجم العدو العديد من مناطق كردستان، وخاصة في شمال كردستان وقال: "العدو يقوم بعمليات في كافة الفصول، تخاف دولة الاحتلال التركي من مقاتلي كريلا شمال كردستان كثيراً، حتى لو بقي مقاتل واحد في شمال كردستان، فإن الخوف يدخل قلب العدو، لأن مقاتلي كريلا كردستان هم أمل الحرية، إنهم أمل مجتمعنا وشعبنا، لقد زرعوا الخوف في قلوب الجيش التركي منذ سنوات، ولهذا السبب تستمر العمليات دون انقطاع، ويهزم مقاتلو الكريلا القوة التقنية للعدو من خلال عملياتهم".
واستذكر حقي أرمانج في شخص آخين موش ومقاتلي الكريلا الثلاثة الذين استشهدوا رفقته، كافة شهداء الثورة وقال إن واحدة من أهم حالات الاستشهاد في السنة الماضية كان استشهاد آخين موش الذي كان قائد الفدائيين.
"المقاومة تخلق القيّم خطوة بخطوة"
وحيا حقي أرمانج، أحد قادة القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG)، مقاومة الشهيد دوغان وتلة جودي وتلة الشهيد مظلوم وتلة آمدية وقال: "في السنوات الماضية، خلق مقاتلو الكريلا القيّم خطوة بخطوة من خلال مقاومتهم في مناطق الدفاع المشروع، ولا تزال المقاومة ضد العدو مستمرة، وهم يشاركون نتائج المقاومة مع شعبهم والرأي العام بشكل يومي، هناك نضال عظيم، بدأ العدو بشن الهجمات الاحتلالية على مناطق الكريلا عام 2021 في غارى، وفي عام 2022، أراد احتلال جنوب كردستان بأكمله، ولكن، هناك بالفعل مقاومة عظيمة يبديها الكريلا، ويقول الرفاق المتواجدون في الجبهات الأمامية إن معنويات الجيش التركي وحالته النفسية تدهورت بشكل كبير، ويلجأ العدو الذي لم يتمكن من كسر مقاومة الكريلا إلى الأساليب الغير أخلاقية، إنه يريد تحقيق النتيجة باستخدام الأسلحة الكيماوية، وعلى الرغم من ذلك، يلقى العشرات من جنود العدو حتفهم كل يوم على يد مقاتلي الكريلا، الدولة التركية تهاجم بجيشها وكافة إمكاناتها وعصاباتها وبـ "الكونترا"، لكنها لا تستطيع تحقيق أيّ نتيجة أمام الكريلا.
وفي هذه العملية يتلقى العدو الدعم من الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) ويريد إشراكه في هذه الحرب، وفي الأساس يشارك الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) في هذه الحرب منذ مدة طويلة، وفي الآونة الأخيرة، يحاول الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) المشاركة بشكل علني في هذه الحرب، ويقوم بالاستعدادات من هذا الجانب، يريد أن يشعل حرباً أخرى بين الكرد، وتصر الدولة التركية على ذلك، كما تُنفذ بعض قوى الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) سياسة الدولة التركية هذه، وقد أدلت حركتنا بالعديد من التصريحات في هذا الشأن، والرأي العام الكردي يعلم ذلك، لكن هناك خطر أن يتحول هذا إلى حرب في الأيام المقبلة، الجميع يرى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يتواطأ مع الدولة التركية، ويتم رؤية الوضع بشكل أوضح في ساحة المعركة، والرفاق أيضاً في خضم الاستعدادات وفقاً لهذا الأمر.
نحن لا نريد أن تشتعل الحرب بين الكرد، وقد وجهت قيادتنا وإدارة حركتنا نداءات عديدة بخصوص ذلك، في الواقع، لقد أظهرنا فدائية وصبراً كبيرين، نحن نعرف الصعوبات التي يواجهها رفاقنا، ولهذا السبب تصرفت إدارتنا وقيادتنا بعناية، وبلا شك، سنستمر بموقفنا هذا حتى النهاية، نحن نتخذ من وجهات نظر قائدنا وإدارة حركتنا كأساس لنا، وإذا حدث وضع مختلف، فنحن مستعدون لذلك أيضاً، بعبارة أخرى، أننا نتخذ احتياطاتنا، هذا هو الوضع في مناطق الدفاع المشروع، وقد قام كل من حرب الأنفاق والمقاومون في أنفاق الحرب باستعداداتهم، كما اتخذت الفرق شبه المتنقلة الإجراءات اللازمة أيضاً، إنهم يحمون أنفسهم أثناء تنفيذ العمليات، ومع سنوات من الخبرة، يمكننا أن نقول إن جميع رفاقنا يقومون بواجبهم".