تنتشر صدى مقاومة قوات الكريلا ونضال حرية الشعب الكردي في جميع أنحاء العالم يوماً بعد يوم، وتزامناً لهذا الصدى، يتزايد التعاطف والتضامن مع الشعب الكردي ومقاتلي الحرية.
تواجه الدولة التركية أزمات دولية وداخلية، خاصةً بعد دعمها لتنظيم داعش الإرهابي، ومرة أخرى استخدامها للفصائل الإرهابية كمرتزقة لها في ليبيا، أرمينيا، وسوريا، وغالباً في حملاتها العسكرية ضد الشعب الكردي، وتسببت هذه الممارسات في قطع علاقاتها مع الدول الغربية وتدخل مجدداً في وضع ضعيف ومتأزم.
الفاشية القاتلة ـ المستبدة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، من أجل إنقاذ نفسها من هذه الأزمة والضعف، رأت حلها الوحيد من خلال جمع إمكانيات الدولة، وبالتالي شنت عملياتها العسكرية ضد قوات الكريلا، على أساس أنها استعدت جيداً هذه المرة، حيث أنها تعاونت مع الحزب الديمقراطي الكردستاني أيضاً إضافة إلى أجهزة الاستخبارات للحزب الديمقراطي الكردستاني في مسعى منها لتحقيق نصر عظيم لهم في منطقة كارى، وكمتعطش للحرب يخرج مجدداً على الساحة ويخاطب الشعب.
كارى غيّرت مصير حرب الحرية
تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على شاشة التلفزيون في 8 شباط 2021 وقال: " انتظروا 10 شباط ستسمعون خبراً ساراً لا يمكن لأحد أن ينتظره".
وبعد تصريحه، كانت عيون الجميع تترقب العاشر من شباط 2021، وبعد ذلك بوقت قصير في 10 شباط، كانت بشرى أردوغان هي احتلال أراضي جنوب كردستان، كان هذا الهجوم بمثابة عملية تحرير وسيطرة كاملة على المنطقة.
ونفذ هذا الهجوم ضد ساحة سيان الواقعة في منطقة كارى، حيث تعرضت الساحة للقصف من قبل أكثر من 50 طائرة حربية لدولة الاحتلال التركي، وبالتالي تمركز جيش الاحتلال التركي في الساحة بواسطة مروحيات الهليكوبتر، والشيء الوحيد الذي لم يكن يتوقعه أردوغان وجيش الاحتلال التركي هي المقاومة الفدائية لقوات الكريلا بقيادة الشهيد شورش بيت الشباب.
جيش الاحتلال التركي الذي عجز عن الوقوف أمام مقاومة الكريلا، قتل 12 جندياً وشرطياً وعناصر الاستخبارات التركية، بالإضافة إلى مواطن من جنوب كردستان، بواسطة الأسلحة الكيماوية المحرمة قبل أن يلوذ بالفرار.
في هذه الهجمات الاحتلالية، قُتل 37 جندي تركي، واستشهد 15 من مقاتلين قوات الكريلا.
أعلنت قوات الدفاع الشعبي (HPG) في 16 شباط 2021 خلال البيان الذي أصدرته للرأي العام العالمي، أنهم لا يستطيعون دخول المعسكر لأنه لا يزال هناك آثار ورائحة الأسلحة الكيماوية.
جيش الاحتلال التركي توجه صوب آفاشين وزاب ومتينا رداً على هزيمته في منطقة كارى
جيش الاحتلال التركي الذي فقد رشده جراء الضربات القوية وخسائره الفادحة، توجه هذه المرة، صوب مناطق الدفاع المشروع " زاب، متينا وآفاشين" وذلك رداً على هزيمته في كارى في 23 نيسان 2021.
وأصدرت القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي بياناً بهذا الشأن، وقالت إن " جيش الاحتلال التركي استخدم كل التقنية الحربية التي يملكها، وقصف مناطق الدفاع المشروع دون هوادة، لكنه لم يتمكن من تحقيق نتيجة، كما أحبط مقاتلو كريلا العصر مفعول الطائرات بدون طيار وغير المسلحة التي اعتمدت عليها دولة الاحتلال التركي كثيراً، خلال أسلوب حرب الكريلا العصرية، وهزم جيش الاحتلال التركي مرةً أخرى في ساحة المقاومة، وفي إطار مرحلة المقاومة هذه، وجهت قوات الكريلا ضربات قوية لعشرات مرات لجيش الاحتلال التركي كل يوم بنفس الطريقة في ساحة ورخليه، كري صور، زندورا، آرس فارس، ومام رشو وفي جميع ساحات المقاومة، وتم خوض معركة شرسة لا نهاية لها، وعلى أساس هذه المقاومة العظيمة التي لا يمكن وصفها بأي حصيلة والتي استمرت ستة أشهر في بعض الأماكن، وتم تنفيذها بإرادة كبيرة من قبل ممثلي إرث المقاومة لحزب العمال الكردستاني، انتصر مقاتلو قوات الدفاع الشعبي في هذه المعركة، وهزمت قوات فاشية تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية والتي لم تتمكن من تحقيق أهدافها، لذلك بدأ جيش الاحتلال التركي في استخدام الأسلحة الكيماوية التي هي جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي، وانتهاكًا لمعايير الحرب، حيث استشهد 40 مقاتلاً في صفوف قوات الكريلا الذين قاوموا بشجاعة وبسالة ضد الاحتلال التركي في سيان، زندورا، مام رشو، كري صور، ورخليه، نتيجة استخدام دولة الاحتلال التركي لهذه الأسلحة الكيماوية، ولكن شهداؤنا الأبرار هزموا العدو بمقاومتهم التي لا مثل لها وأخذوا مكانهم في التاريخ".
حملتي مقاومة خابور وصقور زاغروس الثوريتين
أطلق مقاتلو الحرية حملتي مقاومة وصقور زاغروس الثوريتين ضد حملة القتل والاحتلال التي أطلقها جيش الاحتلال التركي، حيث قطع مقاتلو الكريلا أنفاس العدو خلال هاتين الحملتين، كما أنهم وجهوا ضربات قوية للجنود الأتراك، حث تم شل جيش الاحتلال التركي خلال عمليات نوعية لقوات الكريلا خلال الحملتين، وقالوا إذا كان صحيحاً فأن قوات الكريلا تقرأ الفاتحة على روح الجيش التركي في مناطق زاب، متينا، وآفاشين.
دور الحزب الديمقراطي الكردستاني
لم يتوقف الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذا الوقت، وقام بدور المحاصرة ومنع تحركات قوات الكريلا، وبدأ بتحركاته في أجزاء كثيرة في منطقة متينا وعدة مناطق أخرى، وحاصر قوات الكريلا، كما قدم معلومات استخباراتية لدولة الاحتلال التركي، وبالتالي أصبح شريكاً في الهجوم.
استخدمت الأسلحة الكيماوية
تحدث قائد القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي مراد قره يلان لوكالة فرات للأنباء (ANF) في 27 تشرين الثاني 2021، وسلط الضوء على الأسلحة الكيماوية المحظورة دولياً التي استخدمتها دولة الاحتلال التركي ضد مقاتلي الكريلا في مرحلة مقاومة الكريلا، وقال:
"بحسب المعلومات التي تم تأكيدها حتى الآن، تستخدم دولة الاحتلال التركي خمسة أنواع من الأسلحة الكيماوية ضدنا وهي:
السلاح الكيماوي الأول، هي غاز ثاني أكسيد الكربون، أي أن الخلايا العصبية في الشخص لا تتحرك، مما يتسبب في بقاء الشخص غير نشط وبعد وقت قصير يفقد الشخص حياته، والمادة الرئيسية لهذا الغاز تسمى تابون، عند استخدام هذا السلاح، تنبعث منه رائحة الفاكهة بشكل أساسي، ولكن في بعض الأحيان لا تنبعث منه رائحة أبداً.
السلاح الكيماوي الثاني وهو الغاز الخانق الذي يخنق المرء، ويحتوي هذا السلاح على غاز الكلور، ويسمى هذا الغاز أيضاً غرين كروس (Green Cross)، تم صناعة هذه المادة لأول مرة من قبل الألمان خلال الحرب العالمية الأولى، ومنذ ذلك الحين يمتلك الأتراك هذا الغاز، لكن ربما تقوم دولة الاحتلال التركي بصناعة هذه المادة والسلاح بنفسها، لكن المصدر الرئيسي لهذا السلاح هو ألمانيا، وهذا السلاح يخنق المرء في الساحة عند استخدامه.
الغاز الآخر هو الغاز الحارق، فهذا الغاز يحرق الإنسان ويجففه، يسبب حريق في المكان الذي تم استخدامه فيه، واسمه الكيماوي هو أيضاً الكبريت الحارق (Sulfur Mustant)، وتم صنعه أيضاً من قبل الألمان، والاسم الآخر له (Yellow Corss) عند استخدامه في بعض الأحيان يعطي اللون الأخضر، لكن النيران تندلع بالمنطقة التي يستخدم فيها.
الغاز الآخر الذي يستخدمونه يسبب في الشلل وفقدان الوعي، يصاب الشخص بالشلل والشلل المؤقت، واستخدم هذا الغاز في العديد من الأماكن كما حدث في تل كارتال، ولا زال يتم استخدامه.
والغاز الخامس هو غاز الفلفل، الذي يستخدم في الاحتجاجات الشعبية، بالطبع عندما يتم استخدامه في مساحة ضيقة أو في نفق، سبل الحياة تنقطع، ويعني أن هذا الغاز قاتل أيضاً".
في النهاية لاذ جنود الاحتلال التركي بالفرار وتركوا جميع معداتهم خلفهم، ولم تتح لهم الفرصة لتفجيره، وأتضح أن قنبلة حرارية قد استخدمت أيضاً في منطقة ورخليه، ومن بين هذه الوثائق تم رؤية كلمة’ (قنابل فراغية) TERMOBARÎK ‘على الأسلحة، وهذه القنبلة الحرارية (الفراغ) فجأة تكتسب الضغط عند درجات حرارة عالية وتقسم الساحة إلى الأجزاء، ولهذا السبب تم حظر هذا السلاح في اتفاقية جنيف.
المحتلون أصابوا بالشلل ولاذوا بالفرار
نفذ جيش الاحتلال التركي 2025 غارة جوية و426 هجوماً بقذائف الهاون و367 هجوماً بالسلاح الكيماوي في عام 2021، كما نفذ المقاتلون في قوات الكريلا 742 عملية ناجحة، وقتل على إثرها 861 جندي تركي وجرح 126 جندي في هذه العمليات والمعارك.
كما استشهد 298 من مقاتلين في صفوف قوات الكريلا جراء هجمات دولة الاحتلال التركي.
لم ينسوا هزيمة 2021
تلقى الجيش التركي المحتل العام الماضي ضربات قوية من قوات الكريلا كما انها بدأت بحركة ابادة واحتلال مع اقتراب ذكرى الهجمات التركية في نيسان العام الفائت، قام الجيش التركي في 14 نيسان بمهاجمة شرسة ووحشية وفي 17 نيسان هاجمت من جديد عبر البر والجو وبمشاركة عشرات من الطائرات الحربية والمروحيات والطائرات المسيرة المسلحة وغير المسلحة وبمشاركة الاف الجنود عدة مناطق منها: شكفتا برينداران، كوري جهرو وجياي رش.
أعلنت منظومة المجتمع الكردستاني قبل البدء بهذا الهجوم بأنه في يوم 15 نيسان سوف يبدأ الجيش التركي المحتل بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بحملة في ساحات الكريلا وهذا ما أكد ته بيان منظومة المجتمع الكردستاني حول هذا الهجوم
الكريلا تضرب ضربات مميتة لجنود العدو
حشد مقاتلو الحرية أنفسهم بتقنية واساليب حديثة وانتشروا في كل مكان بجدارة ووجهوا ضربات قوية وشديدة للعدو وفي كل الاماكن التي يتواجدون فيها في المرحلة الاولى تم قتل 28 جندي تركي واصيب تسعة جنود آخرين واسقطت مروحيتان.
وبحسب مصادر عسكرية مقتل أكثر من 150 جندي تركي ومن ضمنهم رتب عالية وجرح العشرات من الجنود وتم إطلاق النار على مروحيتين في الجو واسقاط ثلاث طائرات مسيرة وضرب العديد من الطائرات المسيرة
تحدث أحد القياديين في مركز الدفاع الشعبي آمد ملاذ كرد للكريلا وأشار في حديثه الى استشهاد سبعة من مقاتلي الكريلا في هذه الهجمات حتى الآن.