فتح مقبرة جماعية أخرى في تل زيره

تم فتح مقبرة جماعية أخرى من بقايا الإبادة الجماعية التي ارتكبتها داعش عام 2014، فيما الإيزيديون قلقون حيال عدم معاقبة القتلة وإصدار قانون العفو.

أكدت العوائل التي فقدت أقاربها أثناء المجزرة أنه لولا لامبالاة وإهمال حكومة العراق لما كانت هناك مقابر جماعية والآن يريدون إطلاق سراح القتلة من خلال قرار العفو ، مؤكدين: "لن نسمح بتطبيق القرار يجب إعطائنا حقنا".

استشهد وتم أسر آلاف الإيزيديين خلال مجزرة 3 آب التي ارتكبتها مرتزقة داعش اثناء مداهمتها لمدن وقرى الإيزيديين وارتكاب المجازر بحقهم ونهب قراهم، وكانت بلدة تل زيره إحدى تلك الأماكن التي تم ارتكاب مجازر كبيرة فيها وتحوي مقابر جماعية.

بالأمس تم فتح مقبرة جماعية في تل زيره حسب التقاليد الدينية وبحضور رسمي.

كشف أحد أفراد العوائل لوكالتنا أنه تم العثور على ثمانية أشخاص من أقاربه كانوا قد فقدوا خلال المجزرة في المقبرة الجماعية، وقال: "لم يتم فتح مقابرنا إلى الآن نتيجة تجاهل وإهمال حكومة العراق، والآن يريدون إطلاق سراح كافة القتلة بناءً على القرار الجديد الذي أصدروه".

تحدثت سلطان محمد التي كانت شاهدة على المجزرة لنا: تم اغتيال العديد من العوائل الإيزيدية في "3" آب، وقد تم اغتيال أفراد من عائلتي ايضاً ووقع العديد منهم أسرى بيد مرتزقة داعش، يوجد ثمانية أفراد من عائلتي في المقبرة الجماعية التي فُتحت اليوم، فيما هناك 38 أسيراً بيد مرتزقة داعش، عندما قامت داعش بالهجوم، كنت أبلغ ال 15 عاماً، بعد احتجازنا فصلونا جميعنا عن بعضنا البعض. اخذوا الرجال إلى مكان المقبرة وقتلوهم جميعاً، وأخذوا نسائنا وعوائلنا معهم.

وواصلت سلطان حديثها منوهة إلى قرار العفو: "لم يتم فتح مقابرنا الجماعية بسبب إهمال وتجاهل حكومة العراق، لولا إهمال ولا مبالاة حكومة العراق لما قدمت قوات أخرى وفتحت المقابر، لذلك نستطيع القول إن ملفات المقابر الجماعية بالكامل بيد الدول الأخرى، أصدرت حكومة العراق قرار إطلاق سراح عدد من مرتزقة داعش  لديها، نرى ان يولى اهتمام واحترام  كبيرين في المجتمع الدولي بشكل خاص للإيزيديين، أقول لو انه كانت لدينا دولة لم أصابنا ما أصابنا. ولأن العراق دولة حزبية فلا تستطيع فعل أي شيء، القضية الإيزيدية قضية إنسانية قبل ان تكون قضية عدالة. ولكن للأسف لم يبقى ذلك ايضاً بيد الدولة العراقية، حيث لم يتم معاقبة من كانوا السبب بقتلنا، في كل مرة نفتح فيها مقابر جماعية نرى أن الحكومة العراقية قامت بخيانتنا".

" يطالبوننا بثمن التوابيت ايضاً "

وأكدت خفشة خضر ايضاً ان حكومة العراق لا تقوم بواجبها وأفادت: "كلنا جرحى؛ لذلك مرت تسعة أعوام ورفاتنا في هذه الساحات، لم يبقى منها شيء ولم نعد نعلم اين نذهب؟ كان يجب فتح جميع المقابر الجماعية، لنتمكن من زيارة موتانا، لا أحد يهتم، اعتقل وقُتل والدي هنا، وهناك العديد من الأشخاص لهم أقارب في هذه المقبرة، عندما يدعون العوائل اللذين فقدوا أقاربهم، يطالبونهم بثمن التابوت وكفن الموتى".

" يريدون إطلاق سراح قتلة الإيزيديين "

فيما عبّر المواطن حسن عبدو أيضاً عن رفضه لقرار حكومة العراق الجديد وقال: "فتح المقبرة مجزرة جديدة بالنسبة لنا، الكل هنا من أجل القيام بالواجب اتجاه مغدوري المجزرة، لا تقوم الحكومة العراقية بواجبها تجاه هذا المجتمع، تسعة أعوام كانت تستطيع فتح المقابر من الأيام الأولى لترتاح قلوبنا، لم تقم الدولة العراقية بمعاقبة هؤلاء الذين لهم صلة بالإبادة الإيزيدية إلى الآن، كان يجب محاكمة قتلة الإيزيديين ضمن المجتمع الإيزيدي، لا تقدم الحكومة العراقية أي احترام لشعبها، أصدرت الحكومة قرار العفو بحق المعتقلين، ونحن نقول هذا القرار ليس صحيحاً ولا يجب تطبيقه".