قيمت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، بسي هوزات، في الجزء الثاني من مقابلتها مع صحيفة Yenî Ozgur Polîtîka، الوضع في شنكال، ومحاولات اغلاق حزب الشعوب الديمقراطي ودعت شعب كردستان للنهوض بوجه هذه الهجمات.

يُنظر إلى تركيا على أنها تستفيد بشكل كبير من الحرب في أوكرانيا. في مثل هذه الحالة هل يمكن تنفيذ مثل هذه العملية بدون الولايات المتحدة؟

وقفت تركيا إلى جانب الناتو في الحرب الروسية الأوكرانية، وتراجع أردوغان عن قراره كي يبقى على رأس سلطته ومن أجل الحصول على دعم من الولايات المتحدة وأوروبا في سياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجها ضد الكرد ،ركز على تحسين وتطوير العلاقات مع إسرائيل ودول الخليج ومصر واليونان وأرمينيا؛ وبالطبع، ولا تدهورعلاقاته مع أوكرانيا، على وجه الخصوص، قدمت دعما كبيرا (الأسلحة) لأوكرانيا ومنها الطائرات المسيرة المسلحة وغير المسلحة، وكما هو معروف انها كانت تتعاون مع أوكرانيا قبل الحرب في صنع الطائرات المسيرة، حيث يوجه الدكتاتور أردوغان أحياناً رسائل بلغة لينة لتحقيق توازن مع روسيا، لكنه يتصرف بشكل أساسي على أساس مصالح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي؛ والتحرك الأخير مع حلف الناتو استدعى الى إغلاق المجال الجوي في وجه الطائرات الروسية، حيث أراد الحصول على مزيد من الدعم من الولايات المتحدة وحلف الناتو في سياسته الخاصة التي ينتهجها في إبادة الكرد، وجد أردوغان أن روسيا ستتحرك بحساسية حيال الانتهاكات والهجمات التي تمارسها تركيا، وذلك للحفاظ على علاقاتها معها، محاولاً الاستفادة من روسيا أيضاً، واستفاد من الموقف الأمريكي والروسي الذي يولي أهمية لموقف تركيا مستغلاً الوضع الجيوسياسي والجيواستراتيجي لتركيا وصعد من هجماته وسياساته لإبادة الكرد.

من الواضح أن استخدام الظروف والأوضاع السياسية أدى إلى بدء الهجمات الاحتلالية على منطقة زاب، ويبدو أن الولايات المتحدة وأوروبا لم تتخذا بعد موقفاً ضدهذه الهجمات، الذين اتهموا روسيا بالاحتلال والثورة لا يقولون كلمة واحدة ضد الاحتلال وهجمات الإبادة الجماعية للدولة التركية، والذين يدينون الاحتلال الروسي هم صم وعمي وبكم في وجه عمليات الإبادة والاحتلال التركي، نحن ننقد ونرفض هذه السياسة القذرة والمنافقة للولايات المتحدة وأوروبا، لأنه وبهذا الموقف تشترك الولايات المتحدة وأوروبا في سياسة الإبادة الجماعية الموجهة بحق الكرد، حيث يرتكبون جرائم ضد الإنسانية؛ يستخدم جيش الاحتلال التركي أسلحة كيماوية في كردستان، والجميع يدرك ان استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة حرب، بايدن، الذي يقول إنه يجب محاكمة بوتين في لاهاي، لا يتحدث علانية ضد استخدام تركيا للأسلحة الكيماوية ضد الكرد، لماذا تسكتون على استخدام الدولة التركية للأسلحة الكيماوية؟ لماذا تسمح للديكتاتور الفاشي أردوغان؟ أولئك الذين يشاركون في سياسات الابادة سيُلعنون أمام ضمير وتاريخ البشرية.

كيف تم تنفيذ الهجمات الاحتلالية ضد مناطق روج افا بإذن من الولايات المتحدة، فإن الهجمات الاحتلالية على جنوب كردستان تتم ايضاً بإذن من الولايات المتحدة وبهذا تضع هدفين في نصب عينيها، الهدف الاول؛ تأمين مصالحها في المنطقة، وتعزيز قوتها من خلال تركيا كونها دولة من دول الناتو وبالتالي متابعة سياستها بسهولة تجاه إيران والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، اما الهدف الثاني والرئيسي هو تحييد دور حركة حرية كردستان؛ الولايات المتحدة الامريكية تريد استمرار المؤامرة الدولية، وانهاء قيادة حركة الحرية، ووضع القيم التي أوجدها النضال في خدمتها، حيث تقول  "لا للقائد عبد الله اوجلان وحزب العمال الكردستاني، ونعم للنضال والقيم التي خلقها هذا القائد وهذا الحزب بما يخدم مصالحها"، والصمت في وجه هجمات الإبادة الجماعية التي تنفذها الدولة التركية هو نتيجة لدعمها، يمكن للولايات المتحدة أن تسيطر على المجال الجوي العراقي في وجه تركيا إذا رغبت في ذلك، حيث يتم استخدام الأجواء العراقية بمبادرة منها، الحكومة العراقية لا تعمل بشكل مختلف عن الولايات المتحدة، لكن الولايات المتحدة تبقي المجال الجوي العراقي مفتوحا أمام الطائرات الحربية التركية.

تقوم الحكومة العراقية ببناء جدارعلى الحدود الواصلة بينها وبين مناطق روج افا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ونشرت مؤخراً قوة من الأسلحة الثقيلة في شنكال، بالإضافة إلى بناء جدار هناك، وبهذا تحاول نزع سلاح وحدات حماية شنكال ووحدات المرأة في شنكال. كيف تقيمون هذا الوضع؟

الشعب العراقي ليس لديه مشكلة مع الايزيديين وشنكال، الذي لديه مشكلة معها هو حكومة الكاظمي، حيث تظهر موقف هجومي بسبب علاقاتها مع تركيا والولايات المتحدة والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK))، ويمكن للمرء أن يقول إنها تشن هجوماً ضد شنكال باسم تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني، فالكاظمي يفي بالوعود التي قطعها لهما، فهو لا يستطيع بناء جدار على حدود شنكال وروج افا إذا لم تكن ترغب تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني بذلك، ولم يكن بإمكانه احاطة المنطقة بالأسلاك الشائكة، وبالطبع الهدف من ذلك هو قطع الصلة بين شنكال ومناطق روج آفا، وتطويقهما؛ تم تنفيذ مشروع تطويق سنجار بناءً على طلب تركيا والحزب الديمقراطي، ويقال أيضاً إن الكتل الاسمنتية والمواد الضرورية للجدار قد تم توفيرها من قبل تركيا وبدعم من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا الجدار يعد استمرار للجدار الذي أقامته تركيا على الحدود الواصلة بين مناطق روج افا؛ جاء هجوم قوات الكاظمي على شنكال في وقت تشن فيه الدولة التركية هجمات احتلالية ضد زاب، وهو ما يثير أيضاً شكوكاً بأنها تتصرف على أساس مؤامرة مع تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني، وبهذه الطريقة يبررالكاظمي هجمات الدولة التركية على الجنوب، كما يحاول كسر إرادتهم من خلال الضغط على إدارة شنكال، وإجبار الشعب فيها وقواتها الأمنية وقوات وحدات مقاومة شنكال على الاستسلام.

تريد كل من تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني إثارة العداء بين الشعب العراقي والايزيديين، هذه السياسة لا تفيد العراق ولا الكاظمي، العداء للايزيديين لا يفيد العراق لكنه يلحق ضرراً كبيرا بالعراق، يعد الشعب الايزيدي  من أكثر الشعوب اضطهاداً في التاريخ، وقد تم ارتكاب  74 مجزرة بحقهم حتى الآن، والمجزرة الأخيرة تمت بسبب تخلي الجيش العراقي وقوات البيشمركة في شنكال عنهم وتركهم يواجهون عصابات تنظيم داعش الإرهابي؛ الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني مذنبان أمام الايزيديين، وعليهما نقد نفسيهما، كما يجب عليهما  أولاً تقديم تقرير عن المجزرة الأخيرة التي ارتكبت بحق الايزيديين، ويجب مراعاة مطالبهم في إطار الدستور العراقي والمؤسسات الديمقراطية، فالنقد الذاتي الحقيقي للحكومة العراقية ان تعترف بالإدارة الذاتية لشنكال.

لماذا تعتبر الحكومة العراقية بأن الإدارة الذاتية في شنكال ومجلس الشعب التابع لها، وقوات الأسايش مضراً بمصالح العراق؟ فيما يمكن تطوير العراق وتعزيز مكانته وتقوية الديمقراطية والوحدة فيه، من خلال وجود هذه الإدارة؛ يتماشى الاعتراف بالإدارة الحالية في شنكال مع الدستور العراقي، حيث يمنح هذا الدستور الأقليات والعقائد القديمة والجماعات العرقية الحق في تقرير المصير، وهو يعترف به، إذا امتثلت الدولة العراقية وحكومة الكاظمي لأحكام الدستور العراقي، والاعتراف بالإدارة الذاتية في شنكال، سيصبح له مكانة ويحظى بقدر أكبر من الاحترام والتمكين بين الايزيديين.

لقد تصدى المجتمع الايزيدي في شنكال للهجمات بموقف ووقفة قوية، وتحول الى حلقة حول قواته العسكرية لحماية حريته ووجوده، هذا يدعو للاحترام، وهو موقف مشرف، كما أخذت النساء في شنكال زمام المبادرة واظهرن موقف ذو معنى عميق، طالما أن المرأة الايزيدية لديها هذا المطلب بالحرية والكرامة، فإنها ستحقق حقوقها وحرياتها، وسيحافظن على الادارة الذاتية ووجودها، كما سيتم افشال مخططات الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يسعى إلى اخلاء شنكال من سكانها مستخدماً الحرب الخاصة، كما يتبنى سياسة بشأن المخيمات.

اتخذ الحزب الديمقراطي الكردستاني الازمة التي شهدتها شنكال مؤخراً كذريعة له وصعد من الحرب النفسية الخاصة، كي تدفع شعب شنكال للهجرة من موطنهم، يتبع الحزب الديمقراطي الكردستاني هذه السياسة في مخيمات الايزيديين منذ سنوات، حيث يحتجزهم داخل المخيمات كرهائن، ويستخدمهم لتلقي المساعدات من المنظمات الدولية من جهة، ومن جهة أخرى كمخزون للأصوات في الانتخابات، وسلاح ضد الإدارة الذاتية في شنكال، كما ينظم من الشبيبة الايزيدية قوة مسلحة؛ ويتبع حزب العدالة والتنمية نفس السياسة في تركيا منذ سنوات، حيث استقطب اللاجئين السوريين للمجيء الى تركيا بسبب الحرب التي نشبت في بلدهم، وانتهج هذه السياسة بحق هؤلاء اللاجئين، ويستخدمهم كورقة رابحة ضد  الدول الأوروبية، كلا الحزبين يتعاملان مع الدول الأوروبية بهذا المنطلق ويحصلان على الأموال؛ حيث نظمت الآلاف من العصابات في هذه المخيمات ووجهتهم لمحاربة الشعب الكردي،  تم تعلم هذه السياسة من حزب العدالة والتنمية لأن الحزب الديمقراطي الكردستاني يتعاون مع حزب العدالة والتنمية، ويستخدم مخيمات الايزيديين  كأداة سياسية ضد العراق والعالم لسنوات.

استخدم الحزب الديمقراطي مؤخراً الهوية الايزيدية لفيان دخيل وبالتالي جعلها جزءاً من حربه الخاصة، يجب على فيان دخيل الا تسمح باستغلالها هكذا، والا تهين المجتمع وقيمه كي تكسب مكانة ضمن الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، أحد أسوأ أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني، نسي الخيانة وهاجم الايزيديين، يجب على المرء أن يؤمن بوجدان وعدالة التاريخ؛ بالتأكيد سيحاسب هوشيار زيباري وآخرون في يوم من الأيام على ما اقترفت أيديهم بحق الايزيديين والشعب الكردي.

خطط حزب العدالة والتنمية لإجراء انتخابات إذا حقق نجاحا في عملياته العسكرية ضد زاب، الآن بدأ احتلال جديد وحرب وإجراء انتخابات مبكرة هو أيضا على جدول الأعمال. هل تعتقدون أن مثل هذه الانتخابات يمكن أن تتم؟

دخلت تركيا بالفعل في العملية الانتخابية، لكن لم يتم عمل كل شيء من أجل الانتخابات فقط، فأن الانتخابات جزء من خطة شاملة، حيث تضم الخطة الشاملة الإبادة الجماعية للشعب الكردي، وإدامة فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وتنفيذ هجماتها ضمن إطار دستوري،  لهذا السبب يتم تقييم انتخابات 2023 بشكل استراتيجي، حتى لو كانت بشكل مبكر أو في موعدها، ووفقاً لنتائج الحكومة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في الحرب، ستجرى هذه الانتخابات خلال بضعة أشهر عاجلاً أم آجلاً، ومن الواضح أنهم يفكرون بإجراء الانتخابات بمجرد اعتقادهم أنهم حققوا النتيجة التي يسعون إليها في الهجمات.

كما أن عام 2023 له معنى تاريخي بالنسبة لحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، والذي يصادف الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان، وهذا هو التاريخ الذي تم فيه تقسيم كردستان، وتم قبول سياسة الإنكار والإبادة على الشعب الكردي، كما يصادف الذكرى المئوية  لتأسيس الدولة القومية التركية الفاشية، ويسعون إلى استكمال الإبادة الجماعية للشعب الكردي من خلال تصفية حركة الحرية، وإنها تريد الفوز في الانتخابات من خلال تحقيق هذا الهدف والحفاظ على نظام الدولة القومية التركية الدكتاتورية القاتلة بدستور دكتاتوري فاشي جديد، لذلك فإن طبيعة  وأهداف الانتخابات التي سيتم إجراؤها تختلف اختلافاً كبيراً عن الانتخابات السابقة، إذ أن هجوم الذي شنه جيش الاحتلال جواً على زاب في 14 نيسان والهجوم الجوي والبري في 17 نيسان كان جزء أساسي من الخطة الشاملة، وكان الهدف من هذا الهجوم تصفية حركة الحرية بشكل كامل واحتلال جنوب كردستان وروج آفا والسيطرة عليها.

على الرغم من هجمات الاحتلال التي يتم تنفيذها تحت قيادة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في تركيا، هناك خطط مخفية لمستقبل خالٍ من الشعب الكردي من جميع قطاعات الحكومة، بما في ذلك المعارضة، وفي هذه المرحلة من السياسة التركية، كما ان حظر حزب الشعوب الديمقراطي مدرج أيضاً على جدول الأعمال، ما ماهية السياسة التي يتم انتهاجها في هذه المرحلة؟

أن سياسة الإبادة التي تمارس ضد الشعب الكردي هي سياسة دولة، مع ظهورحزب العدالة والتنمية، أخذت الدولة هذه السياسة إلى مستوى أكثرتقدماً بكثيرمع توحيد العقلية التركية والإسلامية، كما طورالدين والقومية العنصرية تحالفاً لتنفيذ الإبادة الجماعية ضد الكرد وتقاسم السلطة، بهذا المعنى، فإن هذا التحالف القائم على القومية الدينية العنصرية، هوأخطر حكومة في تاريخ الجمهورية التركية، حيث تهدف الفاشية إلى القضاء على جميع الديناميكيات الثورية والديمقراطية في تركيا من خلال استكمال الإبادة الجماعية على الشعب الكردي.

كما تعد قضية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي بالكامل جزءاً من محاولة لتنفيذ خطة إبادة جماعية ضد الشعب الكردي وبناء دكتاتورية فاشية، ومن المتوقع إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي نظراً لأن خطة الإبادة الجماعية ضد الكرد  لازالت سارية بجميع أبعادها، بصرف النظرعن المعارضة الديمقراطية، فإن صمت حزب الشعب الجمهوري، حزب الخير، حزب الديمقراطية والتقدم وحزب المستقبل، وجميع الأحزاب الأخرى الموالية للدولة ضد الهجمات السياسية والعسكرية يرجع إلى دعمهم لهذه السياسة، كما تريد هذه الأحزاب الموالية للدولة أيضاً تصفية حركة الحرية وإنجاح خطة الإبادة الجماعية على الكرد، لو كان هناك موقف معاكس لكانت هناك سياسات جادة وملموسة لحل القضية الكردية، ومن ثم عارضوا بشدة إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي وتضامنوا معه، وسيتخذون موقفاً صريحاً ضد حملات الإبادة السياسية ويخوضون النضال ضدها، ولن يدافعوا عن عزلة إمرالي، ولن يدعموا هجمات العدو

فمن الواضح كيف ينتهج النظام الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية سياسته الاحتلالية من خلال إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، كما إنها تريد القضاء على جميع الديناميكيات الديمقراطية وإقامة دكتاتورية دستورية فاشية من خلال إزالة حزب الشعوب الديمقراطي الذي يشكل عقبة أمامه، فإذا تم تحييد القوة الرئيسية للمعارضة الديمقراطية والتي تعني بحزب الشعوب الديمقراطي فسيتم تمهيد الطريق بالكامل أمام الديكتاتورية الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ومن أجل منع ذلك، على المعارضة الديمقراطية أن توحد قواها وتصعد وتيرة نضالها، لذا يجب على كل مؤسسة ومنظمة و أي شخص يعرّف عن نفسه بأنه يساري، اشتراكي، ثوري وديمقراطي أن يدافع عن حزب الشعوب الديمقراطي ويشارك في الجبهة الأمامية للنضال الديمقراطي مع حزب الشعوب الديمقراطي، فهذه ضرورة حيوية لمستقبل تركيا الديمقراطي، وبهذا المعنى، يجب على حزب اليسار وحركة المقاومة الشيوعية الثورية التركية إعادة تقييم موقفهما والمشاركة في التحالف الديمقراطي، ولا يكشف الوقفة المتشتتة للقوى الديمقراطية عن وجود تضامن قوي، لذا تستفيد حكومة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية من هذه الوقفة المشتتة للقوى الديمقراطية.

كما دعم حزب الشعب الجمهوري حكومة حزب العدالة والتنمية كالمعتاد، حيث يتجه حزب الشعب الجمهوري تدريجياً نحو خط  حزب الخير، مثلما أصبح حزب العدالة والتنمية بالكامل مع حزب الحركة القومية، يتجه حزب الشعب الجمهوري تدريجياً نحو خط الحزب الخير، حيث يتكون التحالف الوطني من عقلية وسياسة حزب الخير، هذا التحالف يناضل ضد التحالف الجمهوري بعقلية وسياسة وأسلوب وطريقة التحالف الجمهوري، وهذان التحالفان ليس لديهما ما يقدمانه لشعب تركيا سوى الأذى والشر، و إن مكان تحالف الشعب، الذي يخشى احتضان حزب الشعوب الديمقراطي ولا يجده لمصلحته الخاصة، ليس إلى جانب الشعب، بل إلى جانب الحكومة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، فالحل هو التحالف من أجل الديمقراطية، والقوة التي ستعمل على إضفاء الطابع الديمقراطي على تركيا وتقودها إلى مستقبل حر ومتساوي وعادل وهي التحالف الديمقراطي بقيادة حزب الشعوب الديمقراطي، ومع تعزيز قوة التحالف الديمقراطي، فسوف تنهار الفاشية، ولن ينقذ حظرحزب الشعوب الديمقراطي ولا الهجوم الاحتلالي على زاب هذه الحكومة الفاشية.

الازمة الاقتصادية والانتخابات هي في جدول الاعمال الرئيسية لتركيا كيف تستطيعون تقييم الازمة السياسية والاقتصادية وايضا وقوف الشعب التركي في الحرب من اجل مصالح الدولة ووقفتها السياسية؟ 

يقع قسم كبيرمن المجتمع التركي تحت تأثير السياسة والدعاية للعنصرية القومية لقد تسمم هذا القسم الاجتماعي من الخطاب العنصري وفقد صحته النفسية والعقلية كما تجعل من السياسة ضد الكرد وهجمات الابادة شيء ممتعا لهذا القسم كما ينظر للعداوة ضد الشعب الكردي وجميع انواع الانتهاكات الخطيرة مثل حركة معنوية وحقوقية ويجب القيام بها هناك بناء اجتماعي مبني على ايديولوجية الدولة والابادة الدكتاتورية وتمتلكها الحكومة الفاشية والمعارضة الداخلية دائما وفي الحقيقة فان الحجج التي تخلق القومية في المجتمع التركي هي العداء ضد الكرد والعداء ضد الارمن واليونان والعلويين وبهذه الحجج الايديولوجية للإبادة دائما فأنها تحتفظ دائما بقسم من المجتمع على قيد الحياة وتصنع منها قوة اساسية داعمة لها من اجل استمرارية الدولة والسلطات الفاشية ان هذا القسم الذي اصبح فاشيا واضاع خصوصيته الطبيعية لا يشعر بالحرب في كردستان والنهب والدمار والالام الكبيرة التي لحقت بهم ازاء هذه الحرب وانما يصفقون للسلطة التي ارتكبتها، كما ان الذين يحاربون الشعب الكردي اما يبقونهم في السلطة او يكرمونهم بتقريبهم للسلطة.

 يريد قسم كبير من المجتمع التركي الديمقراطية والحرية والعدالة بدون شك، لكنهم في الوقت الذي يريدون فيه ان يناضلوا نضالاً قوياً، يواجهون قضايا القيادة لهذا النضال ويلتزمون الصمت تحت تأثير الضغط كما ان المجتمع يناضل بالرغم من الفقر والجوع ولا يدرك ان الازمة الاقتصادية والسياسات الحربية هي نتيجة غياب الديمقراطية والحرية والعدالة وان المعارضة الديمقراطية لاتستطيع ان توصل الفكرة الى المجتمع وهذا ما يؤدي الى عدم توفر نضال قوي ضد سياسات الحرب. 

يتم إهدار جميع الإمكانيات في تركيا لمحاربة الكرد، حيث تعد هذه الحرب السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية، مليارات وتريليونات الدولارات تذهب لميزانية الحرب، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب التركي من الجوع والفقر، تحاول السلطات التي تشن الحرب إطالة مدة حكمهم من خلال زيادة الضغط والقمع، الحكم الفاشي يأخذ السلطة من الحرب والدمار والمجتمع الفقير والعاجز، تحت تأثير الحرب الخاصة في تركيا، تم إنشاء جماهير قاسية على شكل خراف عمياء غير مبالية بمصيرها؛ تندرج اسمه تحت قائمة المجتمعات، لكنها كتلة مزدحمة ابعدت تماماً من خصائصها الاجتماعية، هذه الجماهير، التي ترى كل أنواع الإذلال والقمع والجوع والفقر في العالم قدراً ومحناً، تحولت عبوديتها إلى مصدر قوة للنظام الفاشي، مجتمع وصل إلى مثل هذا الوضع، من المستحيل أن يشعر بالحرب التي تشن ضد المجتمع الكردي بهدف ابادته ويقاومها.                                                                                                                              

وهناك أيضاً دمار بيئي رهيب في كردستان وتركيا، حيث يتم تنفيذ سياسة الإبادة بحق البيئة في كردستان في إطار الهجمات التي تشن في جنوب كردستان، والمجتمع التركي يقف موقف المتفرج فقط. على الرغم من أنه ليس بنفس المستوى، فقد وصل التدمير البيئي إلى المستوى الأكثر خطورة في تركيا. لقد اخضع النظام الفاشي كل الجغرافيا للدمار، حيث جفت الأنهار بسبب بناء السدود ومحطات توليد الطاقة الكهرومائية، كما تم تدمير الغابات بذريعة الكشف عن المعادن، وهذه حرب كبيرة ضد المجتمع والطبيعة، لكن التوعية والنضال الاجتماعي ضد هذا الدمار ضعيفان، والحرب الخاصة قد سممت عقل المجتمع  

هناك بالتأكيد واقع اجتماعي مهم يقع خارج تأثير الحرب الخاصة للدولة والحكم الفاشي، كما يجري قدر كبير من النضال الاجتماعي. إذا تم تقويض الحرب النفسية المحددة التي يتم شنها ضد المجتمع التركي وجعلها غير فعالة وخلق قيادة قوية للمجتمع، ستظهر قوة مقاومة اجتماعية هائلة؛ في هذا الصدد، من المهم والضروري في هذه المرحلة للمعارضة الديمقراطية التواصل مع المجتمع بأسره، وأن تنظم المجتمع من خلال الأنشطة المحلية وأن ترفع مستوى النضال ضد الفاشية؛ إن إمكانات الديمقراطية في المجتمع التركي قوية، الا ان المشكلة تكمن في تنظيم هذه الإمكانات وترجمتها إلى عمل، وإذا حدث هذا، فسيتم الإطاحة بالحكم الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وسيتم فتح الطريق إلى الديمقراطية، وخاصة الحرية الجسدية للقائد اوجلان وحل القضية الكردية، كما سيتم حل قضايا الحرية والديمقراطية والعدالة والاقتصاد في تركيا.

أصدرت حركة الحرية الكردية بياناً بشأن الحرب الاخيرة وكما ان مقاتلي الكريلا يردون ردا عمليا على الحرب في جبهة القتال على هذ الهجمات لكن ما الذي يمكن ان يفعله الشعب والشبيبة الكردية وخاصة الذين يعيشون في أوروبا ماذا تقولون لهم في هذه المرحلة؟

هناك مرحلة حرب مصيرية بين الدولة التركية الفاشية القامعة والشعب الكردي هذه الحرب هي حرب تشكيل مستقبل جديد للشعب الكردي كما لها نفس الدور من اجل الدولة التركية فاذا انتصر الشعب الكردي في هذه الحرب فسوف ينهار النظام القومي للدولة التركية الفاشية.

يظهر قوات الكريلا مقاومة وبطولة لا مثيل لها ضد الاحتلال التركي وكما تلقى الجيش التركي ضربات قوية من مقاتلي الحرية الذين يحاربون بروح الفدائية الآبوجية وقد  قدمنا الكثير من رفاقنا شهداء في مقاومة زاب وافاشين وكما انني استذكر جميع شهداء الحرية باحترام وحب وامتنان في شخص هؤلاء الرفاق  واحيي واقدس جميع الرفاق الذين يقاتلون في جبهات القتال ويقاومون بإرادة انسانية عظيمة بكل حب واحترام كما أن مشاركة  مقاتلات وحدات المرأة الحرة في مقاومة زاب وافاشين في عام 2022 وفي مقاومة حفتانين ,متينا ,زاب وافاشين عام 2020 – 2021 بشكل فعال واظهروا موقفا رياديا ناجحا كما ان لهم بصمة  في كل عملية ناجحة كما انها تعزز القدرة والانضباط والاداء العسكري للمرأة المقاتلة والى اي مدى سوف تصل لمرحلة من مراحل الانتصار ونحن فخورين بهذه المرحلة المتقدمة كما انني احيي واقدس جميع القياديين ومقاتلات وحدات المرأة الحرة من كل قلبي وسوف نهزم وننتصر على عدو الشعوب وعدو المرأة وسوف نحرر كردستان وننشر النظام الديمقراطي في تركيا والشرق الاوسط بقيادة المرأة الحرة.

كما ان شعبنا واصدقائه في كل مكان يواجهون مقاومة كبيرة ضد هجمات الابادة الجماعية التي تشنها الدولة التركية وشريكه الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولكن المرأة تلعب دوراً قيادياً ضمن هذه المقاومة، كما حدثت مرحلة مهمة من الفعاليات والنشاطات منذ بداية احتلال زاب، والحقيقة ان العدو يخوض حرباً شاملة ويستغل كل فرص الدولة في هذه الحرب ويهدف لتحقيق نتائج مضمونة، لهذا يجب ان تكون هناك مقاومة شاملة ضد هكذا عدو وغير ذلك لن نتمكن من تحقيق الانتصار والنجاح.

يعطي شعبنا الكردي في اوروبا  قوة كبيرة للمقاومة لهذا انا احيي واقدس من كل قلبي مقاومة شعبنا لكن المقاومة و الوقفة النضالية لشعبنا الذي يعيش في اوروبا كانت قوية جدا كما انهم يستطيعون ان يستخدموا هذه بشكل اكثر فعالية ونجاحا ويتجلى ذلك في الظاهرة  التي حدثت في انكلترا عندما قامت ام من جنوب كردستان برفع حذاء الكريلا اثناء زيارة مسرور برزاني حيث اصبحت حقيقة مختصرة لتاريخ المقاومة، وخيانة كردستان في لحظة حيث لم تكن لحظة عابرة إنما كانت درسا مليئا بالعبر والفائدة ولم تكن مجرد لحظة ومضت بل كان موقفا لا نهاية له واصبح بداية للتاريخ والمستقبل القادم وبطريقة اخرى كانت فعالية مبدعة ومؤثرة بدون شك لكن هناك فرص اكثر لإقامة نشاطات اكثر فعالية حيث يلعب الشبيبة والنساء دورا فعالا ومهما للغاية في هذه النشاطات ويجب ان يستمروا في لعب دورهم بشكل افضل.

تلعب اوروبا دورا مهما في مساندة تركيا عسكريا من خلال نفاقها وصمتها حيال  هجمات الاحتلال التركي ولكن قد يجبر نضال شعبنا واصدقائنا في اوروبا الدول الاوروبية على إعادة النظر في دعمها للدولة التركية كما يستطيع شعبنا ان يرفع من مقاومة وتصعيد جبهة النضال بدعم من المجتمع الاوروبي وتوحيد صفه كما ان مشاركة الالاف وعشرات الالاف من الاووبيين في التظاهرات له تأثير سياسي كبير وهذ الشيء سوف يؤثر على السياسات الحكومية مثلما كنا نقول دائما ان شعبنا في اوروبا وهو صاحب الحقيقة المؤكدة يحمي الكرد بكل قوة في الساحة الدولية كما ان زيادة اصدقائنا وتطوير الاتفاقيات الاستراتيجية وتأسيس جبهة النضال المشتركة سوف تعطي دافع وقوة كبيرة لنضال الحرية وديمقراطية شعبنا .

يتمتع شعبنا في اوروبا بالوعي والارادة والكفاءة والطاقة حيث يعمل للحصول على النجاح والانتصار دائما كما ان الخصائص الاجتماعية الكردية ومقاييسها الاخلاقية والسياسية القوية لها تأثير عميق على المجتمع الاوربي حيث تجمعهم مع الشعب الكردي وتقودهم الى ساحات النضال لقد رسخ شعبنا من خلال نضالهم الوجود المشرف لخلق القيم الاجتماعية في التاريخ ويظهر احتضان نضال الانسانية في الكون وتحويله الى الساحات كي تظهر بقوة أكثر.