أصبحت تلة جودي بمثابة جحيم للاحتلال التركي

سيذوق عدو الشعب الكردي مرارة الهزيمة في ساحة تلة جودي وفي كل شبر من تراب كردستان، كما أن جيش الاحتلال التركي كان قد ذاق مرارة الهزيمة سابقاً في هذه الساحة على يد مقاتلي ومقاتلات كريلا حرية كردستان.

إن فاشية وشوفينية الدولة الاستعمارية التركية في الوقت الراهن هي في ذروتها، حيث أصبح مقاتلو ومقاتلات كريلا حرية كردستان بالنسبة لهم كـ كابوس ثقيل يقطع أنفاسهم، لذلك، يرون نهايتهم في وجود الكرد وتألق أفكار القائد أوجلان، ولهذا السبب، يشنّون الهجمات اللاأخلاقية بكل الأشكال على ثمرة تُسمى الكرد وكردستان.       

كما أن الغضب والحقد الكامن في قلب أردوغان أسدل السواد في عينيه ومزّق ستار العار عن وجهه، حيث شن أذيال الإمبراطورية العثمانية في العام 2022 الهجوم على منطقة المقاومة للشهيد دليل زاغروس في غربي زاب بالكثير من الأحلام المثالية، في حين، وجّه مقاتلو ومقاتلات كريلا كردستان ضربات قاسية لجيش الاحتلال التركي، وتصدى تلامذة القائد أوجلان بكل الأشكال لهجمات الجيش التركية بإرادة فولاذية وبناءً على أسلوب حرب العصر الجديد، وجعلوا من التقنيات الحديثة للجيش التركي تذهب أدراج الرياح من خلال التكتيكات الإبداعية.              

وأقدمت الدولة الفاشية على ارتكاب أقذر الممارسات لإخفاء هزيمتها وقتلاها، ولا أعتقد أنه حتى في الأفلام، يمكن للمخرج أن يترفع عن وجدانه في مقطع من الفيلم ويقوم بإضرام النار في جثث ميتة بلا أرواح، ولم يترك الاحتلال التركي أي قيم وأخلاق إنسانية إلا وقد تخلى عنها، لإظهار صموده والمضي في استدامة حكمه، حيث أقدم المحتلون في تلك الساحة على إضرام النيران في جثث جنودهم بطريقة وحشية، وألقوا بهم من على المنحدرات الصخرية إلى الوديان السحيقة، وقصفوهم بالطائرات، حيث أن الجنود الذين قاموا بجلبهم إلى تلك الساحة، كانوا من قواتهم الخاصة.            

وعلى الرغم من هذه الممارسات، لم يتمكن الاحتلال من التستر على هزيمته أمام نضال الكريلا، مما اضطره هذه المرة على البدء في استخدام المتفجرات المحظورة والأسلحة الكيماوية بدافع الغضب من مرارة الهزيمة، حيث قام الجيش التركي بشن الهجمات على جبهات الحرب الأمامية لمقاتلي ومقاتلات الكريلا لمئات المرات بهذه الأسلحة التي من المفترض أنها محظورة دولياً.     

واصطدم عدو الكرد بأحلامه الاحتلالية بجدران قلعة إرادة الكريلا وانشطر إلى آلاف الأجزاء، واضطر تحت وطأة الضربات الأليمة التي تلقاها من مقاتلي ومقاتلات كريلا كردستان، إلى ترك عشرات الجثث من لجنوده في العراء والفرار إلى تركيا عبر مروحيات السكورسكي.     

وبعد اندحاره في العام الماضي، يسعى جيش الاحتلال التركي مرة أخرى بوجه لا يخلو من العار والخزي، منذ ليلة 20 تموز الفائت شن الهجمات على نفس المكان، وباعتبار أن الدولة التركية تستمر في تجاهل هذه الحقائق ولا تريد تصديقها، تواصل خداع نفسها على الدوام، وتظن بأنها من خلال شن الهجمات الجديدة ستحقق هدفها المتمثل في إنهاء الحركة الآبوجية.

وكما أسلفتُ آنفاً في الأعلى، لقد أعمى الحقد والعنصرية الموجودة في قلب أردوغان بصريته، ولا يرى ويفهم بأن بنية الحركة التحررية الكردستانية قد تم وضعها من خلال أفكار القائد أوجلان، وبالوعود العظيمة للشهداء والقسم بالحياة الحرة، في بلد حر، ولا يفهمون بأن إراقة كل قطرة من دماء شهيد\ة في سبيل هذه القضية تقوي من بنيتها.         

فمنذ 20 تموز الفائت، عاد مقاتلو ومقاتلات كريلا كردستان إلى دفع دولة الاحتلال التركي لفهم هذا الأمر مرة أخرى من خلال نشاطهم وإرادتهم في ساحة المقاومة بتلة جودي، لكنها أضاعت البوصلة بالدافع والطائرات الجديدة لأردوغان التي حصل عليها من الاجتماع الأخير للناتو، ودون أن تأخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار، خدعت مئات الجنود ودفعتهم مرة أخرى نحو هذه الساحة من خلال أكاذيب مضللة وغوغائية زائفة وفارغة.

ولكي تحقق دولة الاحتلال التركية النصر في حربها غير العادلة ضد مقاتلي ومقاتلات كريلا الحرية، تلجأ إلى كل أعمال القتل والنهب، حيث تقوم بإضرام الحرائق في آلاف الدونمات من الغابات الحراجية لكردستان، فاليوم، تنتقم الطبيعة جنباً إلى جنب مع الكريلا من هؤلاء المحتلين وتهاجمهم بحرارة مثل نار الجحيم، فالجنود الذين ينفدون من رصاص الكريلا، ستكون نهايتهم مثل نهاية أردم كافلاك بسبب الحرارة الشديدة ونقص المياه.

وبدروها، تأخذ وحدات المرأة الحرة-ستار بثأرها من ذهنية التمييز الجنسي الممتدة على مدى 5 آلاف عام في شخص احتلال الدولة التركية، وتؤدي وحدات المرأة الحرة-ستار، بدورها المنوط عليها في هذه الملحمة بروح ملئها الوطنية بطريقة فعالة، انطلاقاً من أساس معايير أيديولوجية تحرر المرأة.

وعلى ما يبدو أنه ليس هناك حول أردوغان عقل قادر على إجراء الحسابات الرياضية بشكل جيد، فهذه المرة الكم التي لا يتوافق فيها حسابهم مع حساب السوق، حيث يتوجهون إلى ساحات الكريلا بأحلام مليئة بالنزعة العنصرية والاحتلالية، لكنهم دائماً ما يشعرون بالارتباك والندم في مواجهة روح المقاومة والإرادة الآبوجية.      

سيذوق عدو الشعب الكردي مرارة الهزيمة في ساحة تلة جودي وفي كل شبر من تراب كردستان، كما أن جيش الاحتلال التركي كان قد ذاق مرارة الهزيمة سابقاً في هذه الساحة على يد مقاتلي ومقاتلات كريلا حرية كردستان، ويرسل مقاتلو ومقاتلات كريلا حرية كردستان هذه الرسالة بروح زيلان وعكيد إلى كل من الدولة التركية وإلى رفاق ومحبي الكرد، وهو أنهم لن يسمحوا أبداً للمحتلين بالاستقرار على تراب كردستان، وسيقومون بأداء العبء الذي يقع عاتقهم على أكمل وجه بالكثير من التضحيات الفدائية من أجل تحرير كردستان من الاستعمار، ومن أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان.