الثورية التي زيّنت العالم.. آخين كابار
هناك البعض من الأشخاص يجعلون من وجودهم الجبل جميلاً، وهناك بعضهم الآخر يجعلهم الجبل جميلاً، لقد كانت الشهيدة آخين من الثوريات اللواتي جعلن العالم جميلاً.
هناك البعض من الأشخاص يجعلون من وجودهم الجبل جميلاً، وهناك بعضهم الآخر يجعلهم الجبل جميلاً، لقد كانت الشهيدة آخين من الثوريات اللواتي جعلن العالم جميلاً.
غدت القائدة الفدائية آخين كابار، التي خلقت المعنى في كل ما لمست يداها، أيقونة الجمال في الجبال، ومن أوروبا إلى قنديل، ومن قنديل إلى كابار وآمد، أدرجت العديد من القصص ذات المغزى عن تجربتها في الحرب بين صفوف الكريلا، وبأخلاقها المتواضعة وقلبها النقي وحبها لرفاقها كانت دائماً القائدة من بينهم، كونت الرفيقة آخين كابار علاقة حقيقية مع الطبيعة والناس، وكل من تعرف عليها أكدوا بأن: "آخين مثال عظيم في الرفقة" وحاولنا نحن من جهتنا التعرف على هذه الثورية العظيمة.
هناك مثل يقول: "هذا العالم يتحرك من أجلها"، وإن لم تكن موجود سوف يتوقف هذا العالم، لقد عرفوا كيف يخلقون الوجود والجمال من العدم، لقد خلقوا البداية من النهاية، والحياة من الموت، فسّرت آخين رحلتها على أنها المسيرة التي تحمل الكثير من المعاني وتسعى من خلالها لتحقيق أهداف طفولتها، وكانت تعلم جيداً أن ما كان يناديها هو صوت ضميرها، كانت القائدة الفدائية في الجبل تقول: "الضمير هو أخلاق الإنسان" ومقولة "إذا لم يحاسب الإنسان ضميره فيتجرد من إنسانيته" كانت من أقوال القائدة آخين.
أمضت القائدة الثورية السرحدية جزءاً من حياتها في قرية تابعة لناحية كوبي في موش حيث تعيش عائلتها، لكنها ولدت في قبرص، وبسبب وطنية عائلتها، لم تصبح غريبة عن جوهرها، فبعد انضمام عمها إلى صفوف حزب العمال الكردستاني (PKK)، واصلت بحثها عن الحرية، حاولت آخين أن تنظم ديناميكيتها الشبابية بطريقة سليمة وأن توحد أفكارها النقية كالماء المتدفق مع المشاعر النقية في قلبها، لقد انضمت إلى صفوف حزب العمال الكردستاني بقلبها وعقلها وبكل طاقتها الشبابية، وعندما طُلب منها الحديث عن حزب العمال الكردستاني، قالت: "حزب العمال الكردستاني هو حركة قيم والقيمة الأساسية فيها هو الإنسان"، ما هو مهم أن يعيش الإنسان بكرامته، فهل هناك شيء أغلى قيمة من حياة الإنسان الكريمة والحرة والاجتماعية!؟ ان حزب العمال الكردستاني هو أكبر حركة بديلة في هذا العصر".
لم تعقها أي عقبة في مسيرتها الفدائية
الحرية عالمية مثل الحب والمودة والعدالة، وبما أن هذه هي الطبيعة البشرية، فمن الطبيعي أن يطلبه عندما يحرم منه، سعت القائدة الثورية آخين إلى الحرية التي حرمت منها، ولكنها كانت مميزة ومختلفة في سعيها، فكانت السعي إلى الحرية بين كثير من الأشخاص مرتبطة بالنظام الذي كثيراً ما وأد وجودها والذي جعل الكثيرين من الأشخاص أن يتخلوا عنها دون الحصول على نتائج وبذلك يكونوا قد ابتعدوا عن جوهرهم، ولكن آخين واصلت بحثها حتى النهاية، لقد كانت إنسانة قوية، ولم تستسلم في مواجهة الصعوبات والعوائق، وأصبحت بشخصيتها التي لا تعرف العوائق قائدة ثورية، وفي كفاحها، كانت تحدد دائماً سنداً لنفسها تكتسب منه القوة، وإحدى هذه الرحلات كانت الرحلة إلى كابار.
لقد اقتربت في كابار أكثر من هدفها في الحرية، ولأن جبل كابار هو امتداد جغرافي للكريلا، ولأنه أحد أبرز الأماكن في أتخاذ الخطوة الأولى لحزب العمال الكردستاني، فهو المكان الذي يتعرض دائماً للحصار من قبل الاحتلال التركي الفاشي، ان حياة الكريلا هناك تكون صعبة وقلما يجدون لأنفسهم الفرص، ومع ذلك، فإن طبيعتها لها تأثير كبير على الناس، ويقع على إحدى جوانبه جودي وفي جانبه الآخر بستا، وفي جبل كابار تلتقي السهول والجبال معاً، وفي حرب الشعب الثورية، يلتقي الشعب والكريلا معاً، وبالنسبة لآخين كان كابار هو المكان الذي سكن فيه قلبها وعقلها، ولهذا السبب أطلقت على نفسها اسم آخين كابار، لقد كانت خطوة ووضع الأسس الأساسية لشخصيتها القيادية هنا، كانت لديها أسلوب مؤثر وفعال في حرب الكريلا، فأصبحت بذلك شخصية عسكرية بارزة.
كانت آخين عالمة في الحياة إلى جانب صفاته العسكرية، وكانت تتمتع بمستوى فلسفي متقدم، وكما كانت تزيل الحواجز والعوائق بينها وبين الطبيعة، وبعد عودتها من كابار أرادت مرة أخرى التوجه إلى شمال كردستان.
قائدة فدائية في آمد
وكان آمد مكانها الجديد، لقد كانت تقول دائماً: "الأشخاص الذين يريدون العيش بطريقة إنسانية لا يمكنهم العيش في أي مكان آخر باستثناء أماكن تواجد حزب العمال الكردستاني، والنساء اللاتي انضممن إلى حزب العمال الكردستاني محظوظات للغاية، ومن أجل تحقيق الحرية فنحن في سباق مع الزمن أشبه بالماراثون".
لقد كانت ثورية جميلة، لقد جعلت آخين الجبل جميلاً، وجعلت الناس من حولها جميلين، لقد كانت متقدمة في ماراثون الحرية، وهي كانت تقول، "لا تنضم إلا إلى الجميل وسواء انضممت أم لا، سيبقى الجمال في شكل أخر جمالاً"، الثائرات من أمثال آخين كابار دائماً ما يخلقن مناضلات يسيرن على خطاهن، ولهذا لا يزال العالم يكافح من أجل العودة إلى طبيعته وجوهره بنبض الثوار.