المقاتلة التي خلقت من جذور المقاومة "يلدز شاهين بوطان"

كانت المقاتلة يلدز شاهين بوطان إحدى ممثلين للفدائية في صفوف المقاومة من أجل حرية كردستان، وقاتلت ضد المحتلين حتى أنفاسها الأخير من أجل حماية القيم التي خلقها الشهداء.

لقد حشدت دول غلاديو كل فرصها، أساليبها، وتكتيكاتها  بهدف القضاء على الشعب الكردي، لكنهم لم يتخذوا واقع مقاتلو الحرية في عين الاعتبار، أنه هناك مقاتلين فدائيين زينوا أنفسهم بفكر القائد عبد الله أوجلان وفلسفته، وخلقوا أنفسهم من جديد.

وكان أحد هؤلاء المقاتلين الفدائيين، هي المقاتلة يلدز بوطان شاهين، ولدت في سهل كوباني ونشأت في حضنه، حيث أنها ترعرعت في ظروف الحرب والثورة، ورأت أن شعبها يواجه خطر من جميع الجوانب وتهديدات قمعية، ولهذا السبب عززت بداخلها شعور بالمسؤولية، الانتقام من الأعداء وخصائص القتالية، لذا إن المقاتلين الذي قاتلوا ضد إرهابيو داعش من أجل حماية شعبهم وعائلتهم، استشهدوا على أيدي مرتزقة داعش بطريقة وحشية، وبغضبها الشديد تجاه احتلال عفرين الذي بدأته دولة الاحتلال التركي إلى جانب مرتزقتها في عام 2018 وهجمات الاحتلالية على سري كانيه التي بدأت عام 2019، توجهت رفيقتنا إلى صفوف الأمامية الأكثر احتداماً، وآنذاك خاضت قتالاً عظيماً من أجل حماية القيم التي خلقها الشهداء بدمائهم، بطريقة فدائية.

ولأن شقيقها والعديد من أقاربها من عائلتها قد انضموا إلى صفوف قوات الكريلا، منحها انضمام أبناء عائلتها الشجاعة للسير والقتال في وجه أعداء شعبها في جبال كردستان الحرة بسلاحها، وعلى هذا الأساس، توجهت إلى الجبال الحرة برغبة وحماس كبيرين، وسطرت تاريخ انضمامها في صفحات الكريلا خاصة في 15 شباط، حيث تمت محاولة تنفيذ مؤامرة دولية بغرض ترك الشعب الكردي في الظلام في ذلك اليوم، وبعد تدريبها للمقاتلين الجدد في صفوف الكريلا، طورت من نفسها من الجانب الإيديولوجي والعسكري، وأصبحت قيادية ريادية.

لم تجد المقاتلة يلدز مقاومتها على أنها كافية، إذ اقترحت الانضمام إلى قوات الخاصة للكريلا في عام 2021 من أجل أن تتمكن من القيام بمهام أعظم، وأن تصبح صوتاً لشعبها المضطهد وتنتقم لرفاق دربها الشهداء، ونجحت في إتمام المسؤوليات التي وضعتها على كاهلها، بعد أن شنت دولة الاحتلال التركي هجماتها المكثفة على مناطق الدفاع المشروع، شاركت المقاتلة يلدز في المرحلة الثورية للشهيد سافاش مرعش، وقاتلت ضد المحتلين في أنفاق الحرب بغضب وشجاعة كبيرين، وإلى جانب رفيقتها روبين آفند، ارتقت إلى مرتبة الشهادة في 25 تموز 2023 نتيجة هجوم دولة الاحتلال التركي على ساحة المقاومة في تلة جودي.