العملية الثورية في تلة جودي

حوصر الجنود الأتراك في تلة جودي، وكما يقول مقاتلو ومقاتلات الكريلا هناك "هناك دخول، لكن لا مخرج من تلة جودي"، بقلم آماركي آرهات با.

نفذ مقاتلو الكريلا عملية ثورية في ساعات ظهر يوم 9 آب الجاري ضد محاولات جيش الاحتلال التركي في ساحة المقاومة بتلة جودي التابعة لمنطقة الشهيد دليل غرب زاب، وقدمت قوات الكريلا معلومات مفصلة، بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ 39 لقفزة 15 آب عيد الانبعاث، التي حررت شعب كردستان من الإبادة، فيما يتعلق بالعمليات الثورية وكذلك عن خنادق الكريلا للمقاومة وجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال التركي أيضاً.

ففي الساعات التي كانت تنفذ فيها قوات الكريلا عملية ثورية، كانت تعقد دولة الاحتلال التركي اجتماعاً لمجلس الأمن القومي التركي (MGK)، وعندما كانت تتم الخطط والحسابات القذرة وكانت أصواتهم تخمد، كانوا يخوضون الحرب، حيث أن أولئك الجنود المحتلين الذين كانوا يتخذون من محمد جكن مثالاً للشجاعة، ويحرقون قتلاهم بالبانزين عملياً، قُتلوا وحداً تلو الآخر في العملية الثورية للكريلا، فعندما كانت الأحاديث لم تفارق ألسنة المحتلين على النحو التالي "سنواصل النضال"، "سنقضي عليهم بحلول ذلك الوقت"، "فإذا لم نقضي عليهم، لا أعرف ماذا سنفعل"، وكرروا قائلين "لقد وصلنا الآن إلى النهاية"، وجهت قوات الكريلا رسالة لهم فعلاً وليس قولاً "إذا لم نقل انتهى، فلن ينتهي، لقد بدأنا للتو"، بهذا المعنى، فهذه العملية وتنفيذها في مثل هذا الوقت، لها مغزى كبير.

القدرة العملياتية لجيش الاحتلال التركي ووضعها في تلة جودي 

الجيش التركي الذي أرسل جنوده مرة أخرى إلى تلة جودي بقول "يا الله"، كان يخطط لتنفيذ عملية، أن تكون في موقع عملياتي يعني أن تكون دائماً في حالة هجوم، وتسيطر على التضاريس وتتمتع بميزة التسديد، إذا كنتم قوة عملياتية، فأنت تضع أولاً عدوك في موقف دفاعي، ثم تقضي عليه،  إذا كانت هذه هي طبيعة قوة العملية، فإن الكريلا هي القوة الرئيسية ليس فقط في 9 آب بل في 20 تموز، أي يمكننا القول إنها القوة الرئيسية للعملية منذ بدايتها وحتى الآن، لأن قوة الكريلا في تلة جودي تنفذ تكتيكاً ذكياً ومنسقاً للغاية منذ 20 تموز.

العمليات التي نفذت في 9 آب هي بالتأكيد نتائج عملية ما، ليست عملية عشوائية، لقد حمت قوات الكريلا دائماً استقلال إبداعها من خلال الضربات، القنص، الأسلحة الثقيلة والأسلحة الهجومية، كما تعرض الجنود الأتراك الذين أرادوا الانتشار في أربعة أجزاء في المنطقة، عشرات المرات لقنص مقاتلات وحدات المرأة الحرة – ستار، لذلك، سعى جنود الاحتلال التركي الذين توغلوا في المنطقة إلى إنشاء خنادقهم العسكرية على العجل وحماية أنفسهم، أي أنهم دخلوا في موقع الدفاع في تلك المنقطة التي توغلوا فيها بعبارة "سننفذ عملية عسكرية".

استهدفت قوات الكريلا العدو الذي دفع بجنوده إلى موقع الدفاع، خنادقهم في 9 آب بتكتيك الضربات القوية بأسلوب الصقور، والحقت بهم خسائر كبيرة لا مثيل لها، بحيث صدمتهم بقوتها الكريلاتية، وأسفرت هذه العمليات النوعية التي نفذها مقاتلو الكريلا في 9 و 10 آب باستخدام العديد من تكتيكات الكريلاتية معاً، عن مقتل 31 جندي تركي وإصابة 7 محتلين آخرين، إضافة إلى ذلك، تم تدمير "الدرونات أو المسيرات الانتحارية" التابعة لجيش الاحتلال التركي، التي كانت تحلق في سماء ساحة المقاومة أثناء عجز جنودهم الذين لم يكن بوسعهم رفع رؤوسهم، كما قتل العديد من جنود الاحتلال التركي أثناء ملاحقة مقاتلي الكريلا لهم خلال محاولتهم الهروب من المنطقة، وبالتالي أجبرت مروحيات سكورسكي التي كانت تحاول تغطية المنطقة، على العودة واحدة تلو الأخرى نتيجة ضربات الكريلا.

بعبارة أخرى، حوصر جنود الاحتلال التركي في تلة جودي، الوضع الحالي في المنطقة كقول مقاتلي ومقاتلات الكريلا الذين يقاومون هناك "هناك دخول، لكن لا مخرج من تلة جودي".

فهذه العملية الثورية تعد أكبر ضربة تلقاها جيش الاحتلال التركي في تلة جودي على مدار 20 يوماً، أنهم بأنفسهم كشفوا في ساعات ليلة 9 آب للرأي العام، عن هويات قتلاهم مهما كانت حصيلتهم مزيفة، حيث أنهم أعلنوا عن قتل جنديين أثنين في تصريحهم الأول، وبلوغ عدد قتلاهم إلى خمسة جنود في ساعات الصباح الأولى، فهذه التصريحات والحصيلة تدل على أن الخسائر البشرية في صفوف العدوان التركي كثيرة، مثلما يقول أحد مقاتلي الكريلا الذي يقاتل ضد الاحتلال التركي منذ سنوات "إذا كانت خسائرهم 5، فأنهم لن يعلونوا عنهم، وإذا كانوا 10، فسيكشفون 2، إذا كان هناك أكثر من 20، فسيعلنون عن 5 فقط"، فجيش الاحتلال التركي يحاول خداع الجميع بهذه الحصيلات الثابتة.

يقولون "الكريلا أطلقوا بعض الرصاص وأصابوا جنودنا بالصدفة!"

ينتهج جيش الاحتلال التركي أيضاً سياسة ضد عمليات الكريلا وهذه العمليات الثورية الفعالة، يمكننا وصفها على أنها سياسة "يظهرون ذلك وكأنه لم يحدث، فإذا كان لا يستطيع فعله فإنه يفرغ محتواه"، بعبارة أخرى، فإنهم يصفون هذه العمليات المتعددة، الانضباطية، المنسقة، والتكتيكية للقوات الكريلا على أنها "نار التعجيز" ويرفضون محتوياتها، يظهرون هنا أن مقاتلي الكريلا قد أطلقوا بضع طلقات واصابوا جنودهم القتلى بالصدفة، بعبارة أخرى، يحاولون بكل قوتهم إظهار العمليات النوعية التي نفذتها الكريلا على أعلى مستويات الجانب العسكري على أنها عملية عادية وبسطية، مثلما أدعوا بشأن القيادي العظيم عكيد ورفاقه أثناء قفزة الانبعاث في 15 آب "إنه عمل العديد من العشاق"، اليوم يحاولون هزيمة قوة المقاومة للكريلاتية الاحترافية بالادعاءات نفسها، حتى عندما يصفون هذه العملية بـ"نار التعجيز"، فلا يفيدهم أيضاً، فإذا قتل 5 جنودكم في نار التعجيز، كم سيبلغ خسائركم في إحدى العمليات النوعية القوية، فسيسألونكم عن ذلك، وبهذا المعنى فإن جيش الاحتلال التركي تدرج في تاريخ الحرب على أنه الجيش الأكثر خسارة في "نار التعجيز"!.

مقاتلو القيادي عكيد هزموا الأعداء 

لو كان قادة جيش الاحتلال التركي أناساً يتحلون بأخلاق الحرب، لكانوا أنزلوا طاقياتهم وانسحبوا من تلة جودي، فأنهم لا يقبلون الانسحاب من المنطقة للمرة الثانية، ويفضلون ترك الجنود هناك لمواجهة الموت، الكريلا مصممة على النصر، يقاوم أبناء وطننا ضد الطائرات، المدافع، الاسلحة الكيماوية، القصف، الجنود، حراس القرى، الحزب الديمقراطي الكردستاني، الخونة وجميع أعمال الشر، بكرامة العصر، أنهم يقاتلون على أساس قوتهم وإدارتهم الحرة دون الاعتماد على أحد، روح القيادي عكيد ستبقى حية، فمقاتلوه يحبطون الأعداء.