أحد أبطال بوطان "ميرزا باركَران"

لم يفسح مقاتل الكريلا ميرزا باركَران، الذي خاض مقاومة شرسة ضد هجمات دولة الاحتلال التركي في العديد من مناطق كردستان على مدى 9 سنوات، المجال أمام العدو.

لقد نشأ وترعرع المقاتل ميرزا باركَران الاسم (ميرزا سزك) في كنف ثقافة الرحالة في حالة مليئة من الولاء تجاه الطبيعة، الماء، والطبيعة، فإنه عرف بإنه هناك قوة تقاتل في جبال كردستان الشامخة من أجل الحرية، المساواة، العدالة، في صغر سنه، ومنذ ذلك الحين قرر مصيره بنفسه بأن يصبح مقاتلاً من أجل قضية الحرية، لقد عرف ميرزا سزك الوحشية التي تمارسها دولة الاحتلال التركي على الشعب الكردي عن كثب، وبدأ بخوض النضال في سن شبابه، وانخرط في أنشطة الشبيبة الوطنية والثورية، بينما تم اعتقاله أثناء قيامه بأنشطة الشبيبة في عام 2010، وظل معتقلاً في السجن لمدة 6 أشهر، وفي فترة اعتقاله عرف واقع العدو ونضال الحرية الذي يبديه الشعب ضد سياسات العدو أكثر، وعندما تم إطلاق سراحه، واصل الأنشطة بشكل فعال، لكنه أصبح مرة أخرى هدفاً للعدو، وتعرض للاعتقال للمرة الثانية في عام 2012، وسجن لمدة عامين في المعتقلات التركية.

لقد تعامل ميرزا مع السجن كأنه أكاديمية، ولم يتراجع خطوة واحدة إلى الوراء في وجه حقيقة العدو، وسار على درب الشهداء الرواد مظلوم دوغان، خيري دورموش، كمال بير، وساكينة جانسز، ومارس نضاله في كل المجالات بأكثر حزم وتصميم، وبعدما نال حريته وخرج من السجن في عام 2014 واصل أنشطته الثورية، أصبح مجدداً هدفاً لدولة الاحتلال التركي، وآنذاك أدرك سزك إنه لم يعد بإمكانه ممارسة الأنشطة في مجال السياسة الديمقراطية وانضم إلى صفوف قوات الكريلا في منطقة هركول بجزيرة بوطان في عام 2014، والتحق بتدريب المقاتلين الجدد لقوات الكريلا في هركول.

أهدى حياته لقضية شعبه

أمضى المقاتل ميرزا السنة الأولى من أنضمامه في هركول، ومارس الأنشطة في العديد من المجالات، بدءً من برواري حتى كَارسا، من هركول وصولاً إلى غرزان، كما إنه تمكن من نقل العديد من رفاقه الكريلا من بوطان إلى غرزان، ومن غرزان أيضاً إلى بوطان كدليل الطريق، لقد بذل الكريلا ميرزا جهود كبيرة من أجل تحقيق أهدافه بمقاومة فدائية، وفي عام 2015، التحق بالتدريب الاحترافي لتكتيكات قنص في بوطان، وفي مواجهة هجمات الإبادة الجماعية التي شنتها دولة الاحتلال التركي على الشعب الكردي والنضال من أجل حرية كردستان في 24 تموز 2015، شارك في مرحلة العمليات، بالتالي شارك في مرحلة الإدارة الذاتية للشعب الكردي في منطقة سيرت التي ولد وترعرع فيها، وذلك بعدما شنت دولة الاحتلال التركي الفاشية هجماتها للإبادة الجماعية على مناطق كردستان، أصبح الكريلا ميرزا أحد أبطال الرواد لمقاومة الإدارة الذاتية في سيرت وأبدى فدائية عظيمة في سبيل نجاحها.

وبعد عودته من سيرت توجه إلى بوطان، وفي شهر نيسان 2017، أبدى مقاومة لا مثيل لها ضد الهجمات الاحتلالية التي شنتها دولة الاحتلال التركي على ساحات منطقتي كاتو وهركول على مدار أشهر عديدة، لقد قاوم الكريلا ميرزا في جبال بوطان بلا هوادة على مدى 9 سنوات، وأصبح واحداً من أبطال بوطان الشجعان، لقد كرس الكريلا ميرزا باركَران حياته وقدمها فداءً لقضية شعبه الكردي حتى لا يتحقق أهداف الأعداء في القضاء على كدح القائد عبد الله أوجلان،  لقد درب نفسه في كل مجال وفي كل لحظة من حياته الكريلاتية على أساس إيديولوجية القائد أوجلان، وفي النهاية، ارتقى الكريلا ميرزا برفقة رفيقه بنكين بارمان (قهرمان كاراتاش) إلى مرتبة الشهادة على إثر هجوم احتلالي شنته العدو على منطقة بستا في  4 تموز 2023.