عشرات الالاف يشيّعون كوكبة من شهداء القصف التركي على محتجّي سد تشرين
شيّع عشرات الآلاف كوكبة من الشهداء، استشهدوا في هجوم شنته طائرات جيش الاحتلال التركي على المحتجين المناوبين على جسم سد تشرين .
شيّع عشرات الآلاف كوكبة من الشهداء، استشهدوا في هجوم شنته طائرات جيش الاحتلال التركي على المحتجين المناوبين على جسم سد تشرين .
توافد اليوم، حشدٌ ضخمٌ ضم عشرات الآلاف من أهالي مقاطعة الجزيرة، لتشييع جثمان المسرحي الكردستاني جمعة خليل (بافي طيار)، وعضوي مجلس عوائل الشهداء كيفو عثمان وأكرم رخو، والرئيسة المشتركة لمكتب حزب الاتحاد الديمقراطي في قامشلو منيجة حيدر، وعضوي مجلس مدينة قامشلو مظفر محمد وعبد القادر إبراهيم، ممن استشهدوا في هجوم شنه الاحتلال التركي بالطائرات على المحتجين المناوبين في سد تشرين لحمايته من الانهيار وإيقاف الهجمات، وجثمان مقاتل قوات سوريا الديمقراطية خبات، الذي استشهد أثناء التصدي لخلايا النظام البعثي والدفاع الوطني في دير الزور.
وحمل رفاق درب الشهداء نعوشهم على الأكتاف، وتوجهوا بهم صوب مزار الشهيد دليل ساروخان لإقامة مراسم لهم.
وما إن وصل الموكب إلى المزار كان الآلاف من الكرد والعرب والأرمن والسريان، وممثلين عن أحزاب سياسية، وعن الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة، وعن العشائر الكردية والعربية، ومجلس سوريا الديمقراطية، ورجال دين في انتظار موكب الشهداء، وهتفوا رافعين شارات النصر، "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" وسط زغاريد الأمهات.
على وقع عزف الفرقة النحاسية وقف المشيعون دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم قالت عضوة هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، فوزة يوسف: "من قامشلو عاصمة الشهداء، نحيي مقاومة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة وشعبنا، يحيا هذا الشعب الذي يناضل من أجل حريته وكرامته".
وأوضحت فوزة يوسف، أن الدولة التركية تريد إنكار وجود مجتمعات إقليم شمال وشرق سوريا في سوريا الجديدة، وقالت: "وتريد فرض دولة مركزية لا حقوق لنا فيها، نحن نقاوم من أجل حريتنا وكرامتنا، ولن نرضخ أن نعيش بعبودية".
وأكدت فوزة يوسف على حتمية ضمان حقوق الشعب الكردي في سوريا، وإيقاف هذه الحرب، وأضافت: "نحن منفتحون للحل، وإذا أصرّوا على الحرب فنحن مستعدون لها، ولن نقبل بسقوط كوباني وروج آفا، هذا عهد لشعبنا".
بدوره، قال الرئيس المشترك لمؤتمر الإسلام الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا، محمد ملا رشيد الغرزي، إن سد تشرين "أصبح سد المقاومة، السد المنيع أمام الأعداء، سد الشهداء".
وأشارت الناطقة باسم مؤتمر ستار ريحان لوقو، إلى أن دولة الاحتلال التركي مستمرة في استهدافها لشعوب إقليم شمال وشرق سوريا، ويقابلها مقاومة بطولية من أبناء وبنات من شعوبنا المستهدفة، مؤكدة على أهمية استمرار المقاومة.
ومن جانبه، نوه الشاعر الكردي فرهاد مردي، أن شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، باتوا اليوم أكثر من أي وقت مضى من نيل حقوقهم، وخاطب الشهيد المسرحي الكردستاني جمعة خليل (بافي طيار): "حبذا لو كنت بيننا لرأيت الحشود التي تسير خلفك ورفاقك حباً بكم وفخراً بمقاومتكم.
ولفت مردي لما ترك المسرحي الكردستاني (بافي طيار)، عبر توجهه للسد والمشاركة في المقاومة هناك: "أنها رسالة لنا ولجميع الفنانين في كردستان، إن المسرح ليس على الخشبة فقط، بل على أرض الواقع، هذه الرسالة تقول ها أنذا هنا، أنا موجود في سد تشرين، الكوميديا الحقيقية للحلقة الأخيرة شاهدناها في سد تشرين".
وتخلل المراسم، قراءة وثائق الشهداء الـ7 وسلمت لذويهم، قبل أن يحمل رفاق درب الشهداء جثامينهم على الأكتاف ليواروا الثرى في مزار الشهيد دليل ساروخان.