مجلس للأعيان في مدينة الطبقة وريفها

اسست الإدارة المدنية الديمقراطية في منطقة الطبقة وريفها، تحت شعار "عشائرنا هي الفخر والنصر والضمان"، مجلس الأعيان، لمواجهة التحديات على المنطقة وتحقيق الحياة الحرة والعيش المشترك في المجتمع

حضر الاجتماع التأسيسي لمجلس الأعيان، شيوخ ووجهاء مدينة الطبقة وريفها، بالإضافة إلى عدد من ممثلي مجلس الطبقة العسكري وقوى الأمن الداخلي، وذلك ضمن قاعة الاجتماعات في مبنى لجنة الاقتصاد وسط المدينة.

بعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ألقى مساعد الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، جاهد حسن، كلمة بارك فيها تأسيس مجلس الأعيان، وقال: "نبارك لجميع أهالي وأبناء العشائر في مدينة الطبقة وريفها تأسيس هذا المنبر".

وتابع "إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تؤكد تلاقي الفكر المجتمعي بين القبائل والعشائر مع الإدارة، فترسيخ قيم العشائر من خلال عودتها إلى مسارها الصحيح والتخلص من تبعات السلطة، يساعد على تمتين أواصر المقاومة".

أشار جاهد حسن إلى أن "عدونا اليوم يريد ألا يكون هناك أي تكاتف بين مكونات المنطقة، من خلال اعتماده على مبدأ التقسيم والتفريق من أجل السيطرة على مجتمعاتنا وتنفيذ مخططاته وسياساته عليها".

وأكد "إننا على أمل أن نعود لوئامنا الحضاري من خلال هذا التكاتف الاجتماعي، وكلما سارعنا في عوتنا إلى سريرتنا الأخلاقية السياسية، وجدنا السبيل لترسيخ والدفاع عن جميع مبادئنا".

وفي ختام كلمته، لفت جاهد حسن "أن القائد عبد الله أوجلان يؤكد في جميع مرافعاته أن الأخلاق هي الذاكرة السياسية للمجتمع، ومن حق المجتمع أن يستعيد جميع حقوقه بممارسة السياسة وفق قيم المجتمع السياسي الأخلاقي".

وانتخب 42 عضواً من شيوخ ووجهاء عشائر مدينة الطبقة وريفها، وذلك لتمثيل مجلس الأعيان والقيام بأعماله الهادفة لحل النزاعات وتعزيز النسيج المجتمعي في المنطقة.

في ختام الاجتماع التأسيسي ألقى شيخ عشيرة البو خميس في الطبقة، حسين الراشد، البيان الختامي باسم شيوخ ووجهاء العشائر، وجاء فيه:

"في خضم التحولات التاريخية والمنعطفات التي تمر بها البلاد بعد أكثر من عشر سنوات من الدمار والتهجير والدماء، أكثر من عشر سنوات ثقيلة مرت على سوريا وألقت بظلالها على كل مكونات الشعب السوري وعانت الشعوب ما عانت من ويلات الحروب والتهجير والقتل والتدمير ولم يخل بيت من دمار ولم تسلم عائلة من نزف".

وتابع البيان "وأصبحت سوريا الحضارة، سوريا الثقافة والتاريخ موئلاً لكل شذاذ الآفاق وملعباً ليمارسوا فيه كل عاهاتهم الأخلاقية، وساحة لتصفية حسابات عالمية عالقة منذ سنوات وتكالبت الأمم لنهب سوريا وخيراتها واستنزاف دماء أبنائها".

وأشار "بعد كل ما حدث وبعد أن وصلت سوريا إلى ما وصلت إليه وبدلاً من أن يقف الشعب السوري بكل أطيافه ومؤسساته وحكوماته لينفض الغبار عن كاهله وينهض من جديد لمواجهة التحديات الكبيرة".

وأردف، بيان شيوخ ووجهاء العشائر "بعد أن بذلنا كل ما بوسعنا لتوحيد الكلمة وجمع الشتات ولملمة أشلاء سوريا المتناثرة وإعادة بناء سوريا حديثة حرة كريمة ديمقراطية تتسع لكل أبنائها دون تمييز أو إقصاء أي فرد أو مكون أو عرق أو مذهب أو طائفة".

ولفت "بعد أن قمنا بتحرير شمال وشرق سوريا من رجس الإرهاب عن طريق قوات سوريا الديمقراطية  وكذلك تفويض مجلس سوريا الديمقراطية بعد أن منحناه الثقة ليكون ممثلنا في أي مفاوضات داخلية أو خارجية للحفاظ على ما تبقى من سوريا والانطلاق مجدداً من أجل بناء سوريا حديثة موحدة حرة ديمقراطية لا مركزية إلا أن محاولات مجلس سوريا الديمقراطية في الحوار مع حكومة دمشق لم تثمر بسبب تعنت النظام الذي لا يرى أي حل إلا من خلال القصف والتدمير".

وتطرق البيان لسياسات القوى المعادية للإدارة الذاتية وأبنائها، وقال "إن ما يحصل في الفترة الأخيرة من حركات يقوم بها النظام والمتمثلة بإجراء مصالحات وهمية أو شكلية لا تلبي تطلعات شعوب المنطقة للوصول الى الهدف المنشود ما هي إلا "ذر الرماد في العيون" وكذلك اعتداءات الدولة التركية المتكررة على مناطق واسعة من الشمال السوري واحتلالها لمناطق هناك عزيزة على قلوب كل الشرفاء من مكونات المجتمع السوري".

وأشار "انطلاقاً من ضرورة التلاحم الجماهيري والتآخي بين مكونات المجتمع السوري في شمال وشرق سوريا ولتأطير الجهود المبذولة من أجل الصمود في وجه الأطماع الخارجية ودحر الحداثة الرأسمالية والدفاع عن المكتسبات التي تحققت والإنجازات التي دفعنا ثمنها غالياً من الدماء الزكية لشبابنا الذين ضحوا وجادوا بدمائهم من أجل ذلك فكان من الضرورة أن نوظف كل ما نملك من جهود في سبيل تحقيق مشروعنا الكبير مشروع الأمة الديمقراطية الذي يعتبر الوسيلة والغاية الوحيدة لتحقيق الحرية والكرامة والاستقلال وأخوة الشعوب ومحاربة الحداثة الرأسمالية التي ترى في مشروعنا انكسارها وهلاكها".

في حين أوضح البيان "من أجل كل ذلك كان لابد من رفد كل تلك التضحيات بعناصر جديدة وتأطيرها بشكل أفضل وهي جهود وجهاء وشيوخ المنطقة من خلال ولادة هيكلية جديدة ألا وهي مجلس الأعيان، هذا المجلس الذي يجب أن يمارس دوره الفعال والريادي من خلال المشاركة الفعالة بتعزيز الجبهة الداخلية لتكون مرتكزاً وسنداً لقواتنا المرابطة على الجبهات وذلك لتحقيق الصمود في وجه الأطماع والمخططات التي تسعى للنيل من صمودنا ووأد مشروعنا الكبير مشروع الأمة الديمقراطية".

وأردف البيان "كذلك المساهمة في حل جميع الخلافات الاجتماعية وتعويم روح التآخي والتسامح بين الأفراد والجماعات والعشائر في المنطقة وبذل أقصى الجهود في محاربة الفساد الاجتماعي والإداري من أجل استمرار الإدارة الذاتية بنجاحاتها المتواصلة لكي تكون نموذجاً يحتذى به وينسحب ذلك على كافة المناطق السورية"

ونوه "إن مجلس الأعيان أمامه مسؤوليات كبيرة وأعباء ثقيلة يجب أن يقوم بها وأن يهيب بشعبنا إدراك خطورة المرحلة وأن يكون النبراس المشتعل والمنير وبث روح التضحية والإصرار على التمسك بتحرير كل شبر من تراب سوريا من عفرين إلى رأس العين".

وفي ختامه أكد البيان "انطلاقاً من هذا الإدراك وهذا الفهم فإن مجلس الأعيان يجب أن يؤكد على كل عشائرنا ومكوناتنا في شمال وشرق سوريا أن نكون يداً واحدة لمواجهة كل التحديات لتحقيق النصر المؤزر والعيش المشترك؛ لأن سوريا تتسع لكل الشرفاء السوريين".