نظّم مجلس عوائل الشهداء في مدينة حلب اليوم، ندوة حوارية تحت عنوان "الحرية الجسدية للقائد آبو هي حل قضايا الشرق الأوسط"، في كافتيريا طلة حلب بحي الشيخ مقصود، بمشاركة العشرات من الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وممثلين عن المكونات كافة.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت، ثم قرأ عضو بلدية الشعب محمد غريول، المحور الأول للندوة، والذي سلّط الضوء على الوضع في إمرالي والعزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، البعيدة عن الأخلاق والإنسانية.
ونوّه غريول إلى أن "العزلة تنتهك جميع الأعراف الدولية والأممية، إلا أن القائد عبد الله أوجلان صامد، وبصموده أصبح مثالاً
يحتذى به لمقاومة الفاشية والحرب الخاصة المفروضة على المجتمع".
الأمة الديمقراطية في مواجهة الحداثة الرأسمالية
بعدها قرأت إدارية مجلس المرأة بمجلس عوائل الشهداء في حلب دلال محمد، المحور الثاني الذي تضمّن فكرة أن الحداثة الرأسمالية التي تمر بأزمة بنيوية بمرتكزاتها الثلاث (الدولة القومية – الصنعوية – الرأسمالية)، تعدّ السبب الرئيس لأكبر الحروب في تاريخ البشرية. وأن الحل الأمثل كبديل للحداثة الرأسمالية، حيث ترتكز على الأمة الديمقراطية – الصناعة الأيكولوجية – المجتمع الديمقراطي.
وأشار المحور أيضاً إلى تركيبة الأمة الديمقراطية ووصفها بالزبدة المستخلصة من جميع الحقائق والمقاومات، ومن جميع الصياغات الكامنة في الأغوار الغائرة للتاريخ والمجتمعات، كما يجب إدراكها وتطبيقها على أرض الواقع.
ممارسة العنف السياسي بحق القائد
ليُفتح بعدها باب النقاش أمام المشاركين والحضور، حيث قال المستشار السابق لمفتي الجمهورية المهندس باسل قس نصر الله إن "العنف الذي يتعرض له القائد عبد الله أوجلان، هدفه عزله سياسياً لقطع أواصر التواصل بينه وبين الشعوب، وهو ما يتعارض مع مواثيق الأمم المتحدة".
وأضاف "إذا ما تمت دراسة التاريخ نجد أن أغلب الشخصيات التي نادت بالسلام تعرضت للإقصاء والعزل كسيدنا المسيح والرسول محمد، وغيرها من الشخصيات الفلسفية المنادية بالسلام، وأوجلان كرمز لشخصية حرة منادية بالسلام، يجب إطلاق سراحه".
أحكام خالية من العدالة والمهنية
أما عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا هشمند شيخو، فقال: "إن الأنظمة السياسية الفاشية تخشى النخبة المثقفة والنيّرة من المجتمع خوفاً من إسقاط عروشها، وبذلك تلجأ إلى الاغتيال السياسي لكمّ الأفواه بتصفيتها أو إيداعها السجون".
وأكد هشمند أنهم في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا لن يقبلوا جملةً وتفصيلاً، الأحكام الجائرة الصادرة بحق القادة الكرد، أمثال صلاح الدين ديمرتاش والقائد عبد الله أوجلان، والتي تكون أحكاماً خالية من العدالة والمهنية، داعياً الشعب الكردي وخاصةً في المهجر إلى "النزول للساحات ضد تلك الأحكام، إلى حين إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين الكرد وفي مقدمتهم، القائد عبد الله أوجلان.
مدينون للقائد
بدوره، قال عضو المجلس العسكري لوحدات حماية الشعب بحلب زاغروس عفرين، إنهم في وحدات حماية الشعب والمرأة، وإيماناً بأفكار القائد عبد الله أوجلان، يعملون على تمكين مفاهيم الدفاع المشروع في المجتمعات للدفاع عن الوجود، بوجه السياسات الرأسمالية، مشيراً إلى أنهم مدينون للقائد لما قدّمه من فلسفة نيّرة عملت على توحيد أواصر الشعوب وتنظيمها وتثقيفها بوجه الهجمات التكفيرية.
وتخللت الندوة، مداخلات عبر وسائل التواصل الافتراضي، لكل من عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي فوزة يوسف، والرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم.
إمرالي.. الجريمة التي لا تغتفر
فوزة يوسف، أكدت خلال مداخلتها أن المنطقة تعاني من أزمة يمكن تشبيهها بالحرب العالمية الثالثة، وقالت إن هذه الحرب بدأت مع خروج القائد عبد الله أوجلان من سوريا.
وقالت فوزة إن "القائد عبد الله أوجلان بأطروحاته يقدم حلولاً للتعصب الديني والقومي وعبودية المرأة، وبالتالي تم استهدافه لتشكيله خطر على الأنظمة النافذة بالمنطقة".
ووصفت ما يحدث في سجن إمرالي "بالجريمة التي لا تغتفر"، وأشارت إلى أنه "من المهم جداً دعم ومساندة مقاومة القائد إلى حين تحقيق حريته الجسدية، وتحويل أفكاره إلى نافذة حل تحت بند الحداثة الديمقراطية لجميع القضايا الشائكة بالشرق الأوسط".
بدوره، سلط صالح مسلم الضوء عبر مداخلته، على أغلب المحطات التاريخية والمفصلية بحياة القائد والتي مهدت لنشوء فكرته في تحرير الشعوب بدءاً من عبارة " كردستان مستعمرة" مروراً بتأسيس حزب العمال الكردستاني، وصولاً إلى تحويل إمرالي إلى منارة لنشر الفكر الحر وفلسفة الأمة الديمقراطية.
لتختتم أعمال الندوة بالتأكيد على وجوب الاستمرار في تصعيد النضال ونشر فكر القائد بين المجتمعات، وفعل ما يلزم لتحقيق حريته الجسدية.