حمدية عثمان البالغة من العمر 70 عاماً والتي تنحدر من ديريك، أم مقاومة كانت في طليعة النضال من أجل حرية الشعب الكردي منذ عام 1984، حيث تناضل حمدية عثمان، وهي أم لـ 12 طفلاً، من أجل لغتها وثقافتها وهويتها منذ اليوم الذي تعرفت فيه على حزب العمال الكردستاني، وفي خضم هذا النضال يستشهد اثنين من ابنائها ويزداد إصرارها في النضال، انضم ابنها الشهيد حسرت (حاجي محمد) إلى صفوف حزب العمال الكردستاني عام 1992 والشهيد سوار (محمد خير محمد) عام 1994، لقد استشهد الشهيدة حسرت في حفتانين عام 1992، والشهيد سوار عام 1995 في متينا، وذلك في العمليات المشتركة للحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية ضد مناطق الدفاع المشروع.
وتشعر الأم حمدية بالفخر دائماً بنضال أبنائها وصعوبات حياتها والحفاظ على الهوية الكردية، وقالت الأم حمدية تجاربها وتجارب أبنائها: "إن خسائرنا في هذا النضال الذي انضم إليه ابنائي، لن تذهب سدى أبداً".
حسرت وسوار أصبحا أبناء الشعب الكردي
وبينما تروي الأم حمدية قصة مقاومتها التي استمرت على مدى 40 عاماً، فإنها تعبر أيضاً عن ارتباطها العميق بأبنائها والألم الذي عاشته، ومضمون الرسالة التي كتبها ابنها سوار لعائلته بعد انضمامه للنضال ترك بصمة عميقة في قلب الأم حمدية وعزز إيمانها بالنضال، وفي حديثها عن تلك الرسالة، قالت: “أرسل سوار رسالة بعد يوم واحد من انضمامه، أنا أميّة لكن أبنائي قرأوا نص الرسالة، وقد قال: "لقد اشتقت لك بقدر ارتفاع الجبل يا أمي".
وقالت الأم حمدية عن إصرار سوار على الانضمام إلى صفوف الحرية بعد استشهاد ابنها حسرت: "بعد استشهاد حسرت قال: "لن أترك سلاح أخي على الأرض"، وبعدها قرر الانضمام، وقالت الأم حمدية: "لقد أصبح أبنائي حسرت وسوار أبناء الشعب الكردي"، وشاركت الأم حمدية آلامها وكذلك آلام الشعب أيضاً.
"الحزب الديمقراطي الكردستاني هو عدو الشعب الكردي"
وأعربت الأم حمدية التي فقدت ابنيها نتيجة الرصاص الذي أطلقه الحزب الديمقراطي الكردستاني على الكريلا، عن رد فعلها بالقول: "الحزب الديمقراطي الكردستاني يقول إنه كردي، فإذا كان كردياً، فلماذا يتكاتف مع الدولة التركية ويتسبب باستشهاد الكريلا ويسفك دماء مئات الآلاف من أطفال الكرد، أولئك الذين يعتمدون على الدولة التركية ليسوا بكرد، فهم فقط أعداء للشعب الكردي".