وتوافد الآلاف من أهالي إقليم الجزيرة، اليوم، إلى مزار الشهيد دجوار في قرية الداوودية بالحسكة، للمشاركة في مراسم تشييع جثماني الشهيدتين، الرئيسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح في إقليم الجزيرة "زينب محمد" التي استشهدت إثر استهداف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال التركي عند قيامها بمهامها على طريق ديرك، والشهيدة " بيريتان ديرسم، الاسم الحقيقي: نيرمين سينو" التي استشهدت أثناء قيامها بواجبها في الطبقة.
وشارك في مراسم التشييع الآلاف من أهالي المدينة، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب والمرأة والإدارة الذاتية، والمؤسسات المدنية والعسكرية.
انطلق موكب التشييع من أمام مجلس عوائل الشهداء في مدينة الحسكة، صوب مزار الشهيد دجوار بقرية الداودية، حاملين نعشي الشهيدتين على الأكتاف، وسط ترديد الشعارات التي تمجد مقاومة الشهيدتين.
وفور الوصول إلى المزار، بدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، بالتزامن مع تقديم عرض عسكري قدمه مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة
ومن ثم ألقت عضوة مجلس عوائل الشهداء فاطمة علي كلمة، استهلتها بالقول:" اليوم نزف زهرتي ريحان من طيب هذه الأرض"
وتابعت فاطمة علي: " أردوغان يقصف جبالنا بكل الأسلحة المحرمة دولياً، ويستعمل الطائرات المسيرة، وكل ذلك بهدف كسر إرادة قواتنا وهزيمتها، لكنه رغم محاولاته المستمرة، يفشل دوماً".
كما ألقى نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حسن كوجر كلمة قال فيها: "إن الهدف من هذه الهجمات على مناطقنا هو إبادة ومحو شعوب المنطقة، ولهذا السبب فإن دولة الاحتلال التركي مستمرة في شن هجماتها، لكسر إرادة الشعوب".
وتطرق للحديث عن الشهيدة زينب " إن الرفيقة زينب كبرت بروح ثورية ومقاومة منذ طفولتها حتى شهادتها، لأنها كبرت على روح المقاومة، أينما وجدت وفي أي حين كان، كانت مستمرة في أعمالها، وأي عمل تطلب منها كانت تقضيه بعزيمة ونجاح، الرفيقة تمثل شخصية المرأة الحرة، التي لا تستسلم".
وشدد كوجر على ضرورة الالتزام بذكرى الشهداء من خلال تصعيد النضال والمقاومة من أجل حياة حرة كريمة.
وأكد كوجر في ختام حديثه" إن هجمات دولة الاحتلال التركي الفاشية لن تضعف من إرادتنا ولن تكسر قوانا ولن تخيفنا، وإن هذه الهجمات شنت علينا منذ بداية الثورة بجميع الأشكال لكنها لن تهزمنا".
وتحدثت القيادية في المجلس العسكري في إقليم الجزيرة أفيندار ديرك، قائلة: " إن ثورة روج آفا تعرف بثورة المرأة في العالم، من خلال مقاومة وحدات حماية المرأة، وقوات سوريا الديمقراطية، ومقاومة الشعوب خلال 10 سنوات من الثورة، وحاربوا أخطر التنظيمات بقوة، ودفعوا آلاف الشهداء"
وأشارت أفيندار ديرك بالقول" ليحدث ما يحدث، فهذه الثورة عرفت بمقاومة المرأة، وأصبحت بمقاومة وحدات حماية المرأة مثالاً للعالم، وذلك من أجل حياة كريمة، وسوريا حرة".
وعاهدت أفيندار ديرك في ختام حديثها " إننا في شخص الشهيدة زينب وجميع الشهداء، نعاهد على بالسير على دربهم، وإكمال مسيرتهم، وإن الاحتلال الفاشي مهما حاول فلن يضعفنا، ولن يكسرنا، ولن يهزمنا، ولن يقلل من إرادتنا".
كما ألقت عضوة منسقية المرأة في الإدارة الذاتية بروين يوسف، كلمة قالت فيها: " مسيرة الرفيقة زينب، مسيرة مليئة بالنجاحات والمقاومات منذ بداية الثورة".
وأكدت بروين يوسف "أنهم سيبقون على درب وخطا الحرية، وسينتقمون لقاتل الشهداء الذي يسعى للقضاء على شعوبنا، ومحو وجودنا".
وتحدثت ليلى صاروخان، شقيقة الشهيدة زينب قائلة: "إن التحدث في هذه اللحظة عن قطعة من أكبادنا صعب جداً، لا يسعفه أي كلام، ولا يليق به أي وصف ".
وأضافت: "عندما استشهد شقيق الشهيدة زينب، تضاعفت واجباتي، فقد أصبحت الآن شقيقة شهيد، سأعمل ما بوسعي لأكون لائقة به".
وعاهدت ليلى صاروخان على السير على نهج الشهداء حتى تحقيق النصر.
ومن ثم قرئت وثيقتا الشهادة وسلمتا لذوي الشهيدتين. لتنتهي المراسم بحمل نعشي الشهيدتين على الأكتاف ليواريا الثرى في مزار الشهيد دجوار، وسط زغاريد الأمهات وترديد الشعارات التي تحيي مقاومتهم.