خلال مراسم تسليم رسمية، وعبر مؤتمر صحفي، سلّمت اليوم هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة طفلاً إيزيدياً، للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، ليتم تسليمه لذويه في قضاء شنكال، بعد أن كان قد خطف من القضاء على يد مرتزقة داعش، واصطحب إلى الأراضي السورية عام 2014.
تخلل المؤتمر الصحفي بيان لهيئة المرأة في الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة، وكلمة للرئيس المشترك للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة سليمان درويش، كشفا عن شخصية الطفل "مازن جردو رندين"، وكيفية وصوله إلى دار رعاية الطفل الخاص بالهيئة، وعن تفاصيل عملية التسليم.
وقال بيان هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة، الذي قرئ من قبل رئيسة الهيئة، أفين باشو "في جميع الحروب التي وقعت في العالم، الملايين من الناس هجروا عن مناطقهم، وتعرضوا للإبادات والمجازر، ومن أكثر مَن تأثر بهذه الحروب هم الأطفال والنساء، شعبنا الإيزيدي كشعب أصيل في المنطقة تعرض لمجازر عدة، آخرها في الـ3 من أب عام 2014 مرتزقة داعش هاجموا شنكال وعرضوا شعبنا هناك للمجازر، وسبوا النساء، وخطفوا الأطفال، وقتل فيها الإيزيديون بأساليب وأشكال عدة".
وتابع البيان "شعبنا الإيزيدي وبالأخص النساء والأطفال تم خطفهم إلى الموصل والرقة، وبعد أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من القضاء على داعش في آخر معاقله الباغوز، تحرر الكثير من النساء والأطفال الإيزيديين من داعش، فيما لا يزال مصير الآلاف منهم مجهولاً حتى الآن".
وأضاف "جميع المناطق التي كانت تتحرر ونتيجة مخاوفهم وبالأخص النساء والأطفال لم يكن بمقدورهم الاعتراف بأديانهم ومعتقداتهم، وباتوا يظهرون أنفسهم على أنهم مسلمين، على خلفية مخاوفهم من أن يصبح مصيرهم كمن سبقهم القتل والذبح".
وأشار البيان أن الأطفال الذين بقوا لفترات طويلة في مناطق احتلال مرتزقة داعش تأثرت نفسياتهم بشكل كبير، وقال "لأنهم على مدار سنوات طويلة عايشوا مرتزقة داعش، وتعرضوا لأساليب مختلفة من التعذيب والاعتداء، العديد من هؤلاء الأطفال تأثرت نفسياتهم بشكل كبير".
وأكد البيان أنه خلال مرحلة تحرير المناطق التي كان تحت احتلال مرتزقة داعش بالتعاون بين هيئة المرأة والبيت الإيزيدي وقوات سوريا الديمقراطية وهيئة العلاقات الخارجية، تم تسليم العشرات من النساء والأطفال إلى مجلس شنكال وعادوا إلى ذويهم وديارهم.
وكشف البيان عن كيفية وصول الطفل الإيزيدي إلى دار حماية الطفل، ومعلوماته الشخصية، بالقول "لأن عوائل بعض الأطفال لم يتم التعرف عليهم، تم نقل العديد من الأطفال إلى دار حماية الطفل الذي افتتح منذ عام 2015 من قبل هيئة المرأة لأجل رعاية الأطفال ممن أصبحوا ضحايا هذه الحرب، ومن بينهم الطفل مازن الذي دخل الدار مع حملة تحرير الباغوز عام 2019، وهو في الـ11 من عمره، نظراً لعدم معرفته بأصوله وعائلته".
وأضاف البيان "مازن الذي كان يبلغ من العمر 7 سنوات لدى تعرضه للخطف من قبل مرتزقة داعش، نظراً لقضائه فترة طويلة لدى مرتزقة داعش، وابتعاده عن دينه وعائلته، بعد 3 سنوات من دخوله إلى دار حماية الطفل، وبعد أن تم معالجته نفسياً، وإنهاء تأثير داعش عليه وإنهاء مخاوفه، كشف الطفل مازن عن أصوله الإيزيدية".
وأشار البيان أنه بعد البحث والتحري بالتعاون بين هيئة المرأة في إقليم الجزيرة، والبيت الإيزيدي، تم التعرف على ذوي الطفل مازن، الذين تمكنوا من إنقاذ أنفسهم من مجازر مرتزقة داعش في القضاء عام 2014.
وزاد البيان "بناء عليه كيف أن وحدات حماية المرأة YPJ في حملة الإنسانية والأمن، بشرت الشعب الإيزيدي بتحريرهم لاثنتين من النساء الإيزيديات في مخيم الهول، نبشر بدورنا في هيئة المرأة لإقليم الجزيرة الشعب الإيزيدي، بالتعرف على أصول الطفل مازن وعائلته، وتسليمه بشكل رسمي للبيت الإيزيدي، لتسليمه لذويه".
بدوره، شكر الرئيس المشترك للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، سليمان درويش، "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا منذ تأسيسها، وعبر قواتها لم تدخر جهدا لتحرير الإيزيديين، ونعتز بذلك، ونفتخر بهم لأنهم مستمرون في زف البشائر لنا بتحرير المزيد من الإيزيديين، آخرها الطفل مازن".
وأضاف "مازن من أصول إيزيدية، وهو من عائلة جردو رندين".
وتقدم درويش بالشكر لهيئة المرأة: "كانت هذه البشارة متزامنة مع حملة "الإنسانية والامن"، التي كان نتاجها تحرير اثنتين من النساء الإيزيديات، بهذه المناسبة نشكر هيئة المرأة في إقليم الجزيرة، وقوات سوريا الديمقراطية على الجهود التي يبذلونها لتحرير الإيزيديين، ونتعهد بتسليم الطفل لذويه قريباً".