عائلةٌ في سد تشرين على خُطى الشهداء
توحدت شعوب شمال وشرق سوريا عند سد تشرين لمقاومة اعتداءات الاحتلال، وقالت أمل حسين، زوجة الشهيد: "أنا متواجدة في سد تشرين مع أطفالي، نحن في سد تشرين للدافع عن أرضنا".
توحدت شعوب شمال وشرق سوريا عند سد تشرين لمقاومة اعتداءات الاحتلال، وقالت أمل حسين، زوجة الشهيد: "أنا متواجدة في سد تشرين مع أطفالي، نحن في سد تشرين للدافع عن أرضنا".
تحولت الإنجازات التي تحققت في شمال وشرق سوريا إلى تجسيد لروح المقاومة الإنسانية والبحث عن الحرية والنضال من أجل الحياة المشرفة، وقد تحقق ذلك بتضحيات الشعوب التي تتعرض للظلم منذ مئات السنين وتأسس بدماء الشهداء، وأصبحوا ممثلي إرثٍ ينير المستقبل.
قاوم الشهداء اللذين حاربوا بكل بطولة ليكتبوا أسمائهم في التاريخ في أحلك لحظات الثورة عندما كان الأمل على وشك التلاشي، وخلقت تضحياتهم الطريق إلى الحرية للشعوب، وبفضل نضال الشهداء المتفاني، عاد الأمل إلى الناس، وتجدد إيمانهم واكتسبوا مطلب الحياة.
فالقلوب التي كانت عالقة في الظلام أضاءت من جديد بفضل مقاومة الشهداء، وعلى هذه الأرض، تم وضع حد لانتهاك كرامة الإنسان، وأصبح كل شهيد ضمانة للقيم العالمية والإنجازات المشتركة للإنسانية.
وتطورت هذه الثورة في شكل العثور على هوية الفرد وكنضال من أجل الحرية، وإن التاريخ الذي كُتب بدماء الشهداء تحول الآن إلى بيان مقاومة للأجيال الحاضرة والمستقبلية، لقد كانوا رمزاً للأمل الذي أزهر في ظل القمع، هؤلاء الأبطال الذين احترقوا بحب الحرية، ناضلوا من أجل استقلال الشعوب وتركوا لنا إرثاً عظيماً، وإن امتلاك هذا التراث، وتذكر تضحياتهم، وتبني أهدافهم أصبح المسؤولية الأكبر، ويجب أن خوض النضال حتى لا تُنسى تضحيات الشهداء وتُحافظ على الحرية في هذه الأرض.
تقوم دولة الاحتلال التركي بشن هجمات مستمرة على شمال وشرق سوريا لتدمير هذا الواقع، وتهدف هذه الهجمات إلى تدمير آمال الناس وأهدافهم وبحثهم عن الحرية، كما وتُشن هجمات خطيرة لإضعاف وحدة الشعوب وتضامنها ومقاومتها المشتركة، ومع ذلك، فإن الحقيقة تزدهر حتى تحت الضغط وتستمر مقاومة الشعوب في مواجهة الهجمات الظلامية.
"نحن لا نهاب، سندافع عن أرضنا"
تتواصل الهجمات على سد تشرين وقرقوزاق منذ 8 كانون الأول الفائت، وبادرت شعوب شمال وشرق سوريا، بتصميم كبير على الدفاع عن أرضها ومياهها وسدودها، تحركوا في 8 كانون الثاني، وبهدف دعم مقاومة مقاتلي وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية، سار الأهالي ووصلوا إلى سد تشرين في قافلة، وشارك في هذه المسيرة المهيبة عشرات الآلاف من جميع الأعمار.
وسلطت هذه القافلة التي توجهت وسط ترديد شعارات المقاومة، الضوء مرة أخرى على كيفية الدفاع عن أراضي شمال وشرق سوريا، التي تحررت بفضل الشهداء، ومن المشاركين في هذه القافلة التي وصلت إلى سد تشرين، أمل حسن البوطي، التي استشهد زوجها محمود كوباني في جبل كزوان، وتشارك أمل حسن، وهي أم لثلاثة أطفال، في المناوبة مع أطفالها للدفاع عن سد تشرين مع المقاتلين.
وقالت أمل حسن حول تواجدها في سد تشرين: "كزوجة شهيد، أنا هنا في سد تشرين برفيقة أطفالي الثلاثة منذ يومين، نحن هنا للدفاع عن السد وأرضنا، وقد جئنا إلى هنا لنقدم الدعم لمقاومة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وإن سد تشرين قد تحرر بدماء شهدائنا، واليوم هو اليوم الذي سنسير فيه على خطى الشهداء لنتمسك بأرضنا، في حين أن الدولة التركية هاجما القافلة عدة مرات، لكننا لم نخاف، ولن نتراجع وسنمضي في دربنا، ولا تزال الهجمات مستمرة، لكننا لسنا خائفين، فنحن هنا بفضل رفاقنا ورفيقاتنا الذين يقاتلون في الجبهات الأمامية، ونمنح القوة لمقاومة قوات سوريا الديمقراطية، حيث أن قوات سوريا الديمقراطية تستمد القوة منا".