"الشهيدة شيلان تحطم  القواعد العشائرية والسلطة بانتفاضتها" 

انتفضت الشهيد "شيلان" على العشائرية وسلطة النظام السوري في طفولتها، و حتى باستشهادها أصبحت مصدر خوف ورعب لمحتلي كردستان.

استُذكِرت ابنة كوباني المنتفضة الشهيدة "شيلان" في الذكرى العشرين لاستشهادها. وتحدثت شقيقة الشهيدة "شيلان"، "هيفاء باقي"، عن حياة الشهيدة شيلان  لوكالة فرات للأنباء (ANF). وبدأت "هيفاء" باقي كلمتها بإحياء ذكرى شهداء حرية كردستان وروت قصة الشهيدة ʺشيلانʺ كالتالي: " تعرفنا على حركة الحرية عام ١٩٨٠.

كانت الشهيدة "شيلان" تبلغ من العمر تسعة سنوات فقط عندما بدأت النضال. الشهيدة "شيلان" في طفولتها كانت تنتفض في وجه والدها، فاضطرت إلى الالتحاق بالمدرسة في كوباني، ساد مفهوم القبلية، وكان يُنظر إلى كل شيء على أنه عار بالنسبة للنساء، ولهذا كسرت الشهيدة "شيلان" هذه القاعدة بإصرار لا يصدق. 

وتحدثت "هيفاء باقي" عن تعرف عائلتها على حركة حرية كردستان وتابعت: "في عام ١٩٨٢ تعرفنا على الحزب مع قدوم بعض الرفاق. ثم قالوا نحن رفاق ونناضل من أجل الثورة. لقد كنا نبادلهم أيضاً الحب. وعندما كان يُنعقد الاجتماع كنا نستمع إليهم بكل حب، لكن الشهيدة "شيلان" كانت تستمع إليهم أكثر من غيرها. لقد منحهم والدي مكاناً حتى يتمكنوا من الحصول على التعليم بسهولة. في ذلك الوقت، كنا نأخذ الطعام لهم، لكن الشهيدة "شيلان" كانت تقول لنا أن ننتظر هنا وهي تذهب لوحدها. لم تكن تريدنا أن نعرف المنزل. وفي أحد الأيام، أنا وقُدرت وشيلان  عندما كنّا نأخذ الطعام لهم، قالت لنا: قفوا في رأس الشارع وأديروا لي بظهركم. وعندما لم ننظر إلى الوراء، رأينا أنها قد ذهبت ولم نرى المنزل الذي ذهبت إليه". 

في طريقها إلى أكاديمية معصوم كوركماز 

قالت "هيفا باقي" إن "شيلان" كانت تذهب إلى أكاديمية "محسوم كوركماز" خلال العطل المدرسية وقالت: “كانت تذهب كل عام خلال الإجازة المدرسية إلى الأكاديمية. وعندما كانت تعود، كانت تبدأ بتعليم الأطفال اللغة الكردية وتجمع التبرعات. عندما كانت الشهيدة "شيلان" تعطي المساعدة في المدرسة، كانت بعض الأسماء مكتوبة على دفاترهم، لكن بعض الأشخاص أخرجوا الورقة وسلموها للنظام. وبسبب تلك الورقة تم سجنها هي ووالدها لمدة خمسة أيام. وبعد ذلك الوقت وسعت "شيلان" نضالها ضد السلطة. غنت "شيلان" في فرقة أكري احتفالاً بعيد نوروز. الأشخاص الذين تعرّفوا على شيلان في ذلك الوقت لديهم إرث الشهداء وما زالوا يعملون حتى اليوم". 

"لقد التقينا مرة واحدة، وكانت هذه المرة الأخيرة أيضاً" 

وأشارت "هيفاء باقي" إلى أن "شيلان" عارضت في البداية قواعد العشائرية وحطمت تلك القواعد وقالت: "في تلك الفترة كان هناك الكثير من العنف ضد المرأة في عشائر كوباني. انتفضت "شيلان" ضد كل أنواع العنف، وقاومت وأرادت قيادة المرأة إلى النجاح. وعبرت "شيلان" الجبال الحرة عام ١٩٩١، وعادت إلى سوريا عام ٢٠٠١. الدولة والاستخبارات السورية بأكملها كانت تبحث عن "شيلان". التقينا في حلب السورية مساءاً عند عائلة وطنية. اللحظة التي عانقنا فيها بعضنا لا يمكن وصفها بالكلمات. التقينا للمرة الأولى، وكانت تلك المرة الأخيرة". 

استشهدت شيلان مع أربعة من رفاقها 

وتحدثت "هيفاء باقي" عن استشهاد الشهيدة شيلان وقالت: "استشهدت الشهيدة "شيلان" بتاريخ التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام ٢٠٠٤، أثناء محاولتها دخول الموصل مع رفاقها الأربعة. وفي الصباح أبلغوا البيت وقالوا إن ابنتك "شيلان" استشهدت. وكانت  جميع الأجهزة الاستخباراتية التي هاجمت كردستان متورطة. لقد سار الآلاف على خُطا "شيلان"، ولدينا أيضاً هذا الحزب.

سنخطو على خُطا الشهداء حتى النهاية ونعدُ بأن نقاتل إلى الأبد على هذا الخط وخط القائد آبو ونضمن الحرية الجسدية للقائد آبو".