الرفقة منذ الصغر وحتى الشهادة.. هيفيدار وفراشين وأفزم

منحت هيفيدار وفراشين وأفزم، المناضلات الثلاثة من أجل حرية كردستان، زينة بهية لإرادة النضال وثورة المرأة باستشهادهن.

في واقع الكرد وكردستان، يسير خط النضال والنجاح جنباً إلى جنب، بالإضافة إلى ذلك، جعل الكرد النضال أسلوباً للحياة والدفاع عن قضية الحرية، لقد ظهرت حقيقة النضال من أجل الحرية ودائماً، قاوم الكرد لحماية هويتهم وثقافتهم ووجودهم وأرضهم، تسير ثورة كردستان في ظروف صعبة وصعبة للغاية وفي وسط قمع وضغط شديدين، بقيت حركة الحرية الكردية لسنوات صامدة بهذه الروح، وهذا انعكس بشكل جيد في شخصية كل كردي وطني، لا نستطيع أن نصف إنجازات الكرد بكلمات قليلة، لأن الملاحم البطولية كتبت حيث وطأت أقدام الكرد.

 

عاش الثوار البارزون بهذا الفهم وكتبوا تاريخاً جديداً لحرية المرأة وكردستان من الفلسفة الحرة للقائد عبد الله أوجلان، لقد تم تضمين وجود الشعب الكردي بالنضال، وقُدّمَتْ تضحيات كبيرة من أجل ذلك، لذلك فإن كل انتصار للكرد وكردستان يتحول إلى عرس للحياة العصرية، اختارت حركة حرية كردستان هذه الإرادة القوية والفلسفة الحرة التي من أجلها يختار أبناء كردستان دائماً طريق الشرف والمقاومة، في هذا المقال سوف نشارك قصص ثلاث نساء كن صديقات منذ الطفولة وحتى الاستشهاد.

هيفيدار وفراشين وأفزم عهد الرفاقية منذ الصغر وحتى شرف الشهادة

الرفقة هي إحدى القيم المقدسة في قلب وحياة كل شخص، بهذه الوسيلة حافظت هيفيدار وفراشين وأفزم على وعود الرفقة منذ الطفولة وحتى شرف الاستشهاد، ثلاثة شابات اللواتي نشأن في منطقة صغيرة مثل تربسبيه، درسوا معاً وانضموا إلى صفوف الكريلا معاً واستشهدوا في نفس العام، قد لا يتكرر مثل هذه الملاحم في التاريخ عدة مرات، لكنها ستُكتب بأحرف من ذهب، هيفيدار وفراشين وأفزم كانوا أصدقاء في المدرسة، في بداية الثورة، انضممن إلى صفوف حركة الشبيبة الثورية وانضممن إلى حركة الحرية الكردستانية الواحدة تلو الأخرى، ربتهم عائلاتهم على الروح الوطنية، وبتلك الروح، قرّرن حماية كردستان ووعدنَ بالقتال من أجلها، إن الشعور والفكر اللذين جمعا هؤلاء الشابات الثلاثة معاً يستحق التقدير لاختيارهن بحر النضال من مجرى نهر الفلسفة الحرة، قضت الشابات الثلاثة طفولتهن معاً، ولعبنَ معاً في الشارع، ودرسنَ معاً في المدرسة، وانضممنَ إلى الثورة بروح وفكر مشترك واستشهدنَ في نفس العام، تؤكد المشاعر المشتركة لأمهاتهن هذه الحقيقة وتجعل الناس يرغبون في العودة إلى التاريخ قليلاً للتعرف عليهن عن كثب.

باستشهاد هيفيدار وفراشين وأفزم، تعبر أمهاتهم عن مشاعرهم ويخبروننا عن شهادتهم.

هيفيدار كانت تعد نفسها ضمن الشبيبة لقيادة الثورة

تحدثت والدة الشهيدة هيفيدار خَرما علي عن حياة الثائرة هيفيدار تربسبيه ومشاركتها في صفوف حركة الحرية وقالت: "الشهيد هيفيدار كانت متفوقة والأولى في مدرستها، وأيضاً كانت لديها علاقة قوية جداً مع صديقاتها، وانضمامها كانت نفسها، وقد أعدت نفسها لذلك، أكثر من المدرسة، كانت تعد نفسها لقيادة الثورة بين الشبيبة، أنا أخذت مكاني في الحزب وتابعت عملها عن كثب ضمن الشبيبة، وكنت أمنحها الروح المعنوية، لم أقف يوماً ما عائقاً أمام أحلامها وحتى انضمامها، عندما جاء رفاقها المقاتلون من الجبال الحرة إلى منزلي، سلموني رسالة لها، شاركتني فيها حبها لي ولأرضها ووطنها، عندما قرأت رسالتها، كانت مشاعرها تشدني إلى قلبها، حيث أن هيفيدار لم تندم على قرارها، وفي كل جملة كتبتْها، تقول فلتكوني فخورةً بي يا أمي، في عام 2014، انضمت هيفيدار إلى صفوف الحرية، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، عندما يتحدثون رفاقها لي عنها، أكون فخورة في المجتمع.

وعبّرت خَرما عن شعورها باستشهاد المناضلة هيفيدار تربسبيه وختمت بالقول: "لقد تأثرت باستشهادها لأنني أم، لكن في نفس الوقت أنا سعيدة لأن هيفيدار أعطتني هوية والدة شهيد، أنا الآن أستمتع بطعم جهدي وعملي لأنني وهبت كبدي لتراب وطني، في مراسيم استشهاد هيفيدار وفي حضور روحها الخالدة، غنيت أغنية الحرية، وبدلاً من الحداد، استذكرت روحها البطولية.

بعد استشهاد هيفيدار وصلت رفيقتها فراشين إلى مرتبة الشهادة، وتجددت جراحي وتأثرتُ كثيراً، فراشين وأفزم أيضاً كانتا مثل بناتي، وعندما استشهدتا أبلغت العائلة شخصياً بنبأ استشهادهما، وشعرت أنني فقدتُ جزءًا آخر من كبدي، أطفالنا من العائلات الثلاث كانوا زهرات كردستان، وأضفوا سحراً جديداً على إرادة النضال في حدائق الحرية، كان استشهادهم ثقيلاً لأن ثلاثتهم كانوا أصدقاء في المدرسة، وقد انضموا معاً في وقت قصير واستشهدوا في نفس العام، نبارك استشهاد ابطالنا للقائد آبو ونقول "الشهداء لا يموتون ".

فراشين اختارت طريق الشرف والكرامة واوصلته للنهاية

تحدثت والدة الشهيدة فراشين عمشة حسين عن حياة المناضلة فراشين متين وقالت:" إن الشهيد فراشين انضمت إلى صفوف حركة الحرية عام 2017 " وتابعت: "قبل ذلك وكأية فتاة وابنة في المنزل، كانت تدرس في المدرسة، كانت علاقاتها بالثقافة والفن قوية وأرادت الانضمام إلى مركز الثقافة والفنن، في وقت قصير، تغيرت سلوكها في المنزل، كانت تصحح أسلوب حياتها، أي نأت بنفسها عن الأشياء التي ينشغل بها الشباب اليوم، وانضمت إلى الشبيبة الثورية، هكذا كان انضمامها، كانت تدرّب نفسها مع رفاقها الشبيبة الثورية في المدرسة لكي تنضم إلى صفوف الكريلا، عندما انضمت فراشين، كنت في المنزل، جاءتني الأخبار بأنها انضمت، اتصلت مع إدارتهم عبر الهاتف وقالوا لي إنها انضمت، فارتاح قلبي لأنها اختارت لنفسها طريق الشرف.

كيف أننا نقطع وعودنا لشهداء الثورة، فإننا سنقطعها لأولادنا أيضاً، إنهم ليسوا أفضل من شهداء الثورة، بقيت ضمن صفوف حركة الحرية قرابة 6 سنوات، لم أسمع عنها شيئًا حتى جاءني خبر استشهادها، انضمت إلى صفوف الخالدين في نيسان 2022، استشهدت فراشين وهيفيدار وأفزم في نفس العام، بقدر ما عانيت من استشهاد فراشين، فقد عانيت من نفس الألم لاستشهاد هيفيدار وأفزم، كان بابي مفتوحاً للثورة وما زال مفتوحاً إلى الآن، لقد أوفت فراشين بوعدها لي، أبارك استشهادها للقائد آبو ولجميع شهداء ثورة كردستان".

كانت أفزم ترى نفسها مسؤولة عن واجبات الثورة واستشهدت لأجلها

تحدثت والدة الشهيد أفزم جيا، منتهى خليل، عن موقف المناضلة أفزم وأشارت إلى أن أفزم كانت تدرس في المدرسة في بداية الثورة، لكنها كانت منضمة لحركة الشبيبة الثورية في منطقة تربسبيه، أفادت منتهى خليل أن الشهيدة أفزم جيا كانت صاحبة موقف، تحب رفيقاتها وتمنحهم معنويات عالية وقالت: " كانت ترى نفسها مسؤولة عن واجبات الثورة وكانت تقول لي دائماً، أريد أن أكون مقاتلة، كانت تقول منذ عامين قررت أن أنضم إلى صفوف المقاتلين، لكنني لم أصل إلى تلك القناعة تماماً، الآن قمت بتدريب نفسي بشكل كامل وتوصلت إلى تلك القناعة بأنني سأكون المدافعة عن كردستان حرة، في عام 2014 التحقت بصفوف الثورة وقبل أن تذهب قالت لي ذلك في رسالتها: "بسبب حبي الصادق لكِ، ولطريق شهداء الثورة وأفكار القائد آبو، اخترت طريق الشرف والكرامة"، وذكرت في تلك الرسالة أسماء صديقاتها اللواتي كانت تحبهم كثيراً، الشهيدة هيفيدار والشهيدة فراشين اللتين سارت على دربهن، أفزم قامت بعمليتها الكبيرة مع رفاقها الأربعة وقاومت لمدة 48 يوماً ووصلت إلى مرتبة الشهادة.

أفزم استشهدت بعد رفيقتيها هيفيدار وفراشين، كنتُ أعددتُ نفسي لشهادة أفزم، لأن شعور الأم لا يمكن أن تخيب، أولادنا الثلاثة لم يتراجعوا خطوة إلى الوراء وهزموا العدو بانتصاراتهم، إن طريقهم كان طريق الشرف الكرامة حتى استشهادهم، نحن محظوظون بأن نكون من عوائل شهداء الثورة، نبارك استشهادهم للقائد آبو ولشهداء الثورة".