أهم الجسور الاستراتيجية في مقاطعة الرقة تعود للخدمة

تدمرت معظم الجسور في مقاطعة الرقة إما كلياً أو جزئياً، إثر المعارك التي دارات لطرد مرتزقة داعش عام 2017، وبعد تحريرها، بدأت هيئة البلديات في الإدارة الذاتية بإعادة تأهيل الجسور الحيوية والاستراتيجية.

تعرضت أغلبية الجسور في مقاطعة الرقة لدمار كلي أو جزئي، جراء قصفها من قبل طائرات التحالف الدولي لقطع الطرق أمام مرتزقة داعش خلال عملية "غضب الفرات" لتحرير مقاطعة الرقة عام 2017.

وبعد تحرير مقاطعة الرقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، بدأت هيئة البلديات في مقاطعة الرقة بالتنسيق مع هيئة الإدارات المحلية والبلديات لإقليم شمال وشرق سوريا، بإعادة تأهيل المنشآت الحيوية والجسور والطرق التي تدمرت جراء الحرب.

ويعد جسر الرقة الجديد من أكبر وأهم الجسور الحيوية على نهر الفرات، كونه يربط بين الرقة وريفها الجنوبي، ويعتبر ممراً للشاحنات الثقيلة القادمة من مختلف المدن السورية.

وفي كانون الثاني عام 2017، خرج جسر الرشيد "الجديد"، الذي شُيد في ستينيات القرن الماضي، عن الخدمة كلياً خلال معارك طرد مرتزقة داعش من المدينة.

وبعد خروج جسريّ الرقة الجديد "الرشيد" والمنصور "القديم"، الواقعين جنوبي مقاطعة الرقة، اضطر أهالي الرقة لاستخدام السفن والزوارق الصغيرة للتنقل بين ضفتي نهر الفرات من وإلى الريف الجنوبي والمدينة.

وفي حزيران عام 2019، أنهت لجنة الإدارة المحلية والبلديات بمجلس الرقة المدني ترميم جسر الرقة القديم "المنصور"، إلا أنه غير صالح لمرور السيارات التي تتجاوز حمولتها أربعة أطنان، وذلك بسبب قدمه وانتهاء عمره الافتراضي.

ويعود بناء جسر الرقة القديم إلى عام 1942، حيث بنته السلطات البريطانية أثناء دخولها إلى سوريا مع القوات الديغولية لقتال القوات الفيشية، أثناء الحرب العالمية الثانية، ويبلغ طوله نحو 630 متراً.

وتلجأ الشاحنات التي تفوق حمولتها أكثر من 4 أطنان إلى الطريق القديم الواصل بين الرقة والطبقة مروراً بجسر سد كديران (البعث سابقاً)، 35 كيلومتراً غرب الرقة، فتقطع المسافة ذاتها من الطرف الآخر لنهر الفرات للوصول إلى الريف الجنوبي الذي يبعد 15 كيلومتراً فقط عن المدينة، وذلك بسبب تدمر جسر الرقة الجديد المخصص للحمولات الثقيلة.

ويشهد جسر المنصور ازدحاماً متواصلاً بسبب تنقل السكان عبره من وإلى المدينة، لأنه الطريق الوحيد الواصل بين المدينة والريف الجنوبي على نهر الفرات.

وأطلقت هيئة الإدارات المحلية والبلديات في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في تشرين الأول 2022 مشروع إعادة إعمار جسر الرقة الجديد في مدة لا تتجاوز العام، لتخفيف الضغط على الجسور والسدود الأخرى وتسهيل عملية التجارة البرية والزراعية والنقل في المنطقة، ولكن أعاق الحصار المفروض على مناطق الإدارة الذاتية، استيراد المواد الأساسية لاستكمال عملية البناء، مما تسبب بتأخر تسليم المشروع في وقته المحدد، ومن المقرر أن ينتهي في نهاية شهر حزيران القادم.

ويقع على نهر الفرات داخل الأراضي السورية، 26 جسراً رئيساً تتوزع على امتداد مجرى النهر من نقطة دخوله لسوريا في بلدة جرابلس شمالاً وحتى نقطة خروجه للأراضي العراقية قرب بلدة البوكمال جنوباً.

وتضم مدينة الرقة وريفها نحو 130 جسراً، من ضمنها سدا الفرات وكديران، دُمِر منها 60 جسراً بشكل كليّ أو جزئي خلال عملية التحرير، فيما تستمر هيئة البلديات في مقاطعة الرقة بالعمل على إعادة تأهيل الجسور الصغيرة والعبارات التي أقيمت فوق فروع نهر الفرات والوديان المجاورة.

No description available.

وفي هذا الصدد، أجرت وكالة فرات للأبناء لقاءاً مع مدير مشروع جسر الرقة الجديد التابع لهيئة الإدارات المحلية والبلديات لإقليم شمال وشرق سوريا، إيهاب الحامض، والذي قال في بداية حديثه: "بدأنا بمشروع جسر الرقة الجديد في 13 تشرين الأول عام 2022، وكانت مدة تسليم المشروع عاماً واحداً، ولكن تأخر تسليم المشروع بسبب ظهور بعض الصعوبات، منها عدم وجود آليات ثقيلة لحفر الركائز المتضررة ضمن المياه إضافة لتواجد الألغام في الطرف الجنوبي للجسر، وتأخر وصول بعض المواد الاساسية بسب الحصار المفروض على مناطق شمال وشرق سوريا".

وأشار إيهاب الحامض إلى أنه وبعد الانتهاء من المشروع الجسر إنشائياً، يتم العمل على التجهيزات المعمارية والتي تتضمن أعمال تركيب الدربزون على أطراف الجسر وتركيب الإنارة، إضافة لتعبيد الجسر وتخطيطه.

وبيّن مدير مشروع جسر الرقة الجديد أنه وللتأكد من قدرة الجسر على تحمل الحمولات الثقيلة، فقد تم تجربته على مرحلتين، وقال: "وضعت حمولة بوزن 200 طن على كل فتحة لمدة 9 ساعات، وتم التأكد من سلامة الجسر بعد عملية التجربة بواسطة أجهزة المساحة للاطلاع على التسهم الناتج عن الحمولات وعودتها إلى وضعها الطبيعي، وتم إنجاز عملية التجربة بنجاح، وسيتم افتتاح الجسر خلال الأسابيع القليلة القادمة".

No description available.