شهدت مناطق شمال وشرق سوريا العام الفائت حدوث حرائق تركت أثراً بالغاً في الناتج المحلي الزراعي إضافة إلى تضرر آلاف الفلاحين وفقدان محاصيلهم بشكل كامل أو جزئي ولمنع حدوث سيناريو مشابه عملت لجان التابعة لمجلس الرقة المدني على قدم وساق لتجهيز موسم الحصاد المُقبل لتفادي حدوث حرائق مفتعلة.
اللجنة الاقتصادية تستعد لاستلام موسم القمح من الفلاحين
وحددت اللجنة الاقتصادية في الرقة سعر استلام القمح من الفلاحين ب 225 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، وجاء تحديدُ السعر عُقب اجتماعات عقدتها اللجنة مع الفلاحين في الرقة وريفها وتبيّن أن كلفة كيلو القمح الواحد 143 ليرة سورية.
وتُقدم اللجنة الاقتصادية من خلال المراكز التابعة لها والمُنتشرة في الرّقة وريفها الدعم للفلاحين والمزارعين من حيث تسليم السماد والأدوية والمُبيدات الزراعية إلى جانب تقديم البذور والمازوت اللازم لري المحاصيل.
وجهزت اللجنة ثلاث مراكز جديدة هي صوامع شنينية وكبش والكالطة مع وجود ثلاث مراكز سابقة وهي صوامع بدر والرافقة و السلحبية، بطاقة استيعابية تصل لنحو 66 ألف طن كما تم تجهيز صوامع البوعاصي بريف الطبقة التي تصل طاقتها الاستيعابية ل 120 ألف طن، حيث قدر محصول القمح لهذا العام بما يعادل مئتي ألف طن تقريباً.
وحول ذلك أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع الرئيس المشترك للجنة الاقتصادية رشاد كردو توقع فيه تلافي الازدحام الذي كان يحدث خلال الأعوام السابقة نتيجة عدم توفر المراكز اللازمة لاستلام القمح.
ونوه كردو إلى "أن الكادر الإداري سيُقسم عمله بدايةً على ثلاث مراكز هي مركز كبش في الريف الشمالي ومركز بدر في الريف الشرقي ومركز السلحبية في ريف الرقة الغربي لينتقل لاحقاً إلى المراكز الثلاث المتبقية مع إشراف لجنة الاقتصاد في الطبقة على استلام القمح في مركز البوعاصي".
وأكد كردو أن "التحضيرات تستهدف شراء كامل القمح من الفلاحين لضمان مخزون استراتيجي يكفي للرقة والطبقة".
وأضاف أنه في السنةِ السابقة استجرت مطاحن الرقة والطبقة 90 ألف طن من القمح لتوريد الطحين المدعوم للأفران كما تم تأمين 10 آلاف طن من القمح وبيعها للفلاحين كبذور".
فريق الاستجابة الأولية متأهبة لمواجهة جميع أنواع الحرائق الزراعية
ويستعد فريق الاستجابة الاولية التابعة لمجلس الرقة المدني لاستقبال موسم الحصاد من خلال تأمين فرق متأهبة لمواجهة جميع أنواع الحرائق الزراعية في موسم الحصاد المُقبل.
وشهدت المناطق في شمال شرق سورية حرائق مروعة، العام الماضي، تضرر منها الفلاحون بفقدان محاصيلهم بشكل كامل.
وبالصدد ذاته أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع قائد فريق الاستجابة الأولية ياسر الخميسي أكد فيه أن الفريق على استعداد كامل في حال حدوث أي طارئ في الموسم المقبل في الرقة وريفها.
وأوضح قائد فريق الاستجابة الاولية أن الجهوزية في هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة، مضيفاً "جهزنا أكثر من إحدى عشر عربة إطفاء إضافة إلى أربع صهاريج تزويد، كما تم التنسيق مع بلدية الشعب بالرقة ولجنة الزراعة للحصول على عمل متكامل وإنشاء غرفة عمليات مشتركة".
وأضاف ياسر الخميس "أنه تم تقسيم العمل على مفارز للخطوط في أرياف الرقة وتجهيز وسائل الراحة لأعضاء فوج الإطفاء وبلغ عددهم 64 عضواً، وأن هذا العدد الكبير نسبياً سيتمكن من تلبية النداء في حال حدوث أي حريق".
تجهيز الحصادات الزراعية واتخاذ جملة من القرارات للحد من افتعال الحرائق
وأكد حيدر الموسى عضو لجنة الزراعة ورئيس مكتب الإرشاد لوكالة فرات أن لجنة الزراعة والري تعمل على ترخيص الحصادات للأخوة الفلاحين بسبب إقبال موسم الحصاد، حيث يتوفر شروط من أجل ترخيص الحصادة بشرط أن تكون الحصادة موجودة ضمن نطاق المجلس المدني او الحدود الإدارية، يجب على كل حصادة بأن تكون محمولة بأسطوانتين إطفاء بسعة 12 كليو لتفادي الحرائق المفتعلة.
ولتفادي الحرائق قال حيدر الموسى: إن "الخطوة الأولى لتفادي افتعال أي حريق حفر جوانب الطرقات الزراعية إضافة إلى اقتلاع الأعشاب الضارة.
واختتم الموسى حديثه قائلاً: "لتوعية الفلاحين قمنا بعقد عدة مؤتمرات واجتماعات تخص الحرائق المفتعلة وضرورة الالتزام بالإرشادات التي تمنع نشوب أي حريق في الاراضي الزراعية".