وجاء في نصّ البيان:
"في الوقت الذي تزداد فيه وطأة الاحتلال في سوريا، وباتت تركيا في مقدمة الجهات الداعمة والممولة لمشروع الإرهاب في سوريا وتدعم كل الجماعات الأصولية والمرتزقة في تدمير سوريا والمنطقة ؛ وأيضاً في ظل غياب الحرص الوطني السوري المسؤول حيال ما تفعله تركيا ومرتزقتها في عموم المناطق التي تحتلها من نهب وسلب وقتل وتدمير ورفع للعلم التركي وإلحاق هذه المناطق بالدولة التركية وتمجيد أردوغان عبر الشعارات وفرض اللغة والمنهاج التركي في المدارس والتعامل بالعملة التركية ضمن الجغرافية السورية؛ تخرج مجموعة تطلق نداءً إلى المجتمع الدولي وتسمي نفسها بتحالف القبائل وعشائر المنطقة الشرقية من مناطق دير الزور والرقة والحسكة ومعها مجموعات تسمي نفسها بأنها نخب ثقافية واجتماعية وقوى أخرى تصف نفسها بأنها ثورية، تتحدث فيه عن مجموعة من الاتهامات والأمور التي ليست لها علاقة بالواقع مطلقاً في شقها المتعلق بالهجوم على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية؛ في الوقت الذي نرحب فيه بأي مقترحات وملاحظات منطقية ومعقولة لما فيها من ضرورة وخدمة لسوريا وشعبها فإننا نطلعكم بأن ما تم تداوله في التقرير الذي أصدرته المجموعات المذكورة لا علاقة له على الإطلاق لا بخدمة سوريا ولا بمصلحة الشعب السوري.
اتهامات لصرف النظر عن جرائم تركيا في المناطق المحتلة
هذه الاتهامات هي من مجموعات معينة موجودة في تركيا وتقوم تركيا عبر دوائر خاصة بإداراتهم وكذلك يعملون من أجل أهداف سياسية بحتة في سوريا ويحاولون بشتى الوسائل صرف النظر عن الانتهاكات التي تقوم بها تركيا في سوريا عبر توجيه الاتهامات الباطلة والزائفة لنا في محاولة علنية منها لخلق الفتن والصراعات و تشويه أي دور وطني يتم بذله من أجل بناء سوريا ومستقبلها الديمقراطي، وكذلك من أجل الاستقرار، وانطلاقاً من ضرورة التوضيح وعدم خداع الرأي العام العالمي فإننا نتوجه وبدلائل ملموسة وعملية موجودة في مناطقنا بمجموعة من التوضيحات على عكس ما تدعي تلك المجموعات والتي لا تستند في اتهاماتها إلى أية دلائل أو وثائق".
الإدارة الذاتية لا تمس وحدة سوريا
في البداية تقوم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا منذ تأسيسها وفق قوانين تضمن وتفرض احترام كافة الشعوب والأديان والمعتقدات، وهذا هو الركن الأساسي الذي تعتمد عليه الإدارة خلال مراحل تطور النظام السياسي في منطقة شمال وشرق سوريا منذ أواخر عام 2013.
هي ذات طابع إداري ولا تمس وحدة سوريا ولا وحدة شعبها بل على العكس تماماً الإدارة الذاتية مشروع نوعي يقضي على النموذج الكلاسيكي المركزي في الإدارة ولأول مرة في تاريخ سوريا يعطي مشروع الإدارة الذاتية الشعب حقه في القرار والإدارة بمختلف مكوناته ووفق ما يخدم ثقافته وتاريخه وتعايشه المشترك وأخوة الشعوب.
تعمل كافة المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية على نبذ خطاب الكراهية الدينية والعرقية، وهي تضع كل طاقاتها في سبيل دعم التسامح بين الجميع، كما تكفل اللوائح والقوانين حرية الاعتقاد وممارسة الطقوس الدينية.
آليات التنظيم الذاتي للدفاع والحماية:
تعدّ ثقافة الحماية الذاتية والدفاع الذاتي الأساس الرئيس المتبع في الجانب العسكري والمجتمعي؛ حيث تعدّ قوات سوريا الديمقراطية التي تشكلت في 10 تشرين الأول عام 2015 المظلة العسكرية الجامعة لكافة القوى العسكرية، وتتألف هذه القوات من كافة أهالي المنطقة من عرب وكرد وسريان وأرمن، وعملت على تحرير مساحات شاسعة واستراتيجية كان التنظيم الإرهابي قد احتلها.
تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من كافة مكونات المنطقة بدعم من التحالف الدولي من هزيمة تنظيم "داعش" وإنهاء خلافته في آذار عام 2019 وبذلك تم تخليص الشعبين السوري والعراقي وكافة العالم من أخطر تنظيم.
وتتكون قوات سوريا الديمقراطية من مجموعة من الفصائل والألوية العسكرية المقاتلة المنتمية إلى كافة شرائح والمكونات التي تتواجد في مناطق انتشارها على الجغرافية السورية.
ارتباط اسم قوات سوريا الديمقراطية بما يتم الحديث عنه من إبادة بحق مكون معين وما إلى هنالك من اتهامات هي بهدف تشويه نضال هذه القوات التي ساهمت في إحلال الاستقرار في المنطقة وعموم العالم بعد أن قدمت أكثر من 11 ألف شهيد و25 ألف جريح ومئات من الإعاقات المستدامة، عملياً فشلت الكثير من الأطراف التي تدعي الحرص على وحدة سوريا وحماية شعبها في القيام بواجبهم يجعلهم اليوم في موقع الاتهام لهذه القوات والتشهير بها للتغطية على ما فعلوه بحق الشعب السوري من انتهاكات وإبادات وقمع وتغيير ديموغرافي لهوية المناطق الأصيلة كما الحال اليوم في مدينة إدلب وعفرين ورأس العين وتل أبيض وغيرها من المناطق، وتحت شعارات الثورة السورية بما يخدم مصالحهم الذاتية دون أية اعتبارات لمستقبل سوريا وشعبها.
مناطق شمال وشرق سوريا أبوابها مفتوحة لكل من يريد التأكد والاطلاع على هذه الحقائق بشكل عملي ويمكن مقارنتها مع عموم الجغرافيا السورية الأخرى مع التأكيد بأننا هنا لا نعني الفصل في وحدة سوريا بقدر ما يهمنا توضيح ما تفعله اليوم المجموعات المحسوبة على تركيا ومن يساهمون في تطوير الاحتلال في سوريا وتقسيمها، كما أن الحديث المتعلق بتجنيد القاصرين والأطفال في الأعمال العسكرية مطلقاً غير صحيح وقوات سوريا الديمقراطية تعمل على الالتزام التام بما تم الاتفاق عليه في حزيران 2019 مع الأمم المتحدة في جنيف وهناك هيئات تراقب وتتابع مجريات هذا الاتفاق ولم يتم تسجيل أية حالات خرق.
مجلس سوريا الديمقراطية:
عقد المؤتمر التأسيسي للمجلس في مدينة ديريك/شمال شرق سوريا/ 9 كانون الأول/ديسمبر 2015 وعلى إثره بلور المجلس أهدافه القائمة على المساواة بين جميع السوريين والتي يسعى إلى تحقيقها في إطار الدولة السورية.
ويعدّ مجلس سوريا الديمقراطية إطاراً وطنياً ديمقراطياً سورياً يتكون من القوى المجتمعية والسياسية والشخصيات المستقلة التي تصادق على وثائقه وهو منفتح على جميع التنظيمات والشخصيات السياسية من أجل تحمل مسؤولياتهم في إنقاذ سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري في التغيير الديمقراطي الشامل والمساواة بين الجنسين والعدالة وبناء النظام الذي يعبر عن المشروع الوطني الذي يشكل جسراً لخلاص السوريين.
من أجل ذلك فإن مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) يخوض نضالاً مستمراً في مكافحة التطرف بكافة أشكاله، وإقامة الإدارات المدنية و الذاتية التي تضع الأساس لنظام سياسي ديمقراطي يترجم مبدأ اللامركزية الضامن لنجاح مشاريع التنمية المستدامة في كافة أرجاء البلاد وتقويض أسس التمييز والتسلط
كما أن مجلس سوريا الديمقراطية هو المرجعية والمظلة السياسية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، وهي المخولّة بإجراء أية عملية تفاوضية معتبراً خيار الحل السياسي عبر المفاوضات هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.
التعليم في شمال وشرق سوريا:
في ظل الحرب والصراع الموجود في سوريا لم يكن التعليم موضع إهمال في مناطق الإدارة الذاتية حيث تم تأهيل الكوادر التعليمية اللازمة والمختصة لوضعهم في قطاع التربية والتعليم لمنع تسرب الجيل الحالي الذي نشأ في ظل الحرب التي لا تزال مشتعلة.
منذ بداية تأسيسه وضع القائمون على القطاع التعليمي الاختلافات المجتمعية نصب أعينهم، ولذلك عملوا على تطوير مناهج تعليمية عصرية تقوم على احترام كافة الشعوب وتدفع بعجلة التعليم نحو الأمام من خلال إدخال نظام التعليم باللغات الكردية والعربية والسريانية، ليتمتع كل طفل بحقه في التعلم بلغته الأم، وهو ما تضمنه المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، ما تتضمنها المناهج الموجودة باللغات الثلاث في منطقتنا لا تلزم أحد بأن يتعلمها قبل أن يكون لها دور في وضعها وتأسيسها بمعنى أن المناهج تقوم بمؤسسات مختصة موجودة فيها كافة المكونات التي تساهم في عملية الإعداد العربي، الكردي، السرياني مع مراعاة الكثير من الجوانب المهمة في تاريخ وعادات وثقافة هذه المكونات والإصرار على تناول الجوانب الصحيحة والعمل على تنمية الطلبة علمياً وثقافياً ومجتمعياً بما يخدم دوره مع التأكيد على الخطاب المهم في هذه المناهج هو العيش المشترك والأخوة والسلام على عكس حالات التفرقة التي يحاول البعض تمثيلها عملياً في الواقع السوري أو من خلال محاولات زرع الفتن والتفرقة والخلافات.
مع التأكيد التام بأن حديث هذه المجموعات التي أطلقت النداء المذكور إلى المجتمع الدولي عن أدلجة المناهج أو فرضها على العرب كما يتحدثون غير صحيح وأن المناطق العربية تشهد تعليماً وفق نظام التعليم الذاتي المعتمد من قبل اليونيسف خاصة في مناطق دير الزور والرقة والطبقة ومنبج.
المساواة بين الجنسين:
بذلت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا جهوداً استثنائية لتمكين دور المرأة في المجتمع ودعمها بهدف إنهاء الظلم المفروض عليها في كافة المجالات سواء أكان من الناحية القانونية أو المجتمعية، ولتحقيق ذلك أسست الإدارة مراكز خاصة لدعم المرأة وتقديم كافة الخدمات اللازمة لها من قبيل حمايتها من العنف الأسري وتوفير مسكن لها في حالات الضرورة.
كما وأحرزت الإدارة تقدماُ من خلال سن قوانين تقوم بحماية المرأة وإنصافها في قضايا الإرث والزواج والطلاق والحضانة، ناهيك عن الدور الريادي الذي لعبته المرأة على الصعيد العسكري في المشاركة بالمعارك ضد تنظيم "داعش" وكافة المجموعات الإرهابية التي حاولت ولا تزال تحاول زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
مناطق الإدارة الذاتية: ملجأ للنازحين من الحرب
على الرغم من تعرض مناطق الإدارة الذاتية، ومنذ سنوات لهجمات متواصلة من تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى وجيش الاحتلال التركي، إلا أن المنطقة كانت ولا تزال توفر ملجأً لكافة السوريين الهاربين من بطش المجموعات الإرهابية العاملة تحت إمرة الاحتلال التركي أو من بطش أجهزة النظام الأمنية.
كانت عفرين قبل أن يتم احتلالها من قبل الدولة التركية والمجموعات التابعة لتنظيم القاعدة، ملجأ لأكثر من نصف مليون سوري كانوا هاربين من المناطق الأخرى ووجدوا الحماية والأمن والاستقرار في تلك المنطقة، غالبية القادمين كانوا من المكون العربي، ولكنهم كانوا يشعرون بالأمن والاستقرار وهو ما دفع الكثيرين منهم للبقاء في المنطقة، لاستثمار الأموال في تلك المنطقة.
ومع اشتداد المعارك في محافظة إدلب بين النظام السوري مدعوماً بالقوات الروسية والإيرانية من جهة وكتائب المعارضة وهيئة تحرير الشام (تنظيم القاعدة) المدعومين من تركيا من جهة أخرى، أعلنت الإدارة الذاتية استعدادها لاستقبال المدنيين من محافظة إدلب وحمايتهم وبالفعل جرى استقبال الآلاف منهم وتوفير كافة المستلزمات الضرورية لحياتهم اليومية في مناطق الإدارة.
إن الادارة الذاتية الديمقراطية وعبر السنوات الطويلة الماضية قدمت كل الدعم لقطاعات التعليم والتربية والطفولة والمرأة، وأشرفت على برامج واسعة هدفها رفع سوية وعي المواطن، وتقديم كل الدعم له من أجل أن يتمكن من التعلم بلغته الأم ، وتطوير تراثه وفلكلوره الشعبي.
والإدارة الذاتية لا تفضل قومية على أخرى، فهي قائمة على أخوة الشعوب وتنبذ القومية الضيقة وترفض كل الانتماءات والعصبيات التي تقصي الآخرين.
وكل وسائل الإعلام وبمختلف اللغات تعمل في مناطق الإدارة الذاتية، وتبث البرامج وسط الناس بكل حرية ودون أي تدخل من أي مؤسسة من مؤسسات الإدارة الذاتية وحرية التعبير مكفولة، إلا ما يتعلق بدعم الإرهاب ونشر الكراهية ومعاداة المكونات والتعرض لها بالتحقير.
إن كافة المكونات تمارس هويتها بكل حرية، ولا أحد يتدخل لمنعها أو التضييق عليها، وبخلاف فترة حكم "داعش" والمناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها، فإن الشعب يميل ويؤيد الإدارة الذاتية وبرامجها، ويجد كل الحرية والقبول من مؤسسات هذه الإدارة التي تقوم على مبدأ الحرية وأخوة الشعوب، وأثبتت بأنها إدارة ديمقراطية لكل الناس، وليست حكراً على فئة أو عرق".