وجاء في نصّ البيان:
"أدى انتشار مرض فايروس كورونا المستجد ( كوفيد -١٩) إلى خلق أزمة إقتصادية وصحية في العالم؛ كذلك زاد الصراع وتعمق ما بين القوى المتصارعة بالرغم من أن النداءات الأممية التي تمت بفعل هذه الأزمة والتي دعت إلى نبذ العنف والصراع؛ إننا ندعم تلك الجهود حتى الآن ولا زلنا نرى بأن الحرب والصراع لا يمكن أن يخدم الشعوب ولا مستقبلها.
الأزمة السورية المستمرة على مدار تسع سنوات لازالت تفتقر لأفق الحل والتوافق السياسي وهذا جلب معه تداعيات خطيرة، والذي بدروه كان النظام السوري مسؤولاً أساسياً عن هذه التداعيات كونه تمسك بمنطق العنف ونبذ الحوار والتوافق السوري، هذه التداعيات التي ألقت بظلالها على كافة النواحي بما فيها النواحي الإقتصادية من خلال العقوبات التي تم فرضها على سوريا من قبل أمريكا بغية إجبار النظام على الخضوع للضغوط من أجل قبول العملية السياسية في سوريا.
هذه العقوبات التي تم فرضها على دمشق ومع إقتراب سريان مفعول قانون قيصر بشكل خاص كل هذا دون شك سيكون له تأثير على كافة المناطق السورية بما فيها مناطق الإدارة الذاتية والتي هي جزء من سوريا كون التعاملات مع الداخل السوري قائمة وتتأثر في هذه العقوبات كل القطاعات؛ هذا بحد ذاته يخلق تبعات سلبية على مناطقنا ويخلق مشاكل كبيرة، خاصة في ظل تحول مناطقنا لنقطة مهمة من أجل مقاومة الإرهاب وتنظيم داعش.
بفرض العقوبات وتأثر مناطقنا فإن هذا سيؤثر بشكل مباشر على جهود مكافحة الإرهاب حكماً.
نتوجه في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلى المجتمع الدولي وكذلك المؤسسات الأممية والتحالف الدولي بضرورة إعادة النظر في منع تأثر مناطق مكافحة الإرهاب بهذه العقوبات؛ لأنه مع وجود العقوبات سيكون هناك فرص جادة وحقيقية لإعادة تموضع تنظيم داعش وسيعود خطره على عموم سوريا والمنطقة والعالم؛ لذا يجب أن تكون هناك اجراءات تمنع تأثر مناطقنا لمنع تشتيت التركيز على جهود مكافحة تنظيم داعش.
كذلك كإدارة ذاتية سنقوم بدورنا بما يخفف من تأثير هذه العقوبات وتداعيات قانون قيصر على مناطقنا ونحاول درء مخاطره وتبعاته السلبية بأقصى الإمكانات، كذلك ستكون هناك متابعة للأوضاع عبر مؤسساتنا لمنع استغلال هذه الأزمة من قبل أحد ومنع تطور حالات الإحتكار ضد شعبنا خاصة فيما يتعلق بالمواد الرئيسية؛ ولن تتهاون الإدارة في ممارسة أقسى العقوبات بحق كل من يسعى لتعميق الأزمة الإقتصادية؛ كما نتوجه إلى شعبنا بضرورة التعاون مع الإدارة الذاتية والتحلي بالوعي حيال التأثير المفروض على سوريا ومناطقنا كون هذه التأثيرات هي خارجة عن دائرة التحكم؛ ولابد من أن يكون التطور والدعم الذاتي حاضراً بحيث يستفيد شعبنا من تركيبة وغنى مناطقنا الزراعية عبر الدعم الذاتي من الناحية الإقتصادية ومشاريع تنمية تسد الحاجات الضرورية والأساسية التي يمكن أن يتم سدها عبر الدعم الذاتي؛ كذلك نعوّل على وعي وقدرة شعبنا على منع قيام البعض بتجارة هذه الأزمة واستهداف جوانب لا علاقة لها بهذه الأزمة من خلال شخصيات ومؤسسات تمارس الحرب الخاصة الإعلامية".