كوباني - من المعروف أن مكتبات الكتب لها دور فعال في تثقيف وتدريب وتوعية المجتمع، ولأن معظم المدن الكردية كانت تفتقر إلى تلك المكتبات الفعالة بحكم أيدلوجية البعث المصبوغة بالفكر الشوفيني، فتركت المجتمع تعيش في وطأة ندرة التثقيف والمطالعة، والانتهال من المصادر الثقافية القيمة، لكن هذا المشهد تبدل أثر تحرير مدينة كوباني منذ أشهر حيث سارع المركز الثقافي"باقي خدو" إلى تدشين جناح مخصص للكتب التعليمية واللغوية والثقافية، في خطوة لردم فجوة السلبيات المتراكمة، وبث روح القراءة والمطالعة عوضاً عنها وذلك لدى فئة الشباب والشرائح الاجتماعية الأخرى.
وفور افتتاح المكتبة لقي إقبالاً منقطع النظير من الطلبة الجامعيين، والشرائح المتعلمة، ولعل ما يشرح عنه مامد علي أحد رواد المكتبة عن أهمية إحدى الكتب الكردية، يعكس مدى تطابق هذه المكتبة مع تطلعات الناس في المدينة، حيث كان يقرأ كتاب يتناول تاريخ الأدب الكردي، حيث يقول مامد:" إن هذا الكتاب يسهب في شرح الثقافة والتاريخ الكردي، يتناول حياة الشاعر جكرخوين، وكيف لعب دوراً ريادياً في تطور الشعر والثقافة الكردية".
ويؤكد أن "هذا الكتاب نادراً ما تجده في غرب كردستان فهو مفقود في الأسواق والمنازل، كما انه يتمتع بأهمية كبيرة، لذا على كل واحد منا أن يطالع هذا الكتاب".
وحسب ما يرويه القائمين على المكتبة أن المكتبة تفتح أبوابها أمام الطلبة والمدرسين المتعطشين لتسليح أنفسهم بالوعي والمعرفة، وتحتوي المكتبة على مجموعة متنوعة من الكتب الفكرية والثقافية والتاريخية تسلط الضوء فيها على تاريخ كردستان وثقافتها وحضارتها.
وحسب ما يؤكد رودي حسن المشرف على الشؤون الإدارية للمكتبة أن الناس تنجذب في الوهلة الأولى إلى الكتب التاريخية التي تسرد تاريخ الكرد، لكن مع المرور الوقت بات العلوم والآداب تثير شهية القراء.
ويضيف رودي في سياق معاناتهم في المكتبة قائلاً: " نفتقر إلى قلة في الكتب، لكن ما يهمنا أن يعتاد الناس ارتياد المكتبة كخطوة أولوية، ومن ثم نرجو أن تعود الفائدة الفكرية لهم".
وما يلفت الانتباه في هذه المكتبة وجود صحف ومجلات تاريخية قيمة، ويبرر رودي سبب تواجد تلك المجلات والصحف إلى ضرورة اطلاع القراء على دور هؤلاء الرواد في إخراج الواقع الكردي إلى حيز الواقع.
ويستشهد رودي بمجلة هاوار ودور المفكر جلادت بدرخان في نشر اللغة الكردية بين صفوف المجتمع في الوقت الذي كان القمع الممنهج ممارس بحق الكرد في أجزاء كردستان الأربعة.