مركز محمد شيخو للثقافة و الفن مرآة تعكس عمل حركة المجتمع الديمقراطي في غرب كردستان

مركز محمد شيخو للثقافة و الفن مرآة تعكس عمل حركة المجتمع الديمقراطي في غرب كردستان



قامشلو: جان رمو

الأكراد طالما ثاروا ضد الصهر القومي و تمسكوا بتراثهم و ثقافتهم التي تعتبر من أعرق و أقدم الثقافات في الشرق الأوسط والعالم و انطلاقاً من ضرورة تفعيل مبدأ التعاون و التكامل بين مختلف قطاعات و مؤسسات الفكر و الثقافة و الفن لتفعيل رؤى و أهداف القيادة الحكيمة لحركة المجتمع الديمقراطي لغربي كردستان ( TEV-DEM ) في تشجيع الإبداع الفكري و الثقافي و لإبراز ثقافة المجتمع الكردي و تاريخها الحضاري و كخطوة البداية نحو تأسيس نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية في غربي كردستان أُفتتح مؤخراً في مدينة قامشلو مركز محمد شيخو للثقافة و الفن الكردي و الذي أُنشئ لهذه الغاية , هذا المركز يضم أقساماً تُعنى بالموسيقى و المسرح والسينما و الدبكات الفلكلورية الكردية .

كُّل بهار هي عضوةٌ إدارية في مركز محمد شيخو للثقافة و الفن و التي قالت بأن " مراكز الثقافة و الفن هي المرآة التي تعكس عمل حركة المجتمع الديمقراطي لغربي كردستان " وكما هو معروف عن حركة المجتمع الديمقراطي لغربي كردستان بأنها تهدف إلى احياء و تشجيع الحوار و التبادل الثقافي بين شتى الثقافات الموجودة في المنطقة لاعتبارها الأساس في أخوة الشعوب و التعايش المشترك بالاضافة إلى أنها مراكز للتفاهم المتبادل بين الحضارات .كما قالت كُّل بهار " مراكز الثقافة و الفن هي من أحد أُسس بناء الإدارة الذاتية الديمقراطية " , فالثقافة و الفن تعبر عن مدى إدراك الفرد و المجتمع للعلوم و المعرفة في شتى مجالات الحياة , فكلما زاد نشاط الفرد و مطالعته و اكتسابه الخبرة في الحياة زاد معه معدل الوعي الثقافي لديه و بالتالي أصبح عنصراً بناءً في المجتمع وقادراً على إدارة اموره بنفسه بعيداً عن مركزية الإدارة للسلطة الحاكمة وهذا من شأنه ترسيخ نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية في المجتمع . كما توجهت كُّل بهار برسالة إلى الشعب الكردي قائلةً " كل من يجد في نفسه موهبة في التمثيل و الغناء و الرسم و الموسيقى فلينضم إلى المركز " .

دانيش عضوٌ في فرقة بوطان الغنائية و الذي قال بأن" المركز هو لعامة الشعب الكردي " لأن مراكز الثقافة و الفن تلعب دوراً بارزاً في دعم الحركة الفكرية و الثقافية في المناطق الكردية من خلال الارتقاء بالمعرفة , بالاضافة إلى تنظيم و احتضان مختلف الفعاليات و الأنشطة الوطنية الهادفة إلى توعية الشعب الكردي .

كما قال دانيش بأن "افتتاح هذا المركز كان له فوائد كثيرة على فرقة بوطان " مشيراً بذلك إلى المصاعب التي كانت تواجه الفرقة قبل افتتاح هذا المركز , حيث أنه من المعروف أن السلطة البعثية في سوريا لم تسمح يوماً للأكراد بالتعبير عن ثقافتهم و توصيلها إلى المجتمع السوري لأنها لم تكن تتقبل ثقافة الآخر بل كانت تعمد على نشر ثقافة البعث الشوفينية في المجتمع , وكانت تقوم دوماً بملاحقة أعضاء فرقة بوطان و تعتقلهم وتزج بهم في السجون .كما أشار بأنهم كانوا يواجهون صعوبة في تأمين مكان التدريب حيث قال بأن" المركز يوفر لنا المناخ المناسب للتدريب بعيداً عن الضغوطات" .

روجبين طفلة في الحادية عشرة من العمر و التي قالت " لا أعرف ماذا أقول سوى أن سروري بأفتتاح هذا المركز لا يوصف " لم لا تكون مسرورة وهي التي ستتمتع منذ نعومة أظفارها بمركز يتبنى مواهبها و يساعدها في تنمية قُدراتها الفنية و الثقافية لتصل إلى مرحلة الشباب وتكون قد صّقلت مهاراتِها وأصبحت قادرةً على نشر الثقافة الكردية للبشرية .

هوزان مدرب فرقة الدبكة قال بأن " مركز محمد شيخو سيتيح لنا تعريف المجتمع الكردي والسوري بالثقافة و الفلكلور الكردي العريق " فالثقافة و الفلكلور هي طريقة حياتية تميز كل مجموعة بشرية عن الأخرى , وهذا الفلكلور يتم تعلمه و تداوله ونقله من جيل لآخر و بذلك تكون المجموعة البشرية قد حافظت على أصالتها و تراثها , وهذه المراكز من شأنها أن توفر المكان المناسب الذي يتم فيه التدرب على الفنون بشتى أنواعها بالاضافة إلى دعمها للقدرات الفنية للفنانين و الموهوبين . كما اشار هوزان بأنهم حالياً يجهزون أنفسهم لعيد النوروز و يتدربون على الدبكات الفلكلورية الكردية التي سيقدمونها , كما قال ايضاً " الأقسام العديدة للمركز له أثر إيجابي على تقوية الروابط الاجتماعية بين المنتسبين" .

علي وهو استاذ الموسيقا في المركز و الذي قال " المركز يهدف إلى تعريف الطلبة بتاريخ الموسيقا الكردية و يعلمهم الطريقة العلمية الصحيحة في فنون الموسيقا " . فالموسيقا الكردية معروفة للجميع بأصالتها و قِدمها و التي أغنت البشرية جمعاء , حيث قامت العديد من المجتمعات الحديثة بأخذ هذه الثقافة الموسيقية و تنسيبها إلى نفسها أمثال الدولة التركية التي تعتمد في تراثها الموسيقي أساساً على الموسيقا الكردية و التاريخ شاهد على ذلك و الدليل هو أن الآلات الموسيقية و كذلك الألحان و الملحنين المشهورين في تركيا هم أكراد أمثال المغني ابراهيم تاتليسيس و الملحنان بلال أرزينجان ويوسف هيال أوغلو . و أكد علي على أنه تم تخريخ دفعة من الطلبة وأنه حالياً يتم تدريب دفعة أخرى . و أشار في نهاية كلامه بأن تسمية المركز باسم محمد شيخو إنما يعود إلى ما قدمه الفنان الراحل محمد شيخو من دروس في الفن و الموسيقى للشعب الكردي .