تشهد مدينة درباسية ازدهار وانتعاش لحركة البناء والعمران، العشرات من الأبنية الجديدة قيد الإعمار في أحياء المدينة، والأهالي يقولون إنهم بحاجة إلى أيدي عاملة.

فرض النظام البعثي إبان حكمه قوانين صارمة على حركة العمران في مدينة درباسية التي تقع في مقاطعة الجزيرة على الحدود مع باكور كردستان، ومنعت الأهالي من الإعمار وبناء المنازل. ومع بدء ثورة روج آفا بدأ الشعب بإدارة شؤونه بنفسه وشهدت المدينة إزدهاراً في مختلف المجالات. حيث تشهد حركة العمران والبناء انتعاشاً ملحوظاً في مختلف أحياء المدينة.

البلدية تمنح تراخيص البناء

وبهدف الحد من البناء العشوائي والالتزام بالمعايير الفنية تشرف بلدية الشعب في مدينة درباسية على ترخيص البناء وفق القوانين المتبعة في البلدية.

الرئيس المشترك لبلدية الشعب في المدينة حميد معيش قال إن المدينة تشهد حركة بناء متسارعة في الآونة الأخيرة، وأضاف “تشهد المدينة منذ العام المنصرم حركة بناء مكثفة. في البداية لم تجري عمليات البناء بشكل منظم. ونحن كبلدية الشعب بدأنا بالإشراف على ترخيص عمليات البناء، وسمحنا للأهالي ببناء حتى 4 طوابق فيما كان الحد المسموح به سابقاً هو طابقين فقط. نحن نمنح الرخص والمهندسين يشرفون على عمليات البناء”. 

وقال معيش إن بلدية الشعب منحت خلال الفترة الأخيرة 104 رخصة بناء للأهالي، وتابع قائلاً “إضافة إلى ذلك فإننا ندرس الأبنية المعمرة سابقاً من خلال المهندسين الفنيين، وإذا كانت قواعد البناء تسمح ببناء طوابق إضافية فإننا نمنح صاحب البناء رخصة لبناء طوابق إضافية، إما إذا كانت القواعد غير متينة فإننا لا نسمح بإضافة طوابق”.

المدينة بحاجة إلى أيدي عاملة

بسبب كثافة حركة العمران تحتاج مدينة درباسية إلى مزيد من الأيدي العاملة، وبسبب قلة عدد العمال تم تأخير إنجاز العديد من الأبنية. المواطن زكي شيخي 60 عاماً ناشد أهالي المدينة بالعودة إلى المدينة والمساهمة في إعمار مدينتهم، وأضاف “ابني كان يعمل في باشور كردستان. ورغم إن الأجور مرتفعة هناك إلا أن المصاريف كثيرة أيضاً، جميع الأجور تصرف على آجار السكن ومصاريف المواصلات وغيرها، كما أن أصحاب العمل لا يعطون العمال أجورهم في الكثير من الأحيان، أصحاب العمل لم يعطوا ابني أجور العمل. هنا في درباسية يتقاضى العمال مبلغ 75 ألف ليرة شهرياً، ولكن المصاريف قليلة. على جميع العمال الموجودين في الخارج العودة إلى ديارهم والعمل هنا”.

العامل مهند علي أصلان والذي يعمل في البناء قال إن فرص العمل متوفرة في درباسية وليست هناك دواعي للنزوح، وأضاف “نحتاج إلى الكثير من الأيدي العاملة، ونقص العمال يؤدي إلى تأخير أعمال البناء. أناشد جميع أهالي روج آفا الموجودين في الخارج بالعودة إلى روج آفا والمساهمة في أعمال البناء”.

عمال من خارج المنطقة يعملون في المدينة

العامل حسن علي من أهالي مدينة حسكة قدم مع عدد من العمال الآخرين إلى مدينة درباسية للعمل كنجار بيتون. يقول حسن إنهم عملوا لفترة في باشور كردستان ومن ثم عادوا إلى روج آفا بعد أن توفرت فرص العمل للمساهمة في إعمار منطقتهم.

وأضاف حسن “عملنا فترة طويلة خارج الوطن، والآن توفرت فرص العمل في مناطقنا، لذلك عدنا إلى الوطن للعمل. حبذا لو توفرت فرص عمل مماثلة في مدينة حسكة لنعمل في إعمار منطقتنا”.