عفرين - منذ بدء العام الدراسي الجديد قامت مؤسسة اللغة الكردية بكل طاقاتها من اجل جعل اللغة الكردية رسمية في المدارس الحكومية من أجل تعليم كافة أطياف المجتمع المقيم في غرب كردستان، ورغم اصطدام المؤسسة بالذهنية الشوفينية للنظام البعثي ووقوف بعض الاحزاب الكردية الى جانبها في منع تعليم الكردية في المدارس الرسمية إلا أنه كان لمؤسسة اللغة الكردية ما ارادت بجعل اللغة الكردية رسمية في مدارس غرب كردستان.
ومن هذا المنطلق قامت مؤسسة اللغة الكردية بتشكيل هيئة للمراقبة تقوم بمراقبة شؤون المدارس والمعلمين والطلاب في المدارس الرسمية، وقامت مؤسسة اللغة الكردية في ناحية جنديرس التابعة لمنطقة عفرين بفتح باب الترشيح أمام المدرسين في مدرسة خالد بن الوليد لانتخاب مدير للمدرسة بدلاً من المدير المكلف من قبل النظام البعثي وذلك بعد حدوث أكثر من مشكلة في المدرسة بين المدير والمعلمين والطلاب نتيجة اتباع المدير لسياسة العنصرية التي كان لا يزال المدير يسيرها في المدرسة.
حيث قامت مؤسسة اللغة الكردية بعقد اجتماع طارئ للمعلمين في المدرسة لإيقاف المدير القديم وفتح باب الترشيح للمعلمين لانتخاب مدير جديد وتقدموا إلى صناديق الاقتراع وبعد ذلك تم انتخاب الاستاذ نبي أحمد مديراً للمدرسة بطريقة ديمقراطية.
وتحدث فريد حبو ممثل اللغة الكردية في ناحية جنديرس قائلاً: "في الآونة الأخيرة شهدت المنطقة الكثير من الصعوبات والمشاكل وخاصةً مشكلة اللغة الكردية وعدم الاعتراف بها دستوريا لا من قبل النظام البعثي ولا من قبل المعارضة السورية ومن هذا المنطلق قمنا بإدخال اللغة الكردية إلى مدارس الحكومية في غربي كردستان ولمراقبتنا للمدارس رأينا بان هنالك مشاكل وخلل في ادارة مدرسة خالد بن وليد وقمنا بعقد اجتماع للمدرسين في المدرسة وحققنا في شأن الادارة وتبين بان المدير يقوم بإصدار قرارات بمبادرته الشخصية دون علم مؤسسة اللغة الكردية والمعلمين مثل إغلاق المدرسة وغيرها من القرارات". مشيراً إلى أنهم فتحوا باب الترشح لمدرسي المدرسة من اجل انتخاب مدير جديد بشكل ديمقراطي ولأول مرة في غرب كردستان.
وكما تحدث الاستاذ نبي احمد مدير مدرسة خالد بن وليد المدير المرشح من قبل المدرسين عن طريق صناديق الاقتراع بطريقة ديمقراطية قائلاً "في البداية اود ان اشكر مؤسسة اللغة الكردية SZK التي ساهمت في اجراء الانتخابات لأول مرة على مستوى سوريا وغرب كردستان".
وتابع حديثه "في الماضي كان النظام هو الذي يعين الموظفين لكل المؤسسات الحكومية ليس عن طريق الانتخابات الديمقراطية بل بطريقة لا علاقة لها بالديمقراطية مثلا كان لا يجوز توظيف أي موظف الا ان يكون عضوا في حزب البعث وعن طريق الواسطة والرشاوي".
واشار احمد في حديثه "الحمد لله بجهود حركة المجتمع الديمقراطي وتشكيلها مؤسساتها المدنية بطريقة الانتخابات الحرة وبفضل مؤسسة اللغة الكردية في ناحية جنديرس التي فتحت باب الترشيح الى منصب مدير المدرسة قمت انا والبعض من رفاقي بترشيح انفسنا الى هذا المنصب وجرت الانتخاب واصبحت مدير للمدرسة بطريقة ديمقراطية".
واختتم احمد كلامه بالقول: "انا من جهتي سوف اقوم بواجبي على اكمل وجه مع المعلمين وطلاب المدرسة وسأعمل بكل ضمير واخلاص في هذه المدرسة ومع الشعب في ناحية جنديرس".
وتحدث ايضا الاستاذ محمد شيخ درويش "تم انتخاب الاستاذ نبي احمد بطريق الانتخابات بحضور اغلب المعلمين ومعلمات في المدرسة وفي ظل الظروف الراهنة تعتبر هذه التجربة تجربة ناجحة كون اغلب المعلمين في الدوامين الصباحي والمسائي شاركوا في الانتخابات ومثل ما اسلفنا نحن جاهزون مع أي مدير يكون هدفه مصلحة الطالب والجهاز التدريسي في المدرسة ونتمنى للأستاذ نبي النجاح والتوفيق في المرحلة القادمة".
وتحدث الاستاذ محمد "مبدأ الانتخاب هو الناجح في هذه المرحلة وخاصة بأن ينتخب المدير من نفس المدرسة وعن طريق المعلمين في المدرسة بطريقة ديمقراطية ويجب لمن ينتخب من قبل المدرسين ان يدخل في مرحلة تجريبية من قبل لجنة المراقبة والمعلمين في المدرسة وان يخدم المدرسة والطلاب".
أما مدرسة اللغة الكردية ستيرفان محمد فأشارت بأنهم "قبل فترة كنا نعاني كثيرا بسبب معاملة المدير لنا كمدرسين للغة الكردية وايضا المدرسين الكرد الذين يدرسون المواد الاخرى في المدرسة والحمد الله بفضل المؤسسة كل شيء اختلف الان ونحن الان نستطيع ادلاء بصوتنا لمن نراه مناسباً لإدارة المدرسة بكل حرية".