الحسكة بسبب السياسات الشوفينية التي اتبعها النظام البعثي على الشعب الكردي في غرب كردستان. كبروا دون أن يتعلموا لغتهم الكردية. إلى أن أشرقت شمس الحرية خلال ثورة ربيع الشعوب التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وسورية.
حيث بدأ أبناء الشعب الكردي بتعلم لغته الأم دون أن ينتظر الإذن من النظام الحاكم, وبدأت مؤسسة اللغة الكردية بفتح مدارسها في كل الأماكن وأصبح تداول اللغة الكردية في كل مكان.
ففي مدينة الحسكة التحق رجال كبار السن منهم من تجاوز السبع وستون عاما ومنهم من يحمل شهادات عليا, ومنهم من يعبر عشرات الكيلو مترات ليحضر دروسا في اللغة الكردية، ورغم كل ذلك يحملون دفترا وقلما ويلتحقون بدورات تدريبية ليتعلموا لغتهم الأم التي طالما حرموا منها.
من بين هؤلاء شمس الدين ابو جوان صاحب الثمانية وستون عاما والذي عبّر عن فرحته واعتزازه بهذه الدورة التي التحق بها قائلاً: "خلال فترة طويلة حرمنا من لغتنا الأم رغم انه من حقوق كل امة أن تتعلم لغتها، والسبب يعود إلى سياسة الإمحاء التي مورست بحقنا من قبل النظام البعثي". مشيراً إلى أنه في ظل هذه الظروف يجب تعلم اللغة الكردية وتعليمها للأجيال الأخرى.
أما الدكتور المهندس عبد القادر حمي فعبّر عن فرحته بتعلم اللغة الكردية ودعا جميع أبناء الشعب الكردي إلى تعلم لغتهم الأم.
وأشار احد طلبة الهندسة بأنه أحس بضرورة تعلم اللغة الكردية التي طالما حرم منها, وأكد انه يعبر عشرات الكيلو مترات للالتحاق بدورة تعلم اللغة الكردية.
أما عضو مؤسسة اللغة الكردية ومدرس اللغة الكردية مصطفى دعا جميع أبناء الشعب الكردي للالتحاق بدورات تعلم اللغة الكردية، مؤكداً بان اللغة الكردية هي هوية الشعب الكردي التي طالما حرم منها.
واستذكر مصطفى في نهاية حديثه كلمة لمير جلادت بدرخان يقول فيها: " أيها الكردي معيب أن لا تعرف القراءة والكتابة الكردية, تعلم اللغة الكردية أو لا تقل أنا كردي".