عامودا / باهوز قامشلو
تتوالى افتتاح المدارس الكردية في غربي كردستان ضمن مشروع الإدارة الذاتية الذي أعلن عنه حركة المجتمع الديمقراطي في غربي كردستان TEV-DEM, وكان آخره افتتاح المدرسة الكردية في قرية "سنجق سعدون" التابعة لمدينة عامودا, والتي سميت باسم "مدرسة الشهيد جهاد" الذي احرق نفسه في عام 99 في "عامودا" احتجاجا على المؤامرة الدولية التي طالت قائد الشعب الكردي "عبدالله أوجلان", كما يأتي افتتاح المدرسة ضمن فعاليات "حملة رستم جودي الثورية" التي أعلن عنها حركة المجتمع الديمقراطي مؤخراً.
بدأت مراسيم الافتتاح بعد ظهر يوم أمس الأربعاء, حيث حضرها المئات من أهالي قرية "سنجق سعدون" والقرى المجاورة لها, ومن مدينة عامودا. حيث بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح جميع الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حرية وكرامة الشعب الكردي.
بعدها ألقى عضو منسقية حركة المجتمع الديمقراطي "آلدار خليل" كلمة في الحضور هنأ فيها أهالي القرية بافتتاح مدرستهم الكردية، مشيرا إلى أهمية التعليم باللغة الكردية في جميع المناطق الكردية, وضرورة إنهاء سياسة الثقافة واللغة الواحدة. كما تطرق "خليل" في كلمته إلى المساعي التي بذلتها الحركة من أجل توحيد الصف الكردي في غربي كردستان منذ بداية الانتفاضة في سوريا قائلا: "منذ أكثر من ستة أشهر دعونا الأحزاب الكردية إلى الوحدة, وإلى ضرورة الالتزام بالهوية والألوان الكردية في جميع النشاطات الجماهيرية, ألا أنهم تجاهلوا دعوتنا هذه, وبعد ستة أشهر يقولون ما كنتم تدعون إليه كان صحيحا, واليوم نقتح المدارس الكردية, يقولون لنا أن توقيت افتتاحها غير مناسب, وبعد أربعة أشهر سيقولون ما فعلتهم كان صحيحا".
وأضاف خليل: "وأنا بدوري أقول لهم هذه هي السياسة الحقيقية فان كنتم لا تعلمونها تعالوا لنعلمكم أيها", وتابع خليل في هذا الإطار قائلا: "من أجل مصلحة الشعب الكردي في غربي كردستان نحن مستعدون لجميع الاحتمالات والتضحيات, ومن أجل تحقيق الوحدة الكردية مستعدون للتضحية بدمائنا".
بعدها ألقى "جوان عامودا" كلمة باسم "مركز الفن والثقافة واللغة الكردية" في عامودا, هنأ فيها الشعب الكردي بافتتاح "مدرسة الشهيد جهاد"، قائلا: "اللغة الكردية تمثّل هوية الشعب الكردي, فإن استطعنا حماية لغتنا الكردية من الزوال فإننا بذلك نحمي أنفسنا من الزوال".
من جانبه ألقى "رودي سعيد" ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD كلمة قائلا: "حاول العديد من الدول في العصر القديم والحديث إنكار الوجود الكردي وصهر حضارته العريقة, إلا أن هذا الشعب نضال وضحى بالغالي والنفيس عبر القرون الطويلة وحتى يومنا هذا في سبيل الحفاظ على وجوده وحضارته وحقه في الحياة ".
كما تحدث الكاتب والباحث "صباح قاسم" عن قيمة الشعب الكردي ولغته مؤكدا أن اللغات جميعها وجدت نتيجة التعايش والأخوة بين الشعوب مضيفا في هذا السياق:" كيف يمكن لنظام أن ينكر وجود شعب والتاريخ شاهد على حضارته".
من جهة أخرى ألقى "حليم قنجو" عضو حزب الإرادة الشعبية كلمة ترحّم فيها على أرواح شهداء الثورة السورية وبارك جهود كل من ساهم في إقامة هذه المدرسة الفريدة لتعليم اللغة الكردية, ودعا في كلمته الشعب السورية إلى "الحذر وتدرك الفتن التي يحاول النظام خلقا من أجل جر البلاد إل حرب أهلية".
وألقى أخ "الشهيد جهاد" كلمة هنئ الشعب الكردي وأهالي "سنجق" بافتتاح هذه المدرسة قائلا: "إن تسمية هذه المدرسة باسم جهاد تثبت أن الشعب الكردي سائر عل طريق شهدائهم ولن يتركوا دمائهم تذهب سدى", مضيفا: "الشهيد جهاد أضرم النار في نفسه ردا على سياسات الشوفينية بحق الكرد, ردا المؤمرة الدولية بحق القائد أوجلان, وردا على مجزرة سينما عامودا الذي حرق فيه أكثر من ثلاث مئة طفل كردي".
بعدها ألقي كلمات تهنئة وقصائد شعرية أخرى من قبل بعض الحضور من بينهم قصيدة شعرية لأحمد زنفو مجّد فيها الشهادة والشهداء, وكلمة أخرى لوالد خالد أورال ( احرق نفسه عام 1998 في سجن مرش), الذي حضر من شمال كردستان حيث هنأ بدوره الشعب الكردي بهذه "الخطوات المباركة في سبيل نيل حرية الكرد".
بعد ألقاء الكلمات توجه الحضور إلى باب المدرسة من أجل افتتاحها, حيث قطع شريط الحرير من قبل أخ الشهيد جهاد, ودخل الحضور من رجال ونساء وأطفال إلى داخل المدرسة وسط فرحة كبيرة من قبل الأطفال وأمهاتهم.
بعدها عقد الشابات الكرديات حلقات الدبكة على أغاني الفنان الكردي "علي منصور" لينتهي بذلك مراسيم الافتتاح..