مسيحو الشرق يحتفلون ب"جمعة الآلام"
يحتفل أبناء الديانة المسيحية في الشرق بجمعة الآلام "الجمعة العظيمة", وهو يوم يستذكرون فيه موت ودفن السيد المسيح, وهم يمارسون الطقوس الدينية الخاصة بهذه المناسبة الكريمة.
يحتفل أبناء الديانة المسيحية في الشرق بجمعة الآلام "الجمعة العظيمة", وهو يوم يستذكرون فيه موت ودفن السيد المسيح, وهم يمارسون الطقوس الدينية الخاصة بهذه المناسبة الكريمة.
أحيا الآلاف من الطائفة المسيحية الشرقية جمعة الآلام "الجمعة العظيمة" عيد موت ودفن السيد المسيح، اليوم الذي يعتبر يوم الخلاص والفداء الذي قدم فيه السيد اليسوع نفسه للعالم قرباناً على الصليب.
وتختلف الطقوس الكنائسية عن بعضها بين المنطقة الشرقية والغربية، ففي هذا اليوم تتشح الكنيسة باللون الأسود تعبيراً عن الحزن والألم على ما تحمله السيد اليسوع "النبي عيسى عليه السلام" من ألم وعناء، بعد صلب يديه وساقيه بالمسامير، بعد أن ضرب الرمح في يمينه وخروج الدم مع الماء من جسده الذي يدل على ألوهية السيد المسيح عيسى عليه السلام وإنسانيته، وذلك بحسب معتقدات الديانة المسيحية.
يحتفل المسيحيون بطوائفهم "الكنيسة الكاثوليكية، الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية والكنائس البروتستانتية" في المنطقة الشرقية حسب التقويم الميلادي الشرقي، بيوم التجهيز للسيد المسيح، وتبدأ بالدوران وطقوس كنسية وألحان موسيقية شجية مرتبطة بيوم الجمعة العظيمة أو جمعة الآلام، وبعد الانتهاء من الدوران، يصعد الكاهن والشمامسة إلى المذبح لتشييع السيد اليسوع وغسله ووضعه في الكفن، والذي هو عبارة الصليب "زيوحو" السيد المسيح، ثم يقوم السريان بالصيام في يومي الأربعاء والجمعة، وذلك بحسب ما قاله القس في كنيسة السيدة العذراء خوري سمعان عيسى في بلدة تربه سبيه.
ويقول خوري سمعان عيسى إنه "بعد التكفين ووضع البخور والعطور الفواحة على الكفن، يتم وضعه في القبر وتحت المذبح، ثم يتم الاحتفال برفع الصليب (زيوحو) وفي جميع الجهات شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، كدليل على أن المسكونة تحت إمرة الله عز وجل".
ويتابع عيسى حديثه "يقام احتفال في الكنيسة بحضور المؤمنين والمؤمنات بعد أن يتم احتساء المياه المرة المكونة من مواد "الصبر، ماء الزهر المقطر مع قليل من الخل"، دليلاً على مشاركتهم لآلام السيد المسيح وتعبيراً عن الحب والعظمة التي أعطي إياه بـ سر الفداء، ويؤمنون أن السيد اليسوع ولد من البتول والسيدة العذراء، وقضى عمره على هذه الأرض، وفي سنة 33 تحمل الآلام والمشقات والعذاب وصلب ليخلص المؤمنين من الخطيئة".
وأشار عيسى في نهاية حديثه إلى أنه، بعد الانتهاء من طقوس الجمعة العظيمة أو جمعة الآلام، يحتفل السريان في يوم السبت والذي يسمى بالسبت النور، حيث أضاء السيد المسيح الجحيم وأعطى الرجاء لجميع الموتى".
وتستمر طقوس يوم جمعة الآلام لمدة ثلاثة أيام ليحتفل المسيحيون في يوم الأحد بيوم القيامة المجيدة.