صناعة التنور مصدر للعيش تنجزه أيادي النساء
تعتبر صناعة التنور إحدى الحرف والمهارات الفنية التي تنجزها أيادي النساء، ساريا أردوغان وشكران أركوش تعملان بهذه المهنة منذ سنوات لتوفير إحتياجاتهم اليومية.
تعتبر صناعة التنور إحدى الحرف والمهارات الفنية التي تنجزها أيادي النساء، ساريا أردوغان وشكران أركوش تعملان بهذه المهنة منذ سنوات لتوفير إحتياجاتهم اليومية.
تحتل صناعة التنور وخبز التنور مكانة مميزة في ثقافة المجتمع الكردي، وفي حي سيران تبه في ناحية يونيشهر التابعة لآمد هناك المئات من العائلات يعتمدون على صناعة التنور في تدبير أمورهم المعاشية والحصول على حاجاتهم الأساسية.
تختلف ألوان الحياة في المجتمع باختلاف المناطق ففي كل منطقة ثقافة حياة مختلفة، ظروف الحياة تتحكم في معيشة الناس، والناس تتأقلم تبعا لظروفها مع طبيعة عيشها، في كل مجتمع يتبع المواطنون عاداتهم وتقاليدهم ويتبعون ثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه.
وتجسد النساء الكرديات ثقافة المنطقة القديمة من خلال المحافظة على صناعة التنور وخبز التنور الذي يعد مهنة قديمة ومهارة فنية مكتسبة من القدم، نساء آمد أيضا تحافظن على هذه الثقافة من الإندثار.
22 عاماً في صناعة التنور
في حي سيران تبه في ناحية ينيشهر على طريق فارقين –آمد تعمل المئات من النساء بمساعدة أزواجهم وأطفالهم في صناعة التنور وبذلك يتدبرون أمورهم المعيشية بالإضافة إلى محافظتهم على تراثهم.
هاجر أهالي حي سيران تبه من قرية لجي إلى آمد بشكل كامل تقريبا عام 1990، وإحدى هذه العوائل هي عائلة ساريا أردوغان، التي نزحت من قريتها آنذاك بسبب سياسة الدولة التركية الحربية، التي جرى معها إخلاء قريتهم من سكانها من قبل الجيش التركي وإحراق القرية.
عملت والدة ساريا في صناعة التنور مدة 22 عاما من أجل الحصول على الإحتياجات اليومية لعائلتها.
يحصلون على متطلباتهم من خلال العمل بصناعة التنور
وتقول والدة ساريا التي قضت مايزيد عن عشرين سنة من عمرها في صناعة التنور: "عام 1990 تم إخراجنا من قريتنا بالعنف، توجهنا نحو آمد، وهناك كانت الظروف المعيشية صعبة للغاية، صناعة التنور ثقافة موروثة وهي مورد رزقنا حالياً، حتى الآن نتدبر أمورنا ونحصل على معيشتنا اليومية ومتطلبات حياتنا من خلال العمل بصناعة التنور".
وأضافت "نحصل على الطين الذي يصنع منه التنور من قرية كهبا التابعة لسور، شاحنة من التراب تكلفنا مليار ليرة تركيا، في الأسبوع نصنع تنوراً واحداً، التنور الكبير يباع ب250 ليرة تركية والصغير يباع ب150ليرة، بالمقابل فإن صناعة التنور تستنزف قوانا وتأخذ الكثير من وقتنا".
لا نستطيع الإستغناء عن العمل
أما شكران أركيش فهي إحدى النساء اللاتي تعن عائلتها وتؤمن لقمة العيش لأطفالها من خلال عملها في صناعة التنور.
وتقول شكران إنها تبذل جهداً كبيراً في صناعة التنور منذ 15 عام لكنها لا تجد البديل لهذا العمل ولا يمكنها الإستغناء عنه لأنه المصدر الوحيد لرزقها.
وتوضح شكران أن المئات من العائلات في سيران تبه يقومون بصناعة التنور وكل منهم يضع سعرا مختلفا، لافتة إلى أن التراب والتبن ومخلفات الماشية التي يتم شراؤها من أجل صناعة التنور هي مصدر من مصادر العيش.
وأضافت: "في المنطقة فرص العمل قليلة جدا، التراب والماء مصدر العيش، في الأسبوع أصنع تنوراً واحداً وأقوم بصناعته أمام باب منزلي دون أن أحتاج إلى أحد".
وتلفت شكران إلى أنه يتم شراء التنور في آمد وغيرها من مدن كردستان وتركيا.