ببراءة صوتها ارادت ايقاظ ضمائر العالم.. الطفلة مفيدة تواجه ويلات النزوح بالغناء
الطفلة مفيدة حمدي التي تقضي ربيع حياتها في النزوح، تعبر عن آلامها واشواقها للوطن عبر أغانيها.
الطفلة مفيدة حمدي التي تقضي ربيع حياتها في النزوح، تعبر عن آلامها واشواقها للوطن عبر أغانيها.
في مخيم المقاومة (برخدان) حيث يقطن فيه مهجرو عفرين اختارت الطفلة مفيدة حمدي التي تبلغ من العمر13 عاماً من مواليد قرية ميركان التابعة لناحية موباتا، أن تقضي يومها بالمطالعة وتعلم الموسيقى ولتأكد بصوتها الشجي للعالم أجمع أن الكرد رسالتهم الدائمة هي السلام والمقاومة، وهم يضرمون بأصابعهم النيران حتى يضيئوا طريق مستقبلهم.
مفيدة ابنة المرحلة الإعدادية تتخذُ من معلميها قدوةً لها وتتعلم منهم حب الوطن والدفاع عنه وأيضا الثقافة، والأخلاق، والحفاظ على القيم والمبادئ، والمساواة وقدسية دور المرأة.
تربت وترعرعت مفيدة في كنف عائلة وطنية وتعشق مفهوم الارتباط بالأرض ففي شهر آذار عام 2018 أجبروا على النزوح والتخلي عن مسقط رأسهم بسبب هَول فظائع ووحشية الاحتلال التركي على منطقتهم وتوجهوا بعد ذلك صوب مناطق الشهباء وانتهى بهم المطاف في مخيم المقاومة (برخدان) الواقع في ناحية فافين.
"الاحتلال التركي يقصف جميع المناطق"
مفيدة قامت بإلقاء الضوء على وحشية الاحتلال التركي في منطقتها، وقالت :"كنَا ندرس في مدرسة قريتنا وبعد أن قضينا الفصل الأول من الدراسة، وبتاريخ 20 كانون الثاني من عام 2018 بدأ الاحتلال، ومرتزقته بقصف مناطقنا وعلى غرار ذلك كل يوم كانت تسقط القذائف على قريتنا، حيث أجبرنا على الذهاب إلى قرية جوقه، حيث لم يكن الوضع جيداً هناك ايضا فأجبرنا على الانتقال إلى مدينة عفرين، وبعد فترة من المقاومة والصمود، أقترب الاحتلال ومرتزقته من حدود المدنية وقصفه الهمجي والتعسفي أجبرنا على الهجرة قسراً إلى مناطق الشهباء."
"استشهاد معلمتي تركت بصمةٌ مؤلمةٌ في حياتي"
واوضحت مفيدة علاقتها بمعلمتها، وقالت: "عندما كنت في الصف الرابع من المرحلة الابتدائية كانت لدي معلمة اسمها جيندا سوزدار كانت تدرسنا اللغة الكردية، وقد تعلمت منها حب الوطن، وحب الشهداء واحترامهم حيث أوضحت بتعليمها لنا كل المبادئ والقيم والأخلاق ارتبطت بها كارتباط الطفلِ بأمه ولأن حبها للوطن والارتباط بها كان يزداد أكثر فأكثر، فقد قررت الانضمام الى صفوف وحدات حماية المرأة YPJ، واستشهدت معلمتي جيندا في قرية الرحمانية (شيطانة) وبعد معركة طاحنة ضد الاحتلال التركي ومرتزقتهم ومن شدة وفظاعة القصف لم يستطيع رفاقها العثور على رفاتها لذلك، اقام أهالي عفرين مراسيم مهيبة لتوديع روحها الطاهرة مع زغاريد امهات الشهداء مع أهازيج تعبر عن الملاحم البطولية التي قامت بها معلمتي."
وأضافت مفيدة بالقول: "معلمتي ايضاً كانت جارة لنا وكانت تساعدني في جميع اعمالي المدرسية وأيُ صعوبات كانت تمر بحياتي معلمتي كانت في المقدمة لمساعدتي في اجتياز تلك الصعوبات وبعد شهادتها كنت أواجه صعوبات في اجتياز تلك المحنة وتركت فراغً في حياتي."
"قمت بتأليف اغنيتي انطلاقاً من الفراغ الذي تركته معلمتي في حياتي"
وتحدثت مفيدة عن كيفية تأليف هذه الاغنية، وقالت:" في لحظة نزوحنا من عفرين الأطفال والأصدقاء الذين بقوا ورائنا دائما كانوا في مخيلتي، وعلى دروب النزوح لم يكن يتوفر الطعام حتى يتناولونها الأطفال والكبار، على غرار ذلك كانت معلمتي جيندا في مخيلتي ، والتي ضحت بنفسها فداء لشعبها وأرضها وهذه الدوافع التي دفعتني الى تأليف أغنيتي إجلالاً لروحها الطاهرة".
"بأغنيتي أُناشدُ جميع العالم"
في ختام حديثها قالت مفيدة: "أغنيتي التي نسجتها تنادي و تناشد جميع الدول التي تنادي بالإنسانية من أجل عودتنا بسلام وأمان إلى عفرين، والحصول على جميع حقوقنا."