قال المهندس والإداري في لجنة الزراعة باسم عثمان في حديث لوكالة فرات للأنباء ANF،
إنهم وفور وصولهم إلى مناطق الشهباء بعد الهجرة من عفرين باشروا بالعمل فوراً، ولم يتمكنوا من إخراج المعدات والآلات الزراعية من مؤسسة الزراعة في مقاطعة عفرين نتيجة القصف الهمجي من قبل الاحتلال التركي وانتهاكاته المستمرة.
وأضاف عثمان أنه "تم تحرير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والتخلص من الألغام بعد تحرير المنطقة من المرتزقة، وبأنهم يعملون على إنشاء مشتل زراعي ودعم زراعة أشجار الفاكهة والزيتون وغيرها من الحبوب والخضار والقمح والشعير، وذلك لوجود مساحات كبيرة من الأرضي الزراعية في مناطق الشهباء".
وأوضح أن "الزراعة في عفرين كانت تتميز بشكل كبير من حيث المساحة ومصدر المياه عن الشهباء، أيضاً أثرت المجموعات الإرهابية بشكل سلبي على الزراعة عندما كانوا يسيطرون على الشهباء كحرق وقطع الأشجار والأراضي الزراعية".
وناشد عثمان المنظمات الدولية بدعم الزراعة وتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي، وطالب دول العالم والمنظمات المعنية بحماية الطبيعة والزراعة في مناطق الشهباء بتقديم الدعم اللازم.
وتابع عثمان: "القطاع الزراعي في الشهباء تم تفعيله بعد تحرير المنطقة من المجموعات الإرهابية والمرتزقة مثل داعش والمرتزقة المرتبطة بالاحتلال التركي، وبدء العمل في الزراعة في مناطق الشهباء بعد الهجرة من عفرين".
ولفت إلى أن التحدي الأكبر بالنسبة لهم تمثل في وجود كميات هائلة من الألغام ومخلفات الحرب التي زرعتها تلك التنظيمات في كافة الأراضي الزراعية في مناطق الشهباء، التي كانت تسيطر عليها تلك المجموعات الإرهابية والمرتزقة.
وأوضح: "تمكنت الفرق المختصة في المقاطعة من تفكيك الألغام بشكل كبير وكان لها الدورالأكبر في تقدم الزراعة في الشهباء، وتم تحرير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والتخلص من الألغام بعد تحرير المنطقة من المرتزقة، حيث انطلقنا وعملنا على تنظيم وتأسيس الزراعة في الشهباء بإنشاء مشتل زراعي، ودعم زراعة أشجار الفاكهة وأشجار الزيتون وأشجار الزينة، ضمن الإمكانيات الموجودة".
وتابع: "وفي مناطق الشهباء نعمل على متابعة وزراعة أشجار الزيتون والفاكهة وغيرها، والمنطقة هنا تعتمد بشكل أساسي على الزراعة، والمصدر الأساسي للرزق للسكان المحليين المتواجدين في المنطقة يعتمد بشكل كبير على الزراعة، لوجود مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في مناطق الشهباء التي تصلح للزراعة من الفاكهة، الحبوب، البزور، الأشجار، والتي تزرع وتنمو بالري كالبطاطا والخضار".
ولفت إلى أن هذه الأراضي لكنها تحتاج إلى دعم كبير بتوفر المستلزمات (الأسمدة، المازوت لسقاية الأراضي، البذور) فهذه الامور أيضا تشكل تحدٍ كبير لنا بالعمل في تطوير والاستمرار في مجال الزراعة.
وقال عثمان: إن الزراعة في عفرين كانت تحتل مكانة كبيرة وواسعة على اعتبار أنها هي منطقة زراعية ومساحات الأراضي الزراعية كبيرة أيضاً وخاصة الأراضي المروية في ظل وجود مصدر للمياه، ومع وجود سد عفرين الذي يُغزي مساحات كبيرة من الأراضي تبلغ حوالي عشرين ألف هكتار، إضافة لعدد أشجار الزيتون الموجودة في عفرين حوالي(16) مليون شجرة، فمجال الزراعة في عفرين كان مفتوحاً نسبة لتوفر أراضي ومساحات كثيرة وواسعة.
وتابع عثمان حديثه: الجماعات الإرهابية مثل داعش والمرتزقة المرتبطة بالاحتلال التركي مثل درع الفرات أثروا بشكل سلبي وكبير جداً على الزراعة وبالأخص في مناطق الشهباء، حيث عمدت هذه المجموعات على سرقة المعدات الزراعية والآلات والجرارات ومعدات الإنتاج الزراعي، وعند سيطرتهم على المنطقة حرقوا المحاصيل الزراعية وقطعوا الأشجار، وكان هدفهم هو التدمير والتخريب والنهب، وبعد تحرير المنطقة عملت لجنة الزراعة في مقاطعة الشهباء على تخفيف الأثر السلبي لهذه المجموعات وخاصة في موضوع الألغام وقطع الأشجار.
وتطرق عثمان إلى الإنتاج الزراعي لمناطق الشهباء قائلاً: "الموسم الرئيسي للزراعة في مقاطعة الشهباء هو القمح والشعير وزراعة الحبوب بشكل عام، حيث تشكل الأراضي المزروعة بالشعير مساحات كبيرة، وتأتي زراعة القمح في الشهباء بالمرتبة الثانية من حيث المساحة التي تزرع فيها والقمح باعتباره موسم استراتيجي، والفرق بين عفرين والشهباء كبير، ففي عفرين كان يوجد مصدر لمياه السد التي تغزي مساحات واسعة من الأراضي، أما في الشهباء فالمساحات الزراعية المروية تكون أقل بسبب تكلفة المياه عن طريق الآبار والتروية حيث تحتاج تكاليف كبيرة".
وأضاف "وكما ذكرت سابقاً يوجد في عفرين ما يصل إلى حوالي(16الى 18) مليون شجرة زيتون بين الصغيرة والكبيرة، وأيضاً أشجار التين وجميع أشجار الفاكهة، بالنسبة للاحتلال التركي كما نعلم قام باعتداءات وانتهاكات كبيرة بحرق الأشجار وقطعها وسرقة المعاصر ونهب وسرقة مواسم الزيتون وغيرها من المواسم وابتزاز الأهالي بممتلكاتهم، وإرسال الزيتون إلى تركيا وبالتالي لم تسلم الطبيعة في عفرين من اعتداءات وانتهاكات مرتزقة جيش الاحتلال التركي".
وأوضح: "وكرد على مرتزقة جيش الاحتلال التركي ومنذ وصولنا إلى مناطق الشهباء عملنا على تأسيس لجنة الزراعة لاستمرار تطور وتقدم الزراعة في كل مكان يتواجد فيه الكرد والدليل على ذلك وجود الكرد في الشهباء وبالمقاومة والسير في طريق تطوير الزراعة وحماية الطبيعة من انتهاكات كافة المجموعات الإرهابية".
وتطرق عثمان في حديثه إلى دور المنظمات المعنية قائلاً: بالنسبة للمنظمات العالمية والأممية التي تعنى بالدعم الزراعي لم نشاهد أو نلاحظ أي مشاركة ووجود للمنظمات التي تهتم بأمور الطبيعة والزراعة في مقاطعة الشهباء، والذي يجب أن يكون لهم دور ودعم أكبر في الأمور التي تخص الطبيعة والزراعة نظراً لاهتمامهم بهذه الأعمال للحفاظ على الزراعة ودعمها، فالشهباء منطقة منكوبة خرجت من الحرب منذ زمن قصير جداً، والتي يعود الفضل في تحريرها إلى وحدات حماية المرأة والشعب وقوات سوريا الديمقراطية".
وأكد أنهم لم يلاحظوا أي اهتمام ووجود للمنظمات الأوروبية للزراعة في مناطق الشهباء.
ولفت إلى أن "المنظمات العالمية المعنية بالزراعة موجودة بصورة ما في بعض المناطق، وهي المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المرتزقة (كمرتزقة درع الفرات) مع الأسف يهتمون ويدعمون الزراعة جداً، أما في مناطقنا التي تحررت على أيدي قوات سوريا الديمقراطية كالشهباء لم نرى أي وجود أو أي دعم منهم".
وناشد في ختام حديثه جميع المنظمات الدولية المعنية بأمور الزراعة بتقييم الوضع وبدعم الزراعة، وخاصة توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي، الأسمدة، البزور، المعدات الزراعية، معدات الري، وإعادة النظر بحماية الطبيعة من الانتهاكات التي تتعرض لها الزراعة.