وقد أكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني في لقائه الأخير لموقع (KCK-info.arabic) أنه لا يمكن تحقيق الديمقراطية في الشرق الأوسط دون الاتفاق الكردي العربي وأن التحالف الكردي العربي مبدأ أساسي لهم.
يقول الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري، لوكالة فرات للأنباء، إن العلاقة بين العرب والكرد وثيقة لها بعد تاريخي وحضاري ممتد في عمق الزمان وتاريخ المنطقة والأحداث الهائلة التي تعرضت لها على مدار تاريخها الزمني، ونجد مصر على وجه الخصوص بها كثير من رموز الفكر وثقافة الحضارة من أصول كردية مثل محمد عبده وأحمد شوقي وعدد كبير من الفنانين والكتاب والممثلين.
تعرضا لنفس الظلم
وأضاف "شعبان" أن هذا التقارب والتأثير والتأثر طبيعي باعتبار العرب والكرد أبناء منطقة واحدة، كما أنهما تعرضا لنفس الظلم التاريخي من قبل القوى الاستعمارية التي مزقت صفوفهم، وبالتالي هناك مصلحة مشتركة لتعاون الطرفين والائتلاف من أجل مواجهة التحديات التي تواجههم، لا سيما أن هناك بعض الأطراف تريد أن تجعل الكرد والعرب في مواجهة بعضهما البعض، وبدلاً من أن تكون تلك العلاقة سبباً في ثراء المكون الحضاري للمنطقة ستتحول إلى نقطة صراع وصدام تاريخي قد ينتهي بهزائم منكرة للطرفين.
وقال إن هناك مصالح مشتركة عليا تحتم أن يتكاتف الكرد والعرب معا بكل ما يملكونه من ميراث تاريخي مشترك، والعقل والمنطق والمصلحة يحتمون بشكل كامل ضرورة ترابط إرادة الكرد والعرب على توحيد صفوفهم ونبذ أي خلافات، وبدون ذلك لم يحقق العرب هدفهم ولا الكرد كذلك، وكما قلت هناك قوى متربصة تسعى لإثارة الفتنة وتضع الكرد في مواجهة العرب بدلاً من المواجهة الناجحة لأعداء الأمتين.
ويلفت الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان إلى أن هذه القوى المتربصة بعضها خارجية معروفة وبعضها داخلية متطرفة على الجانبين، وتحديداً القوى القومجية في الطرفين والتي يرى فيها كل طرف أن تحقيق نفسه مرهون بنفي الطرف الآخر، وبالتالي الأمر يتحول إلى مباراة صفرية ستنتهي بهزيمة الأطراف كلها دون تحكيم العقل والمنطق ويفهموا أن التاريخ لن يتحمل إقصاء طرف على حساب الطرف الآخر بشكل نهائي.
وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات، يقول رئيس الحزب الاشتراكي المصري إن الكرد والعرب نفس التاريخ والحضارة، ويجب عليهم النظر بعين العقل للمصالح المشتركة، بدلاً من حدوث الصدام الذي يمكن أن نخسر فيه كل شيء.
ولطالما كانتا دولتان مثل تركيا وإيران تلعبان على الوقيعة بين العرب والكرد، ومحاولة حشد النعرات القومية العربية لمزيد من التحشيد في مواجهة الكرد، في إطار الحرب المفتوحة من قبل الدولتين تجاه الكرد، لكن نفس النار التي كوت الكرد هي ذاتها التي كوت العرب والمقصود هنا التدخلات التركية الإيرانية.
الكرد خدموا المنطقة بحربهم ضد الإرهاب
بدوره، يقول رامي زهدي السياسي والاقتصادي المصري، لوكالة فرات للأنباء، إن العرب والكرد أبناء قومية جغرافية واحدة، ونحن بحاجة إلى القومية الجغرافية التي تجعلنا قادرين على التواصل والعمل المشترك من أجل مواجهة التحديات، لأن كل خطر سيواجه الشرق الأوسط سينعكس على العرب والكرد معاً.
وأضاف "زهدي" أنه تاريخياً لا يخفى على أحد أن الكرد كانوا عنصراً مؤثراً في حضارة العالم، وجزءاً مؤثراً في تاريخ المنطقة، وبالتالي لا يمكن فصل تاريخ العرب عن الكرد بأي حال من الأحوال، ربما في الوقت السابق لم يكن متعارف مسميات مثل عرب وكرد لكن الاستعمار في القرن الـ 19 استخدم تلك المسميات لمزيد من التقسيم، والوضع الحالي يفترض العودة إلى العمل المشترك.
وقال السياسي والاقتصادي المصري إن للكرد طاقات كبيرة معطلة، ولو أتيح لهم الانفتاح بشكل أفضل على العالم سيقدمون إفادات كبيرة للحضارة والإنسانية، وفي السنوات الأخيرة لدى الكرد انفتاح كبير على الآخر، ويسعون لخلق مزيد من مجالات التعاون، كما أن الكرد قدموا خدمة كبيرة للمنطقة عندما تصدوا لتنظيم داعش الإرهابي وأوقفوا الإرهاب عند هذا الخط وبإمكانياتهم الذاتية قدروا يخدموا المنطقة بالتخلص من مرض داعش عند شمال وشرق سوريا.
ويرى رامي زهدي أن التعاون بين العرب والكرد من شأنه خلق مزيد من التماسك وقلّت الانقسامات وتمكنوا من مواجهة القوى الخارجية التي تريد مزيداً من التقسيم، وكلما مكنهم ذلك من إقامة أنظمة ديمقراطية وطنية تتسع للجميع، لأن التقسيم يضعف الجميع ولعبة التقسيم هي اللعبة المستخدمة من القوى الخارجية تجاه المنطقة.