بعد الضربات المباشرة بينهما.. هل تتحول المنطقة العربية ‘إلى ساحة تصفية حسابات بين إيران وإسرائيل
تشكل المنطقة العربية المتضرر الأكبر من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران حيث من المتوقع أن تتحول دول مثل سوريا والعراق لساحة حرب بين القوتين.
تشكل المنطقة العربية المتضرر الأكبر من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران حيث من المتوقع أن تتحول دول مثل سوريا والعراق لساحة حرب بين القوتين.
تستمر تداعيات الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل والتي شهدت إطلاق عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة من إيران باتجاه إسرائيل وقيام الأخيرة قصف مدينة أصفهان، مما يثير التساؤلات حول تأثير تلك الضربات على كل من سوريا والعراق والمناطق التي تتواجد بها أذرع إيران بالمنطقة.
كشف عبد الجليل السعيد مدير المركز الاسكندنافي للدراسات، أنه بكل أسف أن سوريا ساحة لتصفية الصراعات، ولـ تبادل الرسائل بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي، وإن كانت وتيرة المعارك والعمليات العسكرية الكبرى قد خفت في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية، إلا انا الوضع الأمني في البلد لا يزال متدهورا.
وأكد السعيد، في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه لا يزال الكثير من الضربات الإسرائيلية المتتالية على إيران وميليشياتها المسلحة تزعزع الأمن داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.
وأضاف مدير المركز الاسكندنافي للدراسات، إن الرئيس بشار الأسد لديه شبه اتفاق غير معلن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إضعاف إيران وميليشياتها داخل سوريا، حيث أن الأسد يعتبر أن وجود إيران العسكري وميليشياتها بعد انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في سوريا هو وجود يهدد بنية النظام والحكومة السورية، وبالتالي يعتبر بأن الضربات الإسرائيلية على إيران ستسهم كما وكيف في إضعاف الوجود الإيراني، وبالتالي لا نرى أي تدخل أو أي موقف سوري معلن تجاه هذه الضربات.
وبيّن السعيد، أن الحكومة السورية تناى بنفسها بشكل كبير عما يحدث في قطاع غزة، وملتزمة إلى حد أكبر بالابتعاد عن كل ما يغضب الغربيين. وإسرائيل طبعا في إعادة تأهيل الحكومة السورية وإعادة إدماجها في المنطقة العربية، وإنهاء الصراع في سوريا بشكل كامل، وإيجاد حلول سلمية سياسية تقتضي من الرئيس بشار الأسد الكثير من التنازلات إذا صح التعبير.
وأوضح مدير المركز الاسكندنافي للدراسات، أن البعض يعتبر هذه السياسة الحكيمة للرئيس السوري قادرة على تدوير الزوايا والابتعاد عن العلاقات الصدامية مع الجانب الأمريكي أو حتى الجانب الإسرائيلي، والإيرانيون لا يخفون اتهاماتهم للحكومة السورية في قبل الأخيرة بإنها شبه متواطئة ضدهم مع عدة أطراف، ولكن تبقى الكلمة الفصل في سوريا هي الجانب الأمريكي كما الجانب الروسي، والروس يسمحون للإسرائيليين بالاستهداف وبضرب إيران وميليشياتها فهذا جزء من الاستراتيجية القائمة في تفاهمات نتنياهو وبوتين التي بدأت مع بداية الأحداث في سوريا تقريبا ودخول الجانب الروسي.
بينما كشف زهير ناعورة، الناشط السياسي السوري، أن الضربة الإيرانية ضد إسرائيل هي مسرحية مكشوفة وإسرائيل هي حليفة إيران القوية والأساسية في الخفاء، وتم اعداد هذه المسرحية لحفظ ماء وجه إيران أمام العالم بعد أن قامت دولة الاحتلال بقتل الضباط الإيرانيين في القنصلية الإيرانية بدمشق لأجل تلميع صورة إيران اظهارها بأنها الدولة الوحيدة والمقاومة لإسرائيل، بعدما تخاذل الكل عن نصرة أهلنا في غزة وفلسطين.
وأكد ناعورة في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه كان لا بد من حفظ ماء الوجه فأطلقت إيران بالتنسيق مع إسرائيل وأمريكا مئات الصواريخ والطائرات المسيرة، ولكنها لم تصب أي اسرائيلي أو تدمر موقعاً عسكرياً كانت كلها في المناطق المفتوحة والصحراوية، إنها لعبة ومسرحية مكشوفة.
وأضاف الناشط السياسي السوري، أن أذرع إيران مثل الحوثي وحزب الله اللبناني فهي إكمال للمسرحية التي سبقت الضربة، حيث يقوم حزب الله يضرب أهدافها يدعي أنها عسكرية فتقول إسرائيل بضرب القرى السنية لأجل تهجير أهلها وجعل الحزام الشمالي خاليا من السنة.
وأردف ناعورة، أن ما يقوم به الحوثي في اليمن ومسرحيات احتجاز السفن من قبل الحوثي تمكن الغرب بشكل رسمي للسيطرة على باب المندب والمضائق المائية اليمنية، إضافة إلى فتح طريق بري ينطلق من الخليج العربي إلى إسرائيل إلى البحر المتوسط وبهذا يكون ضربة قوية لقناة السويس في مصر تلك الدولة التي تقف بشموخ شعبا وقيادة في وقف تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وتساءل الناشط السياسي السوري، كيف تسمح أمريكا وإسرائيل لإيران بالتمدد من أفغانستان إلى إيران إلى العراق وسوريا ولبنان دون أن تعترض إسرائيل وأمريكا على تمدد قد بنهي وجود إسرائيل، واصلا من سلم العراق ذلك البلد العظيم لإيران واذنابه، وقبلها من سلم إيران للشيعة بما يزعم انها ثورة الخميني، مشيراً إلى أن الخميني عاد إلى إيران بالطائرة الفرنسية التي كانت ترافقها قوة جوية فرنسية.