قلة إستثمارات وبيع لأصول الدولة..هل رحلة أردوغان إلى الدوحة وأبو ظبي دمرت طموحاته الإقتصادية

انتهت رحلة أردوغان لدول الخليج التي حاول خلالها أن يجمع أكبر قدر من الإستثمارات في محاولة يائسة منه لإنقاذ الإقتصاد التركي بعد الإنهيار الذي تسبب فيه،لكن هل نجحت مساعي أردوغان في جلب استثمارات يمكنها إقالته من عثرته الأخيرة، خاصة في رحلتيه لقطر والإمارات

كشف محمد أبو سبحة، الباحث في الشئون التركية وسكرتير التحرير في صحيفة زمان التركية المعارضة، أن قطر حليف عربي هام والأكثر موثوقية في المنطقة بالنسبة للرئيس رجب طيب أردوغان، والدوحة ردت الجميل إلى تركيا مقابل وقوفها معها خلال أزمة المقاطعة العربية، من خلال دعم البنك المركزي التركي باتفاقيات مقايضة منذ عام 2018 بلغت 15 مليار دولار، ساعدت الليرة كثيرا على الصمود، فضلا عن الاستثمارات المباشرة الضخمة، والصفقات التجارية والدفاعية بجانب فتح السوق أمام الشركات التركية

وأكد أبو سبحة في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه في الفترة الحالية ليس لدى قطر الكثير لتقدمه إلى تركيا، أو بمعنى آخر الدوحة غير متحمسة لضخ الكثير من الاستثمارات في السوق التركي، خصوصا أنها تفضل تنويع الأسواق التي تستثمر بها، وكما سبق وأشرت فإن قطر تشعر بأنها ردت الجميل ودعمت تركيا في الوقت الذي كانت تعاني فيه أنقرة قلة الحلفاء، و لذلك كان من الملاحظ أن الزيارة الأخيرة للرئيس أردوغان لم تسفر عن أي اتفاقيات اقتصادية..

وأضاف الباحث في الشئون التركية، أنه  بالنسبة إلى الإمارات، فإن الزيارة الأخيرة للرئيس أردوغان تأتي لترسيخ العلاقات الاقتصادية القديمة بين البلدين والتي تم استعادتها في أواخر عام 2021 بعد سنوات من التوترات السياسية بسبب خلافات في الرأي حول الأوضاع السياسية في مصر وسوريا واليمن، والتي أثرت سلبا على تركيا واقتصادها، وبمقارنة حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2020 وفي 2022 نجد زيادة مقدارها 112%، كما حصلت تركيا على اتفاقية مقايضة العام الماضي من الإمارات بقيمة 4.9 مليار دولار، لذلك فإن العودة إلى العلاقات الطبيعية ينشط الاقتصاد التركي بشكل كبير.

 وأوضح أبو سبحة، أن أكثر ما يفتح شهية الإمارات حاليا على تركيا الإصلاحات الاقتصادية التي سمح بها الرئيس أردوغان بعد تخليه عن السياسة التي تخفيف المستثمر الأجنبي، وموافقة الحكومة التركية على إتاحة الأصول الحكومية للاستثمار، حيث أن الدولة الخليجية ترغب في استثمار مضمون ومكاسب فورية، وفي المقابل ترغب تركيا في فتح المجال كما كان في السابق أمام الاستثمارات التركية في الإمارات خاصة شركات المقاولات، وتنشيط حركة السياحة بين البلدين ورفع التبادل التجاري الثنائي، والاتفاقيات الموقعة بين البلدين بقيمة 50 مليار دولار خلال زيارة أردوغان، تشير إلى ذلك.

بينما كشف محمد أمين، القيادي في حزب الشعوب الديمقراطي، أنه تبين من ما ورد على أسئلة بلومبرج بعد اجتماع مجلس الوزراء التركي ، قول وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك إن الاجتماعات بين الوفود الفنية ستنتهي في غضون الأسبوعين المقبلين. و قال"سيقوم رئيسنا بزيارة محتملة بعد ذلك. من المحتمل أن يكون هناك اتفاق إطاري بشأن تلك الزيارة، لا أريد الخوض في التفاصيل ، لكنها شاملة جدًا، لقد تقدمنا كثيرًا من الناحية الفنية ".

وأكد أمين في تصريح خاص لوكالة فرات، أن سؤال بلمبرغ قبل اسبوعين لوزير الخزانة والمالية ورد وزير الخزانة والمالية محمد شيمشيك أن اعمال الوفود الفنية سينتهي خلال اسبوعين المقبلين وسيقوم رئيسنا لزيارة محتمل بعد ذلك يفيد ان زيارته للسعودية وقطر ثم الإمارات فقط لسعي تصليح اقتصاد الذي خربه وافسده خلال قيادته في العقدين الماضيين وهدفه في الدفعة الأولى استثمار 25 مليار دولار كما أفاد وزير الخزانة والمالية، هذا الأسلوب ليس اسلوب اردوغان وانما يفيد ضعف وقلة تاثير اردوغان في الساحة وانما أصبح زمامه بيد الآخرين كما ذكرت قبل قليل.

وأضاف القيادي في حزب الشعوب الديمقراطي، أنه أول مرة يخبر زيارته احد وزرائه دون مساعديه في الأونة الأخيرة أي بعد فوزه المشوه والمشكوك  في الانتخابات أصبح تغير بعض عاداته الأولي، مشيرًا إلى أن الشعب التركي تعود على عاداته أنه يقدر أن يتغير بسرعة لم يرى البشرية مثلها حيث يستطيع أن يقول ابيض للشيئ الذي اكد بسواده قبل قليل.