"مخطط تركي وراء موت الثروة السمكية في العراق"

يشهد العراق، كارثة بيئة بعد نفوق مأساوي للاسماك في اهم محافظة جنوب البلاد، وتعود اسباب النفوق الى انقطاع المياه من قبل الاحتلال التركي بالتزامن مع الصيف اللاهب وسط ظروف صعبة دفعت سكان الريف إلى الهجرة نحو مصادر المياه للحفاظ على حياة الثروة الحيوانية.

وأعلن مرصد العراق الاخضر ان “ما يشهده قضاء المجر بمحافظة ميسان بنفوق ملايين الاسماك نتيجة قلة المياه، بداية لتداعيات “صيف جفاف المياه”.

وقال المرصد في بيان إن “منذ فترة ليس ببعيدة حذرنا معنيين بملف المياه، بان صيف العراق المقبل سيهلك ثروة المائية والحيوانية للبلاد”، مبيناً ان “السلطات العراقية تاركة قضية المياه لحلول السماء وليس التفاوض مع دول الجوار”.

واضاف، ان “نفوق ملايين الاسماك نتيجة قلة المياه بقضاء المجر بميسان، بداية لتداعيات الصيف الذي سيجفف المياه”.

واشار الى، ان “الجفاف لا يقتصر على مناطق الجنوب مثل الاهوار والانهر الفرعية، انما اعالي نهري دجلة والفرات الواقعة بمناطق الوسطى والشمالية”.

وعلى اثره، أعلنت دائرة البيطرة في وزارة الزراعة، تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب نفوق الأسماك بقضاء المجر في محافظة ميسان.

وقال مدير عام الدائرة ثامر حبيب في تصريح، إن “قلة المياه وارتفاع نسبة الملوحة” هي “الأسباب الأولية لنفوق الأسماك في أحد المبازل بقضاء المجر في ميسان هو قلَّة المياه وارتفاع نسبة الملوحة”.

رغم ذلك، أكد حبيب “تشكيل لجنة لتقصي الحقائق من المستشفى البيطري في العمارة” على أن “يتم إعلان النتائج قريبًا”، نافيًا في الوقت ذاته وجود “أية حالةٍ مرضيةٍ أدَّت إلى نفوق الأسماك”.

وفي بلاد النهرين، تنتشر أنواع عدة من الأسماك، أبرزها الكارب والكراف والسلفر والكطان والبني والشبوط وغيرها، وتتراوح أسعارها بين 3.8 دولارات و12.7 دولارا للكيلوغرام الواحد.

وتراجع إنتاج العام الجاري إلى نحو 400 ألف طن أو أقل بسبب قلة الأمطار والجفاف نتيجة سياسة تركيا وايران تجاه العراق بينما كانت الثروة السمكية قبل اعوام الجفاف، مزدهرة وحتى غزت الاسماك العراقية، اسواق البلدان المجاورة.

وبلغ إنتاج العراق العام الماضي من الأسماك نحو 800 ألف طن، منها 100 ألف طن من المزارع المجازة، و700 ألف طن من المزارع غير المجازة.

ونقلت وكالة روج نيوج تصريحات عن النائب عن محافظة ذي قار داود عيدان قال من خلالها: ان “الثروة السمكية في العراق قتلت الان بسبب الجفاف نتيجة الحرب المائية التي شنتها ايران وتركيا، لافتا الى ان تدمير الثروة السمكية هو مخطط تركي يهدف للسيطرة واجبار العراق على استيراد السمك من تركيا”.

واضاف ان “الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية انهيار انتاج السمك في البلاد كان من المفترض من الحكومة ان تواصل المفاوضات مع تركيا لحل مشكلة المياه او تقديم شكوى اممية ضد انقرة في حال اذا واصلت الاخيرة بممارسة سياسة العدو ضد العراق”.

وتعتبر الثروة السمكية في العراق من أهم الموارد التي تدعم الاقتصاد والتي سجلت تحسنًا ملحوظًا خلال السنوات السابقة، إلا أنها انتكست بسبب الأزمة المائية والتي أجبرت العديد من مربي الأسماك إلى ترك مهنتهم.

وبحسب تقديرات المختصين، فإنّ الثروة السمكية كانت مصدرًا اقتصاديًا مهمًا، حيث ساهمت قبل العام 2003 بـ 25% من الناتج المحلي، إلا أنّ اليوم أصبح هذا القطاع مهملًا من قبل الحكومات المتعاقبة.

كما تعد أهوار المناطق الجنوبية في العراق الأكثر تضررًا بعد قطاع الزراعة جراء شحة المياه في العراق بسبب تركيا وإيران وتراجع الأمطار في موسم الشتاء الماضي، ووسط هذه الأزمة، تكشف الأرقام الرسمية عن اجتياح التصحر بنسبة 39% من الأراضي العراقية.