مبادرة "تقدم" برئاسة حمدوك.. هل يمكنها وقف الحرب الحالية في السودان؟
تشكل مبادرة تنسيقية "تقدم" برئاسة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أبرز اطروحات حل الأزمة السودانية حالياً، إلا أنه لا يزال يحيط بها والداعين لها العديد من علامات الاستفهام.
تشكل مبادرة تنسيقية "تقدم" برئاسة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أبرز اطروحات حل الأزمة السودانية حالياً، إلا أنه لا يزال يحيط بها والداعين لها العديد من علامات الاستفهام.
تتعدد مبادرات الحل السياسي للحرب الحالية في السودان، والتي تعد مبادرة تنسيقية تقدم التي يرأسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وتضم عدد كبير من الأحزاب المنضوية تحت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وتطالب بحوار يجمع جميع الفرقاء السودانيين عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته، مما يضع التساؤل حول مدى نجاح تلك المبادرة ومدى تقبل الشارع السوداني لها.
وفي السياق، كشف كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن الطرح السياسي الذي قدمته "تقدم" يعيد انتاج الازمة في السودان، وهو ذات الطريق الذي جربته بلادنا فيما بعد الثورة، وها هي النتائج الوخيمة تبرهن على بؤس الرهان على الشراكة مع العسكر، أو تعطيل القضايا المصيرية بحجج واهية.
وأكد كمال كرار في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن الحرب التي اندلعت بسبب الصراع على السلطة، وعدم تفكيك بنية النظام القديم خلال الفترة الانتقالية، أفرزت واقعاً جديداً لم تستطع تقدم استيعابه، لأن القوى صانعة الثورة، ومن ضمنها لجان المقاومة، لن تسمح باختطاف الثورة مرة اخرى أو رهن مستقبل السودان للقوى الخارجية كما تراهن تقدم.
وأضاف القيادي في الحزب الشيوعي، أن "تقدم" نفسها يمكن أن نقول إنها فقدت ثقة الشعب، اذ تجاهلت مطالب الثورة لما صعدت للسلطة بل ناصبت لجان المقاومة العداء، لكل هذا فإن مبادرتها لا تعدو إلا قفزة في الظلام.
وبين كمال كرار، أنه من بعد كل ما جرى فإن محاسبة من أشعلوا الحرب وقتلوا الشهداء، والسلطة الانتقالية المدنية الخالصة، هي أولويات الجماهير الثورية، مع إبعاد العسكر عن الحكم وحل جميع المليشيات، وتصفية بنية النظام البائد ومحاكمة المحرمين، وهي مطالب تتفاداها تقدم في بحثها عن تسوية سياسية.
بينما كشف الطيب محمد جادة، الكاتب والسياسي السوداني، أن تنسيقية تقدم أصبحت مكروهة بالنسبة لكافة الشعب السوداني، ذلك لأنها سبب الحرب الدائرة الان، ثانياً لأن قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي "قحت" سابقاً وتقدم الآن يعدها الكثير من السودانيين الجناح السياسي لمليشيات الدعم السريع.
وأكد "جادة" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن "تقدم" سرقت الثورة السودانية وتحالفت مع قتلة الشعب السوداني، مشيراً إلى أنه لا أحد في الدولة السودانية يستجيب لمبادرتها، كما أن كل قادة تقدم أصبحوا مطلوبين بأمر النيابة السودانية.
وأضاف الكاتب والسياسي السوداني، أن مبادرة تقدم تهدف إلى استعادتهم للسلطة أكثر من ان تحل الأزمة السودانية، لان تقدم لا يهمها الشعب السوداني أو الدولة السودانية بقدر ما يهمها الرجوع إلى السلطة بأي ثمن، مثلها مثل "الكيزان" لا فرق بينهم، الكيزان يخدعون الشعب باسم الدين و"تقدم" تخدع الشعب باسم المدنية وكلهم وجهان لعملة واحدة.
وتطرق الكاتب والسياسي السوداني إلى الوضع الميداني، مبيناً أن "الوضع في دارفور غير مستقر، وهناك بعض عمليات النهب والسلب والاختطاف من قبل مليشيات الدعم السريع لطلب فدية، والطيران الحربي التابع للجيش يشن غارات في بعض الولايات مثل الفاشر نيالا والضعين".