هل سيغير وفد حضوموت في الرياض مستقبل الإقليم النفطي في مرحلة ما بعد الأزمة اليمنية؟

شهدت الرياض تحركات خلال الأيام الماضية لوفد يمثل محافظة حضرموت اكبر محافظات اليمن وأكثرها ثراء بالنفط، من أجل رسم مستقبل ذلك الإقليم الغني، مما فتح الحديث من جديد حول تبعيته ومصيره خلال مرحلة ما بعد انتهاء الحرب اليمنية.

كشف لطفي بن سعدون، عضو الوفد الحضرمي في الرياض، والمتحدث باسم لجنة التصعيد العليا بحضرموت، أن مهمة الوفد الحضرمي المستقل في الرياض والتي تتمحور في انتزاع سيادة القرار الحضرمي السياسي المستقل والشراكة العادلة وندية حضرموت لصنعاء وعدن ورفض التبعية لهما والسيادة على الأرض والثروات وحضرموت اقليم قائد كامل الاستقلال والسيادة ان كانت التسوية السياسية الشاملة اقاليم او دولة ان كانت دول.

وأكد سعدون في تصريح خاص لوكالة فرات،  بان يكون للقضية والمظلومية الحضرمية التي نشات منذ 1967 ،اطارها الخاص الغير مرتبط بالقضية الجنوبية او اليمنية. ونطالب بسيادة القرار السياسي الحضرمي المستقل والسيادة على الأرض والثروات وندية حضرموت لصنعاء وعدن ورفض التبعية لهما.

 وأوضح سعدون، أنه يترأس الوفد محافظ حضرموت بمشاركة قيادات المكونات الحضرمية المستقلة، والنيابيين والشورويين، والتجمعات القبلية والنخب الاكاديمية والدينية والاعلامية والشخصيات والأعيان، وبدعوة كريمة من حكومة المملكة الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الامين وسمو الأمير محمد بن سلمان .

وأشار إلى أن قيادات الوفد برئاسة المحافظ مع سفراء الدول الكبرى كبريطانيا واليابان وامريكا وسفراء 22 دولة من الاتحاد الاوروبي، واستماعهم للصوت الحضرمي والقضية الحضرمية الغير قابل لتبعيته لصنعاء ولعدن، واعتبار حضرموت عاصمة ثالثة ندية لكليهما .

وكشف صلاح بيتي، السياسي الحضرمي، وعضو الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي ورئيس لجنة الرقابة والتفتيش في نقابة الصحفيين والإعلاميين في الجنوب، أن الوفد الذي وصل إلى الرياض لم يرشحهه أحد، ولكن هم أشخاص تم انتدابهم لسماع رؤيتهم ولديهم ارتباطات باحزاب يمنية مثل حزب الإصلاح وحزب المؤتمر الشعبي العام، مبيناً أنهم يتحدثون عن تعرض حضرموت للظلم والسلب والنهب بعد انتهاء ارتباطهم بالاطراف التابعين لهم في الجمهورية العربية اليمنية، وطوال الثلاثين عاما الماضية.

وأضاف عضو الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي، أن تلك المجاميع  تتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للصراع، وهم من يتحدثون عن احتلال حضرموت من عام ١٩٦٧ إلى ١٩٩٠ ، وهم أنفسهم كانوا يحاربون الحراك الجنوبي، بينما رموز الإحتلال الحقيقي من الشماليين اعترفوا بأنهم يحتلون الجنوب ولا زالوا، وأن الوحدة كانت شعار فضفاض من أجل سلب ونهب ثروات النفط في حضرموت.

وأوضح بيتي، أن المتواجدين في الرياض ليس لديهم مشروع واضح، وانما هم يفضلون أن يكون لديهم إقليم مستقل يتبع اليمن على أن يكون لهم نفس الإقليم في إطاره الطبيعي في دولة الجنوب العربي.

وأردف أن المحافظ حذر عناصر الإخوان في مجلس القيادة أنه لا يوجد على الطاولة مشروع دولة حضرموت، ولكن ما يفعلوه حالياً هو عرقلة لاستعادة الدولة الجنوبية وتشويش على ذلك العمل، مشيرا إلى أن وجود الوفد ليس للتفاوض وانما لتوضيح الطريق الذي يجب أن يسلكوه للمطالبة بحقوق حضرموت واستقلالها في إطار دولة الجنوب الفيدرالي، وذلك لأن دولة الجنوب أصبحت مطلب خليجي واقلبمي ودولي، لأنها كانت دولة عضو في الأمم المتحدة قبل الوحدة.

وأشار إلى أنهم لم يلتقوا ياي مسؤول سعودي او خليجي وانما التقوا فقط في الرياض بالمحافظ، وطالبوا أن يقابلوا ممثل وزير الخارجية الأمريكي فرفضهم على اعتبار أنهم لا يمثلون اي طرف قوي في المعادلة اليمنية ولا حتى بيوتهم التي خرجوا منها في حضرموت.

بينما كشف نصر هرهرة، مقرر الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي، أن المطالب الحقوقيه الكل يدعمها ومن حق الحضارمة ادارة شؤونهم ومواردهم في ظل دولة فيدرالية جنوبية مستقلة كاملة السيادة، ولكن المخطط الذي  كانت تخطط له القوى المعادية للجنوب فشل.

وأكد هرهرة في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الهدف المستتر لخصوم الجنوب من الوفد هو محاولات التعطيل على نتائج اللقاء التشاوري الجنوبي الذي عقد في عدن 4-8 مايو الماضي، ولكن هناك مطالب حقيقية لابناء حضرموت ومن حقهم الحصول عليها واعتقد أن النتائج كانت لصالح الجنوب ولصالح أبناء حضرموت في اطار دولة جنوبية فيدرالية مستقلة.

بينما كشف سالم باراس، المدير التنفيذي لصندوق حضرموت الخيري، أن وفد حضرموت يريد أستقلال حضرموت أو الحصول على إقليم فيدرالي تابع لليمن، مبينا أن تلك المجموعات ليس لهم حاضنة شعبية حضرمية، وحضرموت من الجنوب والجنوب هو حضرموت.

وأكد باراس في تصريح خاص لوكالة فرات، أن ما يفعله أعضاء الوفد هو خلط الأوراق، مشيرا إلى أن الحضور هي مجموعة لها مصالح وارتباطات مع قيادات شماليين.