كشف فيجاي كولي الزعيم الاجتماعي والسياسي الهندي والقيادي في حزب باراتيا جاناتا الحاكم في الهند، أن زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لمصر تاريخية، وتعتبر فصل جديد في العلاقات الهندية المصرية.
وأكد كولي في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه ستمهد هذه الزيارة الطريق لتأسيس تفاهم وتعاون استراتيجي في مجال التعليم والصحة وتطوير البنية التحتية والسياحة والتجارة والتجارة والمجالات العلمية
وأضاف الزعيم الاجتماعي والسياسي الهندي والقيادي في حزب باراتيا جاناتا الحاكم في الهند، أن زيارة رئيس الوزراء الهندي لمصر فتحت العديد من مجالات التعاون الوثيق بين البلدين.
وبين كولي، أن مصر بوابة للعالم العربي والهند مع تقدم السلام ونهجها التنموي سيهيئ بيئة من التفاهم الاستراتيجي بين البلدين
بينما كشفت شيماء رستم، رئيس مجلة إيجيانديا المتخصصة في الشأن الهندي، أن الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء الهندي للقاهرة كانت طبيعية لما تشهده العلاقات بين الدولتين من نمو وتطور، خاصة بعد زيارة الرئيس السيسي للهند في عام 2015، والذي تبعه طفرة إقتصادية في التبادل بين الدولتين، حيث زادت الاستثمارات بقيمة ٦ مليار دولار بعد سنتين فقط من زيارة الرئيس السيسي، وهي تنمو باستمرار لأن الشركات سواء المصرية في الهند أو الهندية في مصر تزيد ، في العام الماضي فقط افتتحت ٥٠ شركة هندية في مصر، وطبيعي بعد زيارة مودي للقاهرة ستزيد الاستثمارات بين البلدين بشكل سريع.
وأكدت شيماء رستم في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه بعد عام 2015 شهدت المنطقة العربية كلها طفرة مع الهند، خاصة في مجال المسلسلات الهندية، والتي جاءت بديلاً للتركية في ظل العزوف عن عرض المسلسلات التركية بسبب سياسات أردوغان.
وأضافت رئيس مجلة إيجيانديا المتخصصة في الشأن الهندي، أن رئيس الوزراء الهندي نارندا مودي، هو سياسي ناجح وخاصة في السياسة الخارجية، ووضع الهند في مكانة عالية ، بل إن الاقتصاد الهندي أصبح ينافس الاقتصاد الصيني، وكان من المتوقع أن يتخطى الإقتصاد الهندي نظيريه الصيني والأمريكي في الموجة الأولى لفيروس كورونا.
وبينت شيماء رستم، أنه يعيب على مودي العنصرية والقوانين التمييزية ضد المسلمين وله اشياء كثيرة لا تغفر، وخاصة عندما كان يريد اسقاط الجنسية الهندية عن بعض المسلمين والتعديلات الدستورية ولكن بعد اشتعال الرأي العام ضده تنازل عن المشروع، ولذلك كانت زيارته لمسجد الحاكم بأمر الله ومحاولة زيارة شيخ الأزهر لتجميل صورته أمام العالم العربي والمصريين.
وكشفت هناء قنديل، المتخصصة في الحركات الإسلامية في شبه القارة الهندية، وصاحبة رسالة الماجستير عن الفكر التكفيري لتنظيم الجماعة الإسلامية بباكستان، عن مدلولات زيارة رئيس الوزراء الهندي نار ندا مودي لمسجد الحاكم بأمر الله في شارع المعز لدين الله الفاطمي، اول تلك الدلالات هي تقرب نار ندا مودي من طائفة البهرة خاصة وأن الطائفة لها ثقل ووزن سياسي واقتصادي في القاهرة وعلاقة جيدة مع السلطات في مصر خاصة في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي سمح لهم بتجديد العديد من المساجد في مصر مثل مسجد الحاكم بأمر الله ومسجد الحسين وممارسة شعائرهم بحرية، مما ادي لزيادة أعدادهم في مصر.
واكدت هناء قنديل في تصريح خاص لوكالة فرات أن هناك بعد آخر يتعلق بالتدين الهندي وهو مزيج من الصوفية والبوذية والهندوسية، والتي تركت كلا منها بصمتها في تدين الهنود، ومعظم المسلمين المتواجدين في الهند ينتمون إلى الإسلام الشيعي الذي تنتمي له العديد من الجماعات في البلاد مثل البهرة أو جماعات انحدرت منها مثل الأحمدية والقاتيانية على عكس التركيبة السكانية لباكستان التي ذهب إليها معظم الجماعات السنية لا سيما الأصولية منها.
واضافت الباحثة في شؤون الجماعات الإسلامية أن الهند تعاني من الصراع مع الجماعات المتطرفة لا سيما السني مثل جماعة جيش محمد التي تنفذ هجمات ضد الجيش الهندي في ولايتي جامبو وكشمير والجماعة الإسلامية في الهند والتي تناوئ النظام الحاكم هناك،ولذلك من الطبيعي أن يكون مسجد الحاكم بأمر الله وجماعات البهرة من المقاصد الرئيسية لزيارة مودي إلى القاهرة.
وبينت هناء قنديل، أن زيارة مودي لجامع الحاكم بأمر الله ومحاولة زيارة شيخ الأزهر والتي لم تتم وبعدها زيارة مودي لمفتي الجمهورية هي رسالة للعالم العربي والإسلامي بأن الهند ستتبع نهجا مختلفاً تجاه المسلمين ومحاولة لتحسين صورة رئيس الوزراء الهندي بعد سلسلة الآراء والإجراءات العنصرية ضد مسلمي الهند والتي كان آخرها التصريح المثير للجدل الذي تسبب في حالة من الغضب الشعبي والمقاطعة الاقتصادية للكثير من الدول العربية ولا سيما في دول الخليج ، والخسائر الفادحة التي نتجت عن تلك المقاطعة، وتشكل التجارة مع الدول العربية جزء لا يستهان به من الاقتصاد الهندي ، ولذلك أعادت نيودلهي التفكير في ترميم تلك العلاقات ويطمح مودي عبر بوابة مصر وقيمتها في العالم الإسلامي أن يعيد رسم صورة العلاقات مع الوطن العربي.
واردفت هناء قنديل، أنه مع دخول الهند عصر البريكس وهو التكتل الإقتصادي الموازي للغرب ومحاولة هذا التكتل بناء علاقات اقتصادية بعيداً عن سيطرة الدولار، يبرز دور مصر والسوق العربية في هذا المضمار.
كما أوضحت، ان رفض شيخ الأزهر لاستقبال نارندا مودي يدل بوضوح على رفض رأس الإسلام السني لتصرفات القيادة الهندية المسيئة للإسلام والمسلمين وأنها لا تزال غاضبة من ذلك، وأنه يتوجب على القيادة الهندية إتخاذ خطوات جدية لتحسين علاقته مع رعاياه المسلمين من أجل تحسن حقيقي في العلاقات مع الوطن العربي.