"استراتيجية النكاية تفلس".. الإخوان يعودون إلى الفبركة والشائعات مجدداً ضد مصر
مرة أخرى تعود جماعة الإخوان الإرهابية إلى تكثيف شائعاتها وبث سمومها وأكاذيبها حول الدولة المصرية، ومحاولات الإيقاع بالمصريين في براثن تلك الادعاءات رغم فشلها المتكرر.
مرة أخرى تعود جماعة الإخوان الإرهابية إلى تكثيف شائعاتها وبث سمومها وأكاذيبها حول الدولة المصرية، ومحاولات الإيقاع بالمصريين في براثن تلك الادعاءات رغم فشلها المتكرر.
وقد شهدت الأيام الماضية بث إحدى صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية لقطات مصورة لما تزعم أنه اعتداء عناصر أمن على أحد المواطنين، وعلى الفور أكد مصدر أمنى أن مقطع الفيديو "قديم" وسبق تداوله عام 2018، وقد تم في حينه اتخاذ كافة الإجراءات القانونية في هذا الشأن وصدر بيان آنذاك، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية المصرية.
كما شهدت الأيام الماضية ترويج صفحات الإخوان وأبواق الجماعة الإعلامية شائعات على مستوى واسع النطاق لتلوث المياه سواء في محافظة أسوان أو محافظة القاهرة، وغيرها من الشائعات التي يبدو أنها باتت معتادة لديهم خاصة ومصر الآن في بداية موسم الدراسة، ما يثير تساؤلات حول إصرار التنظيم على هذا النهج رغم إفشال المصريين له.
تحركهم أجهزة دولية
يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد رفعت، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن شائعات الجماعة الإرهابية ستتواصل طالما الدولة المصرية تسير في الاتجاه الصحيح، وطالما أن هذه الجماعة يتم توظيفها ضد أي بلد يسعى للنهوض في المنطقة، وقد وصل بالإخوان إلى طرح شائعات ساذجة يريدون إقناع الناس بها.
ويلفت رفعت إلى بعض من نماذج تلك الشائعات خلال الفترة الماضية منها مزاعمهم بتلوث المياه والترويج لذلك في أسوان والقاهرة، وأيضاً حديثهم من قبل عن استيراد الأرز البلاستيك، وهذه الشائعات الساذجة – حسب وصفه – التي يرى أن الغرض منها قياس قدرة المصريين على تقبلها، وبالتالي إن كان التقبل كبيراً يبني على ذلك كثيراً من الأمور والعكس.
ويرى الكاتب الصحفي المصري أن الأمر هذا يتطلب جهداً كبيراً في مواجهته ليس من خلال مجرد نفي الشائعات، ولكن تعليم المواطنين كيفية استنتاج الشائعات والتصدي لها، معتبراً أن هناك حاجة ماسة إلى ذلك، كما أشار إلى أن الإخوان عادة يختارون أوقاتاً مفهومة عندما يطلقون شائعاتهم، مثل توقيت دخول المدارس أو اقتراب ذكرى 25 يناير، لأنهم لا يخاطبون من يجلسون على الشواطئ وإنما جمهور السوشيال ميديا.
وفي ختام تصريحاته، يؤكد أحمد رفعت أن جماعة الإخوان لن تتوقف عن هذا النهج، لأنها مكلفة من قوى عالمية بهذا الأمر، كما أن هذا التنظيم تحركه أجهزة عالمية، ولذلك من يحلل مضمون قنوات الإخوان سيجد أنهم يستخدمون نفس العبارات تقريباً حتى لو اختلفت أماكنهم، ما يعني أن من يوجههم واحد، وبالتالي لا يزال المشوار طويلًا في مواجهة جماعة الإخوان، وفقاً له.
استراتيجية النكاية
وفي عام 2013 سقط حكم جماعة الإخوان في مصر عقب 30 يونيو/حزيران، التي اندلعت بعد عام تقريباً من فوز مرشحهم الراحل محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية 2012، نتيجة نهج الإقصاء والإبعاد والعنف الذي اتبعته الجماعة وتجاهل المطالب الشعبية والفشل في إدارة مؤسسات الدولة.
ومنذ انتهاء حكمهم في مصر الذي كان كذلك بداية سقوطهم في مناطق أخرى، دأبت الجماعة على اتباع نهج الشائعات والفيديوهات المفبركة بهدف الوقيعة بين الدولة والمواطنين وإثارة غضبهم، خاصة مع نجاح قوى الأمن المصرية في إفشال مخططاتهم الإرهابية وامتصاص ضرباتهم، فلم يعد بأيديهم فيما يبدو إلا سلاح الشائعات، وحتى هذا الأخير لم يعد ذي جدوى.
بدوره، يقول ماهر فرغلي الخبير في شؤون الحركات الإسلامية إن الإخوان يعتمدون على ما يمكن تسميته بـ "استراتيجية النكاية والإنهاك"، موضحًا أنهم يتعاملون مع الدولة المصرية كعدو، وبالتالي فإن تفكيرهم يكون في التوصل إلى أدوات ووسائل وآليات بهدف إنهاك وإيلام الدولة طوال الوقت.
ويلفت فرغلي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إلى أن الجماعة تعتقد أنها من خلال ما ترى أنه إنهاك للدولة ستقبل الأخيرة في النهاية بالتفاوض معهم، ومن ثم فإنهم يتحركون في إطار تلك الاستراتيجية، والأخيرة جزء رئيسي منها إطلاق الشائعات التي تأتي ضمن ما يعرف بحروب الجيلين الرابع والخامس.
ويشير كذلك إلى أن تلك الاستراتيجية تقوم على التقليل من الإيجابيات والتهويل من السلبيات ووصفها، منوهاً إلى أن هذا أسلوب إخواني معتاد ومتعارف عليه، كما يلفت إلى أن الإخوان يعتبرون أنفسهم في حالة حرب، وبالتالي يعملون وفق فقه الحرب فيجيزون الكذب، وبالتالي ليس هناك ما يمنع عناصر الجماعة من فبركة الفيديوهات في إطار تحقيق هدفها، وفقاً لما يعتقدون بصحته.
ويوضح ماهر فرغلي أن هدف الإخوان يتمحور حول "إفشال الدولة" اقتصادياً وسياسياً ورياضياً، فتقوم الجماعة بنقد كل شيء وإظهاره فاشلاً، مشيراً إلى أن هذا نهج الإخوان وقد فشلوا في تحقيق تلك الأهداف، لكن العناصر التي تقوم بهذا الأمر تكرره لأنه تتقاضى أموالاً أو تحصل على تمويل مقابل تلك الممارسات، وبالتالي يواصل هذه الأكاذيب حتى لو لم تعد تنطلي على الشعب المصري وهي كذلك بالفعل.
وقد أكد مصدر أمني مصري أن تكرار بث الجماعة الإرهابية لفيديوهات قديمة واجتزائها من مضمونها يؤكد حالة الإفلاس التي تمر بها الجماعة، مشدداً على أن هذا ما يعيه الشعب المصري.