حصل أردوغان وفق نتائج غير رسمية على أكثر من 52 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما حصل كمال كليجدار أوغلو مرشح تحالف المعارضة على قرابة 48 بالمئة، في جولة أتت بعد فشل أي منهما بالفوز بمنصب الرئاسة وتجاوز نسبة 50 بالمئة خلال جولة 14 أيار.
تحالف شديد العداء للكرد
بدوره، يقول محمد ربيع الديهي الباحث في العلاقات الدولية، لوكالة فرات للأنباء، إن تحالف أردوغان للفوز بهذه الانتخابات تمحور بصفة أساسية حول التشدد تجاه الكرد، أو الرهان على التيار القومي المتطرف والذي اعتمد عليه أردوغان بصفة أساسية، لدرجة أن سنان أوغان المرشح الذي حل ثالثاً في جولة 14 أيار أعلن عن تأييده له في الجولة الثانية.
وأضاف "الديهي": "نجاح أردوغان يعني بقدر كبير استمرار نفس سياساته في الشمال السوري، ونفس سياساته تجاه الكرد سواء داخل تركيا أو خارجها، لكن في الداخل أعتقد أنه سيشدد قبضته الأمنية أكثر تجاههم، خصوصا وأنهم كانوا عنصر القوة الرئيسي للمعارضة أو لمرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو".
وأكد الباحث في العلاقات الدولية، في سياق حديثه لوكالة فرات، أن فوز أردوغان كان متوقعاً بدرجة كبيرة في هذه الانتخابات، نظراً لشبكة التحالفات التي أقامها، وفي الوقت ذاته أن المعارضة التركية لا تزال ضعيفة وبها انقسامات ولا تزال كذلك تفتقد إلى شخص يتمتع بكاريزما كبيرة، مؤكداَ في الوقت ذاته أنّ هذا لا يجب أن يقلل من حجم الإنجاز لأن دفع المعارضة التركية الانتخابات باتجاه جولة إعادة يعد نجاح وربما يكون عنصر قوة للمعارضة في استحقاقات انتخابية قادمة.
وكلما كانت الانتخابات تقترب كلما فاقم الرئيس التركي تحركاته المضادة للكرد، حيث اعتقل كثير من السياسيين والصحفيين والمحاميين الكرد، والتهمة دائماَ ما تكون الانتماء لمنظمة إرهابية أو القيام بدعاية لمنظمة إرهابية، وهو أمر دفع الكرد للتصويت بكثافة لصالح مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو.
تكريس للاستبداد وملاحقة المعارضين
يقول محمد عامر مدير وحدة الدراسات التركية بمركز العرب للأبحاث والدراسات إن فوز أردوغان على الصعيد الداخلي يعني استمرار نفس السياسات الاستبدادية التي اتبعها خلال السنوات الأخيرة، حيث تراجعت كثير من الحقوق والحريات وتحولت تركيا إلى أكبر معتقل للصحفيين في العالم.
وأضاف "عامر"، في تصريح لوكالة فرات، أن أردوغان يدرك أنه نجى من اختبار هو الأصعب طوال مسيرته السياسية ونجا منه بشق الأنفس، لأن هذه المرة كان يواجه معارضة هي الأقوى طوال فترة حكمه، وحتى لو لم تهزمه في هذه الانتخابات، فإن وصول الانتخابات لجولة ثانية أتى كأمر مخيب لآمال وطموحات الرئيس التركي وأنصاره الذين كانوا يراهنون على الفوز من الجولة الأولى وبنسبة كبيرة.
ويؤكد الباحث في الشأن التركي أن الكثيرين يتحدثون عن الديمقراطية في تركيا، لكنها في الواقع نظرة غير عميقة وتأتي من بعيد، لكن النظرة الأعمق تؤكد أنها ديمقراطية مزيفة، لأنه على سبيل المثال كل موارد الدولة كانت في خدمة أردوغان، منها الإعلام الحكومي الذي خصص تغطيات بالساعات لأردوغان، بينما لم يحصل مرشح المعارضة الرئيسي إلا على أقل من 40 دقيقة.
وفي ختام تصريحه، يرى "عامر" أن أردوغان في هذه الانتخابات واصل أيضاً خطابه الشعبوي الذي يحمل كثيراً من عبارات الاستنفار للقوميين والاستعداء لباقي مكونات المجتمع التركي خصوصاً الكرد، فاز بالانتخابات ولكن الدولة خسرت بمزيد من الانقسام والاستقطاب الداخلي.
يذكر أن الكثير من تيارات الإسلام السياسي داخل وخارج تركيا أصدرت العديد من البيانات التي تدعو فيها إلى انتخاب أردوغان للولاية الثانية، واعتبرت أن انتخابه واجب شرعي ومقدس، معتبرة أن تدخلاته في سوريا وليبيا كانت أمراً جلب للمسلمين الخير، على حد زعمهم.